صدق وصدق.. بالغصب..

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٣/مايو/٢٠١٦ ٠٣:١٨ ص

لميس ضيف

صدق أو لا تصدق..
إسبانيا، التي شهدت 7 سنوات عجز عجاف مؤخرا، أنتجت في عام 2015 كتبا تعادل ما طبعه العرب منذ عهد الخليفة المأمون الذي عانق الثرى عام 813 م !
صدق أو لا تصدق..
دار «غاليمار» الفرنسية للنشر – وحدها- تستهلك من الأوراق ما يفوق استهلاك دور النشر العربية مجتمعة !
صدق أو لا تصدق..
بلجيكا التي يربو عدد سكانها عن 9 ملايين تطبع إنتاجاً يفوق ذلك الذي يوجه لـ 350 مليون عربي.
وعدوتنا اللدودة إسرائيل تصدر 32 ضعف ما تصدره الدول العربية.. مجتمعة !
صدق أو لا تصدق..
نصيب الطفل الأمريكي من الكتب يبلغ 13200 كتاب سنويا، أي 33 ضعف الكتب المخصصة للطفل العربي الذي لا يعدو الإنتاج الموجه له 400 كتاب في العام الواحد.
تلك ليست الصدمة الوحيدة..
فوفقا لمركز فيريل للدراسات في برلين فإن الإنتاج العربي الهزيل موجه في الأساس للكتب الدينية !
فـ 70% من المطبوعات والكتب التي أنتجتها المملكة العربية السعودية – التي تعد أكبر ناشر للكتب في الوطن العربي- كتب دينية..
إلى ذلك فأغلب مبيعات الكتب، التي لا يعدو حجمها في الدول العربية 400 مليون دولار أمريكي مقابل 30 مليار في الولايات المتحدة وحدها، أغلب تلك الكتب تداولا نقول هي كتب الطبخ والنفخ والعناية بالمنزل تليها الكتب الدينية فيما تقبع الكتب الثقافية في ذيل القائمة ولا تشكل مبيعاتها إلا 1% من السوق.
هذا هو الجهل بردائه الجديد..
فالأمية التي كانت مرادفا في عصور خلت للجهل بالقراءة والكتابة تعني اليوم التأخر الثقافي والمعرفي.
والطامة هنا أن البعض يظن أنه مثقف لأنه يقضي ساعاته على الوتساب أو الفيس بوك، رغم أنه قد ثبت بالتجربة أن تلك الوسائل تروج الوهم والشائعات أكثر مما تبث الوعي، وتعزز الطائفية والكراهية والعدوانية عوضا عن أن ترتقي بعقل الإنسان وروحه.
عندما قال أبو الطيب المتنبي: "أعز مكان في الدُنى سرجُ سابح.. وخير جليس في الزمان كتابُ" لم يكن ليتوقع أن تكون الكتب بضاعة كاسدة في أمته وأن تكون كنزاً في شعوب كانت تحرق الكتب والكتاب المتنورين بتهمة الهرطقة التي صرنا نسميها اليوم "التفكير خارج الصندوق"..
هل ستسترجع الكتب هيبتها يوماً؟ أستبعد للأمانة ولكن.. لنحلم.