حوادث مصر المؤسفة

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٣/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٥١ ص
حوادث مصر المؤسفة

ناصر اليحمدي

ما يحدث للشقيقة مصر مؤخرا من حوادث مؤسفة تثير العديد من التساؤلات حول المغزى من حدوثها وهل تمت بفعل فاعل أم أنها مجرد حوادث ناجمة عن أخطاء فردية .. فما كادت تفيق من حادث تحطم طائرة روسية في سيناء قبالة شرم الشيخ واختطاف أخرى في قبرص حتى أتتها فاجعة جديدة بتحطم طائرة فوق البحر المتوسط كانت متوجهة من باريس إلى القاهرة ليلقى أكثر من 66 شخصا مصرعهم ما بين مصري وفرنسي ومتعددي الجنسيات.
بالتأكيد نؤمن بالقضاء والقدر وأنه مكتوب على جميع هؤلاء الركاب أن يلقوا مصيرهم المحتوم ولكن الغموض الذي يكتنف هذه الحوادث وغيرها يثير الشكوك بأنها قد تكون مؤامرة وعملا جنائيا متعمدا وليست حوادث عادية خاصة أنها تتعلق بعلاقة مصر بدول أخرى .. فبعد أن شهدت العلااقة المصرية الروسية تقاربا لم يحدث منذ سنوات بعيدة جاء حادث سقوط الطائرة الروسية في الأراضي المصرية ليضرب العلاقة بين الطرفين بدليل تعليق روسيا رحلاتها المتجهة إلى مصر ومنع مواطنيها من قضاء إجازاتهم في المدن المصرية .. كذلك حادث مقتل الباحث الإيطالي ريجيني في القاهرة تسبب في إحداث توتر كبير بين البلدين بعد أن دعمت إيطاليا القيادة المصرية الجديدة وأعربت عن حق الشعب المصري في اختيار من يمثله .. وهاهو حادث الطائرة الأخير جاء كمحاولة لضرب العلاقة المصرية الفرنسية لاسيما أنها في أوج قوتها بعد توقيع صفقة الأسلحة الفرنسية لمصر وعلى رأسها حاملة الطائرات "ميسترال" ونجاح زيارة الرئيس فرانسوا أولاند للقاهرة مؤخرا.
إن هذه الحوادث وغيرها تثبت أن هناك محاولات لحصار مصر اقتصاديا وضرب السياحة في مقتل وأنها مستهدفة من أجل عزلها دوليا وتقويض دورها الإقليمي .. فما تواجهه الحكومة المصرية من أعمال إرهابية في سيناء وعدة مدن أخرى ومحاولات تشويه الملف الحقوقي لها في الأروقة الأممية كذلك سلسلة الحرائق التي شهدتها عدة مناطق في البلاد يدل على أن مصر تحت المجهر وتتعرض لمحاولات خبيثة داخلية وخارجية تسعى لإسقاطها ونشر الفوضى فيها كما هو الحال في الدول المجاورة لها في ليبيا وسوريا وغيرهما خاصة بعد الثورات التي مرت بها خلال السنوات الخمس الأخيرة وأدت لتغيير القيادة والحكومة عدة مرات.
للأسف إن من يدفع فاتورة هذه الحوادث هو الشعب المصري الكادح حيث إن اقتصاد بلاده يعتمد بشكل كبير على السياحة التي تجاهد للتعافي بعد الاضطرابات التي طالت الشارع المصري لسنوات وبالتالي فإن مثل هذه الحوادث الجوية ستقوض الجهود الرامية لاستقطاب السياح وتهدم خطة استقبال 20 مليون سائح بحلول 2020 وإنعاش الاقتصاد الوطني وستطيل فترة تعثر القطاع السياحي كما أعلن أحد الخبراء.
لاشك أن مصر في حاجة لتوحد أبنائها في هذه المرحلة العصيبة من عمر الوطن لذلك عليهم نبذ الخلافات فيما بينهم والاصطفاف الوطني حول قيادتهم حتى يستطيعون مواجهة ما يحاك لهم في الخفاء ويعبرون ببلادهم لبر الأمان

