الســلطنة تحتفــل باليــوم العالمي للســلاحف البحرية

بلادنا الاثنين ٢٣/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٥٤ ص
الســلطنة تحتفــل باليــوم العالمي للســلاحف البحرية

مسقط -
تحتفل السلطنة ممثلة في وزارة البيئة والشؤون المناخية مع باقي دول العالم باليوم العالمي للسلاحف البحرية، الذي يصادف 23 مايو من كل عام.

وقد جاء الاحتفال باليوم العالمي للسلاحف لإبراز الدور الذي تقوم به وزارة البيئة والشؤون المناخية ممثلة في المديرية العامة لصون الطبيعة للحفاظ على موائل تعشيش السلاحف البحرية والتعريف بالأنواع الخمسة من السلاحف والتي تعيش في السلطنة.

يعود تاريخ السلاحف البحرية إلى قرابة مئتي مليون سنة وقد تمكنت من البقاء عبر هذه السنين الطويلة بالرغم من المخاطر التي تتعرض لها من قبل الإنسان والطبيعة بسبب السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الإنسان حيث تؤثر طريقة تغيير الأشرطة الساحلية تأثيرا سلبيا على طرق هجرة السلاحف.

وتعد السلاحف البحرية التي تعشش في السلطنة بحسب تصنيف الاتحاد الدولي للصون في الفئة المعرضة للانقراض بل إن السلحفاة الشرفاف تتعدى ذلك الى الفئة المعرضة للخطر بصفة حرجة.

وقد أدركت السلطنة هذه المسؤولية الكبيرة باعتبار أن شواطئها تعد الأهم بين دول المنطقة بالنسبة للسلاحف البحرية بخاصة السلحفاة الريماني والسلحفاة الحمسة (الخضراء) والسلحفاة الشرفاف.

ومن أهم هذه البرامج التي تقوم بها الوزارة ترقيم السلاحف البحرية الذي بدأ في العام 1977م بمسح شامل لمعظم السواحل العمانية، لمعرفة أماكن وجود السلاحف البحرية. تم هذا البحث بالتعاون مع الاتحاد العالمي للصون والصندوق العالمي للحياة الفطرية، وأسفرت نتائج هذا المسح عن تأكيد الأهمية الدولية للسلطنة في هذا المجال، حيث تم تقدير أعداد السلاحف البحرية التي تعشش في شواطئ السلطنة آنذاك على النحو التالي: السلحفاة الريماني: حوالي 30 ألف سلحفاة في السنة الواحدة، وهذا الرقم يعد الأعلى على الإطلاق بالنسبة لدول العالم قاطبة، فيما شكلت السلحفاة الخضراء (الحمسة): حوالي 7000 سلحفاة في السنة الواحدة، السلحفاة التقشار (الزيتونية): حوالي 150 سلحفاة في السنة الواحدة، كما أن السلحفاة الشرفاف شكلت حوالي 100 في السنة الواحدة.

تتميز محمية السلاحف برأس الحد بخاصية مميزة قل أن يوجد لها نظير على مستوى العالم، فعلى الرغم من أن السلاحف البحرية تعشش في مواسم محددة فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لرأس الحد حيث إن السلاحف البحرية تأتي إليها طوال أيام السنة بنسب متفاوتة بين الفصول، الأمر الذي جعلها قبلة للزوار من مختلف أرجاء العالم.

كما تم اكتشاف أن السلاحف الشرفاف تعشش بكثافة عالية في جزر الديمانيات التي تقع في بحر عُمان قبالة سواحل ولاية بركاء، وهي محمية طبيعية للطيور تم إعلانها بتاريخ 3/‏‏4/‏‏1996م بموجب المرسوم السلطاني رقم (23/‏‏96)، وأصبحت الآن من أهم الموقع لتعشيش السلاحف الشرفاف في المنطقة العربية.

قامت وزارة البيئة الشؤون المناخية بجهود جبارة في حماية وصون السلاحف البحرية، وذلك من خلال استمرارية مشروع ترقيم السلاحف البحريه الذي بدأ في سنة 1977م بجزيرة مصيرة ورأس الحد وجزر الديمانيات وجزر الحلانيات ويستمر الى الآن، ويهدف برنامج ترقيم السلاحف البحرية بشكل عام الى معرفة انتشار وتوزيع السلاحف البحرية ومعرفة خطوط هجرتها وأماكن تغذيتها وتعشيشها بالإضافة الى بيانات أخرى عديدة تتعلق بعدد مرات البيض في الموسم الواحد، والنمو والعمر.

كما أن وزارة البيئة والشؤون المناخية تتبع إجراءات صارمة في تطبيق قانون المحميات وصون الحياة الفطرية (6/‏‏2003)، باعتبار أن السلاحف البحرية يشملها هذا القانون كإحدى مفردات الحياة الفطرية، وتلزم كل من يتعدى على السلاحف البحرية سواء كان ذلك بالصيد العشوائي أو المقصود او إتلاف مناطق التعشيش بتطبيق العقوبات الواردة في القانون، والتي تنص على أنه يعاقب كل من قام بقتل أو صيد أو تهريب إي نوع من أنواع السلاحف البحرية بالسجن مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر وغرامه لا تزيد عن 100 ريال عماني أو بإحدى هاتين العقوبتين.

كما قامت الوزارة بإطلاق مشروع مراقبة السلاحف البحرية عن بعد عبر الأقمار الصناعية في عام 2006م، والذي هدف إلى دراسة وصون الأنواع الموجودة في السلطنة التي تتخذ من شواطئها أعشاشا لها ومن مياهها غذاء في مختلف أوقات السنة.

يعد جهاز التعقب عن بعد بواسطة الأقمار الصناعية جزءا مهما من المشروع، حيث يتم تثبيت أجهزة إرسال تعمل بواسطة الأقمار الصناعية على دروع السلاحف البحرية الإناث، وبعدها بمساعدة برنامج أرغوس سيتمكن خبراء المشروع من مراقبة هذه السلاحف البحرية خلال جميع فترات هجرتها.