«القابل» كثبان تحتضن التاريخ والجمال

مزاج الاثنين ٠٥/مارس/٢٠١٨ ١١:٥٥ ص
«القابل» كثبان تحتضن التاريخ والجمال

مسقط - خالد عرابي
نظّم فريق التحدي للمغامرات بولاية القابل، يوم السبت الفائت مغامرة تحدي رمال الظفرة «شجة العود» بولاية القابل، وذلك بالتعاون مع بلدية القابل وفريق الربيع الرياضي، بمشاركة أكثر من 120 مغامرا من مختلف الأعمار والجنسيات، وذلك برعاية عضو مجلس الشورى ممثل ولاية القابل سعادة أحمد بن سعيد السعدي وبمشاركة مغامرين من المواطنين والمقيمين من مختلف الأعمار، حيث قطع المشاركون هضبة من الرمال بين صعود ونزول لحوالي عشرة كيلومترات في 5 ساعات ونصف الساعة تقريبا. وهذا ما جعلنا نسلّط الضوء على هذه الولاية سياحيا من خلال المنسق العام لفريق التحدي للمغامرات بولاية القابل هلال بن ناصر بن سلطان الحبسي.

تقع ولاية القابل في محافظة شمال الشرقية وتبعد حوالي 200 كم عن مدينة مسقط، وتحدها من الشرق ولاية وادي بني خالد، ومن الغرب ولاية المضيبي، ومن الجنوب ولاية بدية ومن الشمال ولاية إبراء ومن الشمال الشرقي ولاية دماء والطائيين، وهي تعدّ واحدة من الولايات السياحية المتميّزة حيث تزخر بتاريخ غني وحافل من قلاع وحصون، وتزخر بنحو 70 مَعلَما أثريا و50 فلجا، وعدد من العيون والقرى الواقعة وسط الكثبان الرملية.

وعن الولاية سياحيا قال هلال الحبسي: تشتهر الولاية كما كثير من ولايات السلطنة بالقلاع والحصون ومنها في القابل نفسها حصن القابل الذي يقع في بلدة القابل وقد بدأ البناء فيه في العام 1758م وهي الفترة التي تم فيها تأسيس فلج القابل وبناء المسجد، وكان يعدّ مقر إقامة شيوخ الحرث، وهناك حصن فلج مسعود، الذي يعود إلى فترة حكم السلطان تركي بن سعيد وابنه السلطان فيصل وهو عبارة عن حصن أسّسه أهالي قرية فلج مسعود بن عامر ويضم بيوتا سكنية وأبراجا بُنيت من الجص والحصى.
وأشار الحبسي إلى أن ولاية القابل تتميّز بوجود عدد كبير من الأبراج الدفاعية ومن أشهر الأبراج الدفاعية فيها: برج مفرق الصورة، ويعتبر أطول برج في الدريز وسُمّي بذلك لأن فلج الدريز يفترق عنده إلى الشرق والغرب وقد بُني في عهد السلطان فيصل بن تركي؛ لحماية القرية من الجهة الجنوبية الشرقية. وبرج جبل الدريز، وهو أعلى برج في منطقة القابل بناه سعيد بن علي البرواني في عصر السلطان فيصل بن تركي، ويتكوّن من طابقين ويقع في غرب الدريز وقد بُني لأغراض دفاعية من أموال «قعد الفلج». وبرج الدغشة، وهو مبني من الجص والحصى ويقع في الطرف الجنوبي لقرية المضيرب. وبرج المشابر، ويقع في غرب الدريز وقد بُني لحماية القرية من الجهة الغربية. وبرج الحارة وبرج الغتلة ويقع في محلة السعديين بقرية النبأ.

بلدة المضيرب

وأضاف هلال الحبسي قائلا: إن من أشهر المدن السياحية بالقابل بلدة المضيرب وتقع بين مسقط وصور، وتتميّز بطابعها المعماري القديم وبيوتها الأثرية الرائعة ذات الفن الزخرفي العُماني الفريد، وتشتهر البلدة بمعالمها الفريدة كما الولاية. ويُحيط بالمضيرب سور قديم متصل بالجبال المحيطة بها، ومفتوحة من جهة النخيل فقط وقد تهدَّم جانب من سورها المحكوم بأربع بوابات وهذه البوابات تُسمّى «دراويز» هي دروازة: كشام وقرضوب والغيوث وكنيشة، ويضم العديد من الأبراج الدفاعية كما به عدد من الفتحات المخصصة لإطلاق النار وعادة ما تكون عليه حراسة كبيرة فكان يصل إلى دروازة كشام، وهي بوابة محصّنة وتعتبر البوابة الوحيدة المتبقية في المضيرب يمكن من خلالها التحكم في الدخول إلى المضيرب من الناحية الشمالية وتأخذ شكل برج مستطيل يوجد في أعلاه عدد من المرامي للبنادق ومرمى مخصص للمدفع كما يحتوي السقف على شُرفة، إلا أن أجزاء كبيرة منه قد تهدّمت في الوقت الحاضر.

وأكّد الحبسي على أن المضيرب تعتبر المركز السياحي ليس في ولاية القابل فحسب وإنما في منطقة شمال الشرقية عامة؛ وذلك لتوسطها بين عدة ولايات هي: وادي بني خالد وإبراء وبدية والمضيبي. وتشتهر المضيرب في حد ذاتها بالعديد من المعالم الأثرية الثرية والقديمة ومنها: قلعة الخناجرة والحصن الشرقي، وبيت البرج، والبيت العود.
وعن قلعة الخناجرة قال: تقع في غرب سوق المضيرب وتضم برجا مرتفعا بعض الشيء، وتشتهر بالشكل الخارجي لها حيث بُني الجدار الخارجي لها على شكل أسطوانة يصل ارتفاعها إلى 15 مترا ويوجد بها عدد من العقود ممتدة ومرتبطة مع بعضها البعض ومدعومة بعمود يرتفع إلى الطابق الأول.
كما أكّد الحبسي على أن متحف بيت التراث والثقافة واحد من المعالم البارزة أيضا في المضيرب، وقد أسّسه سعادة الشيخ علي بن أحمد الحارثي على نفقته الخاصة في القرن التاسع عشر، وتأتي إقامته في إطار المحافظة على الموروثات الثقافية والاجتماعية، ويتميّز المبنى بفن العمارة العُمانية ويحتوي على عدد من المعروضات التراثية والأثرية إلى جانب مكتبة ديوان العرب وخيمة خاصة بالحرفيين والأزياء العُمانية واللوحات والوثائق.