* * *
التطرف والعنصرية عنوان الحكومة الإسرائيلية القادمة
المفاجأة التي فجرها موشى يعالون وزير الدفاع الإسرائيلي بتقديم استقالته والخروج من حكومة بنيامين نتنياهو أصابت المجتمع العربي بالحسرة وخيبة الأمل خاصة بعد استبداله بالمتطرف أفيغدور ليبرمان وهو ما يعني أن الحكومة الإسرائيلية ستصبح بأكملها يمينية متطرفة وبالتالي لا أمل في التوصل لأية تسوية أو حل للقضية الفلسيطينية
لقد أراد نتنياهو بتعيين ليبرمان في وزارة الدفاع أن يبعث برسالة إلى الحكومة الفرنسية بأنه رافض للمبادرة التي قدمتها للتسوية .. فمن المعروف أن ليبرمان من الشخصيات الأكثر دموية في إسرائيل وعندما كان وزيرا للخارجية في الحكومة والتي قضى فيها 6 سنوات وغادرها عام 2015 كانت له الكثير من التصريحات المثيرة للجدل والتي تبرهن على تطرفه حتى على المستوى الداخلي أيضا .. فعلى سبيل المثال كان يرى أن نتنياهو لين ومتسامح مع حماس وطالب الحكومة أكثر من مرة بتنفيذ اغتيالات لكل أعداء إسرائيل في الضفة وغزة .. كما أنه يؤمن بأن إقامة دولة فلسطينية يعني إنهاء دولة إسرائيل.
إن الأيام القادمة لا تحمل أي أمل في حل الدولتين المنشود فالحكومة الإسرائيلية تزداد تطرفا وعنصرية وعنفا لذلك ليس أمام الفلسطينيين خيار سوى الوحدة والاتجاه لمجلس الأمن عسى أن يتمكنوا من استرداد بعض حقوقهم المنهوبة.

* * *

التلوث يقضي على البشرية
مازال التلوث يتزايد وينتشر ويضرب مدنا كثيرة حول العالم رغم التحذيرات التي تطلقها منظمة الصحة العالمية بين الحين والآخر من خطورة هذه القضية وآخرها عندما قدرت أن التلوث يتسبب في مقتل 7 ملايين شخص سنويا بسبب الإصابة الأمراض .. كذلك أشار موقع "فوربس" الأمريكي إلى أن الطقس وما يرتبط به من كوارث طبيعية تكلف العالم 250 مليار دولار سنويا وأن الطقس مسئول عن 90% من الكوارث حول العالم والتي تتسبب في مقتل 30 ألف شخص سنويًا بالإضافة إلى أنها تخلف جرحى ومتضررين بصورة غير مباشرة يصل عددهم إلى 4.1 مليون شخص حول العالم.
لاشك أن هذه الأرقام المخيفة تستدعي أن تتحرك الدول سريعا وتتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة التي تساهم في رفع وعي الشعوب بخطورة التلوث الجوي والبري والبحري سواء عن طريق انبعاثات المصانع أو مخلفات شخصية كعوادم السيارات والنفايات أو غيرها ومدى تأثير كل تلك العوامل على صحة الإنسان ونقاء ونظافة البيئة .. فتزايد عدد السكان والتطور الصناعي والعمراني ساهم بشكل كبير في زيادة التلوث وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري التي تضع الأرض على شفا الهلاك .. فمن ينظر للكوارث الطبيعية التي وقعت مؤخرا مثل الصواعق في بنغلادش والانهيارات الأرضية في سيريلانكا والزلازل في الإكوادور واليابان وغيرهما وحرائق الغابات في كندا ناهيك عن الفيضانات والعواصف التي لم تعد تسلم منها دولة تقريبا وغير ذلك من الكوارث تبرهن أن الطبيعة غاضبة من الانتهاكات البشرية التي تدمرها بسبب الأنشطة التي يمارسها الإنسان وتتسبب في تغيير مكوناتها.
آن الأوان للحد من مخاطر التلوث البيئي وآثاره المدمرة على اقتصاد الدول ومظاهر التنمية فيها بالإضافة إلى حصد أرواح البشر .. فجميعنا نأمل أن تؤتي اتفاقية التغيير المناخي التي عقدت في باريس وصدقت عليها 195 دولة ثمارها المرجوة وتستطيع بنودها إن طبقت بإخلاص نية على أرض الواقع والتزمت الدول الصناعية بها بالفعل أن تحد من مخاطر الاحتباس الحراري وتقلل من انبعاثات الكربون وتمنح للطبيعة بعضا من حقوقها في النظافة والأمن والنقاء وعدم التدهور حتى نصل بأرضنا لمستقبل آمن ومشرق.

* * *
حروف جريئة
إعلان الدكتور سيف بن راشد الشقصي المدير العام للمديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة التابعة للبلاط السلطاني الذي أطلقته حكومتنا الرشيدة تنفيذا للتوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم بأن المشروع بدأ يؤتي ثماره أسعدنا كثيرا حيث تبدأ 15 ألف نخلة إنتاجها مطلع يوليو المقبل ونتمنى أن يصرح الدكتور الشقصي قريبا بأن المليون نخلة جميعها تنتج تمرا.

********
أخيرا تحدد مصير خليجي 23 الذي كان من المقرر أن تستضيفه الشقيقة الكويت ولكن نظرا للحظر الدولي المفروض عليها من قبل الفيفا اتفق أمناء سر الاتحادات الخليجية على أن تقام بالدوحة في ديسمبر 2017 .. نتمنى أن يستعد منتخبنا الأحمر جيدا هذه المرة للبطولة فما زال أمامنا المتسع من الوقت لتجهيز المنتخب حتى نحصد الكأس الغالية.
********
* * *
مسك الختام
قال تعالى : "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله".