الخلافات تخيم على مباحثات ميركل مع أردوجان

الحدث الاثنين ٢٣/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٣٦ م
الخلافات تخيم على مباحثات ميركل مع أردوجان

برلين – اسطنبول – ش – وكالات

دعت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون اللاجئين أيدان أوزوجوز المستشارة أنجيلا ميركل إلى التحدث بصورة صريحة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوجان حول قضايا خلافية خلال زيارتها لتركيا.
وقالت أوزوجوز في تصريحات لصحيفة "دي فيلت" الألمانية الصادرة امس الاثنين: "يتعين بالطبع التحدث بوضوح عن تفاصيل إمدادات اللاجئين والقصور في حرية الرأي وغيرها من حقوق الإنسان".
وفي إشارة إلى اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، قالت أوزوجوز: "لن نسمح بتساهلات في حقوق الإنسان".
ياتي هذا قبيل مباحثات ميركل التي جرت امس مع أردوجان عن اتفاقية اللاجئين المهددة بالفشل.
ويتهم نقاد أردوجان بتقويض حرية الصحافة وممارسة ضغوط على القضاء.
وشاركت ميركل امس في القمة الأولى للأمم المتحدة بشأن المساعدات الطارئة في إسطنبول، ومن المقرر أن تلقي خطابا خلال القمة.
يذكر ان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شاركت امس الاثنين في اجتماع مغلق مع عدد من رؤساء الدول والحكومات لمناقشة سبل تحسين تنسيق المساعدات الإغاثية الدولية، وذلك في إطار القمة الأولى للأمم المتحدة للمساعدات الطارئة المنعقدة في مدينة إسطنبول التركية.
وحدثت بعض الاضطرابات في مسار القمة، حيث ذكرت مصادر في القمة أن الأمم المتحدة ألغت أمس الاول الأحد الترحيب الرسمي الذي كان من المخطط أن يقدمه الأمين العام للمنظمة بان كي مون والرئيس التركي رجب طيب أردوجان.
و بدء الافتتاح الرسمي للقمة عقب الاجتماع المغلق لقادة الدول. والقي كل من ميركل وأردوجان خطابا خلال الافتتاح أيضا.
والتقت ميركل بعد ظهر الامس الرئيس التركي على هامش القمة. وتسعى ميركل من خلال هذه المحادثات إلى إيجاد مخرج من الخلاف حول اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
كما تعتزم ميركل التحدث عن قرار البرلمان التركي برفع الحصانة عن العديد من النواب البرلمانيين لملاحقتهم قضائيا.
وكانت ميركل قبل سفرها قد أعربت عن قلقها إزاء التطورات في تركيا.
يذكر أن أردوغان يخطط إلى تطبيق نظام رئاسي في البلاد تحت قيادته.

إلغاء التأشيرات
على صعيد ذي صلة لا تتوقع الحكومة الألمانية أن يتم إلغاء تأشيرات الاتحاد الأوروبي للأتراك في أول يوليو المقبل.
وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة امس الاثنين استنادا إلى مصادر في الحكومة الألمانية أن أنقرة لن تتمكن من الإيفاء بالشروط الضرورية لإلغاء التأشيرات قبل نهاية العام الجاري بسبب المفاوضات المتعثرة بين الاتحاد وتركيا حول تطبيق شروط إلغاء التأشيرات.
وأوضحت المصادر أن تلك المفاوضات لن يمكن إتمامها بحلول نهاية يونيو المقبل.
وذكرت المصادر أن إحدى النقاط المحورية في هذا المفاوضات هي تعديل قوانين مكافحة الإرهاب المثيرة للجدل في تركيا الذي يطالب به الاتحاد الأوروبي، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرفض ذلك.
و قالت صحيفة بيلد الألمانية نقلا عن مصادر في برلين إن الحكومة الألمانية لا تتوقع أن يحصل الأتراك على إعفاء من تأشيرة الدخول لدول الاتحاد الأوروبي قبل عام 2017 لأن أنقرة لن تفي بالشروط اللازمة لذلك بنهاية العام الجاري.
وتناقش تركيا الإعفاء من التأشيرات مع الاتحاد الأوربي منذ عام 2013 ووافق الطرفان في مارس على المضي قدما فيها في إطار اتفاق على وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين من تركيا إلى دول الاتحاد.
وتوقع مسؤولون ودبلوماسيون من الاتحاد إن التكتل سيفوت موعدا نهائيا كان محددا بنهاية يونيو تموز بسبب خلاف على قانون مكافحة الإرهاب التركي.
ولم تعلق متحدثة باسم الحكومة الألمانية بشكل فوري على التقرير.

اتهامات تركية
على الجانب التركي قال يجيت بولوت مستشار للرئيس رجب طيب إردوجان امس الاثنين لمحطة ‭)‬تي.آر.تي خبر‭(‬ التركية إن بلاده قد تعلق كل الاتفاقات المبرمة مع الاتحاد الأوروبي بما في ذلك اتفاق حول اتحاد جمركي إذا ما استمر الاتحاد في اتباع سياسة "المعايير المزدوجة" في محادثاته مع أنقرة.
وشابت الخلافات اتفاقا بين بروكسل وأنقرة لكبح تدفق المهاجرين بشكل غير مشروع إلى أوروبا بسبب قانون مكافحة الإرهاب التركي الذي يريد الاتحاد الأوروبي أن يتم تعديله ليتماشى مع معايير التكتل
يذكر ان رئيس وزراء تركيا الجديد بن علي يلدريم قداكد للصحفيين امس الاثنين إنه سيتم الانتهاء سريعا من التشكيل الحكومي الجديد وتقديمه للرئيس رجب طيب إردوغان عندما تسنح الفرصة.
وصدق إردوجان على تعيين يلدريم - وهو حليف مقرب له منذ عقدين وشاركه في تأسيس حزب العدالة والتنمية - كرئيس جديد للوزراء أمس الأحد في خطوة كبيرة نحو توسيع صلاحياته الرئاسية وهو هدف يسعى إليه منذ فترة طويلة.

..................

القمة العالمية للعمل الإنساني ... امال وتطلعات رغم الانتقادات والتساؤلات
افتتحت القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني امس الاثنين في اسطنبول ، في إيماءة لإدراك الأمم المتحدة وكبار المانحين أنه من الضروري إعادة صياغة نظام توزيع المساعدات ... ولكن القمة تواجه انتقادات حادة وتساؤلات حول النتيجة.
وفي المقام الأول ، تأمل الأمم المتحدة في إعلان تدابير تهدف لتشديد الرقابة على الماليات من أجل ضمان فعالية أكبر لإنفاق أموال المساعدات . وتحتاج وكالات الأمم المتحدة المعنية بالمساعدات وشركاؤها لنحو 20 مليار دولار هذا العام ، ولكنها لم تتلق منها سوى جزء صغير .
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان قبيل القمة :"لا يمكن أن يغطي المانحون تماما الاحتياجات الإنسانية المتزايدة التي تستدعيها حالات الطوارئ في يومنا هذا".
وانسحبت منظمة "أطباء بلا حدود" من القمة ، قائلة إنها سوف تكون "ورقة توت" وتخفق في مواجهة الأزمات الانسانية الأكثر خطورة ، وحذرت المنظمة أيضا من أن هذه الأزمات لا يمكن أن تعالج بالمساعدات فقط.
وترغب "أطباء بلا حدود" المعنية بالمساعدات في أن تبذل الدول المزيد من الجهود لإنهاء الصراعات وحماية المدنيين وتقديم المساعدة واحترام القانون الدولي. وفي العام الماضي ، تم قصف 75 مستشفى تديرها أو تدعمها أطباء بلا حدود ، وكان القصف يأتي في كثير من الأحيان من قبل حكومات تشن غارات جوية وتستخدم الأسلحة الثقيلة.
وتشارك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في القمة ، لتكون ألمانيا هي الوحيدة ،من بين أكبر الدول المانحة لجهود الأمم المتحدة الخاصة بالمساعدات، التي ترسل رئيس حكومتها لتمثيلها في القمة التي نظمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، معترفة بأن 125 مليون شخص على مستوى العالم في حاجة للمساعدات.
ومن ناحيتها ، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إنه ينبغي على الأمم المتحدة أن "تضغط على تركيا لتفتح حدودها أمام المدنيين الفارين من الأهوال في سورية" ، قائلة إن هناك "صمتا أصما إزاء الانتهاك التركي لحقوق طالبي اللجوء السوريين".
وشددت اسطنبول بالفعل إجراءات الأمن لاستضافة القمة.
وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القمة وقال إن "عددا قياسيا من البشر" في حاجة للمساعدة ، وإن أزمة اللاجئين العالمية هي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال بان كي مون في مستهل أعمال القمة في اسطنبول :"يتعرض المدنيون للهجوم أكثر من أي وقت مضى" ، مضيفا أن ضحايا الصراعات "ينتظرون منا الإلتزام" بتحسين توصيل المساعدات الإنسانية .
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة الدول إلى التمسك بالقوانين الدولية الخاصة بالحرب.