بغداد – ش – وكالات
أطلقت السلطات العراقية اسم "كسر الإرهاب" على عملية استعادة مدينة الفلوجة التي تخضع لقبضة تنظيم داعش داعش منذ أكثر من عامين، معلنة قرب بدء المعركة في المدينة القريبة من العاصمة بغداد.
ودعت السلطات السكان إلى مغادرة المدينة، إن استطاعوا، وطالبت المدنيين العالقين فيها برفع راية بيضاء للدلالة على أماكن تواجدهم، والابتعاد عن مقار داعش وتجمعاته التي سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي، حسب بيان أصدرته القوات العراقية أمس الأحد.
وحثت السلطات المدنيين في المدينة على تقديم المعلومات وطلب المساعدة عبر الخط الاتصال المجاني رقم 195. ومن المقرر أن تبدء العملية العسكرية بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والأفواج الخاصة وطوارئ شرطة محافظة الأنبار ووحدات الحشد العشائري التابعة للمحافظة، فيما ستشارك وحدات الحشد الشعبي في عمليات تحرير أطراف الفلوجة، كالصقلاوية وقرى زوبع والكرمة.
المتحدث باسم العمليات المشتركة العراقية، يحيى رسول قال في تصريحات عبر قناة "العراقية" التلفزيونية "الانتهاء من جميع الاستعدادات والخطط لتحرير مدينة الفلوجة والقضاء على مسلحي تنظيم داعش في المدينة،" مضيفا: "في الأيام القليلة المقبلة ستتطلق عمليات لتحرير الفلوجة، وأدعو المواطنين داخل الفلوجة إلى ترك مناطقهم والتوجه نحو الممرات الآمنة التي تم إعدادها وأعلنت عنها قيادات العمليات المشتركة."
وتابع رسول: "سيتم إجلاء المواطنين من قبل الجيش العراقي وسينقلون إلى مواقع آمنة وسيحصلون على العناية الطبية،" وقال: "طلبت من سكان الفلوجة أيضا التعاون مع قوات الأمن، وهذه العملية ستطلق قريبا لتحرير الفلوجة وتطهيرها من مسلحي داعش.. إذ جمعنا كل المعلومات الاستخبارية المحددة اللازمة حول الإرهابيين داخل المدينة ونواياهم والمواقع التي تقع تحد نفوذ العمليات المشتركة."
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية في العراق الفريق رائد شاكر جودت وصول 20 ألف مقاتل، تساندهم آليات مدرعة وكتائب مدفعية، إلى مشارف الفلوجة استعدادا لاقتحامها.
وفي غضون ذلك، أعد مجلس محافظة الأنبار خطة لمواكبة عملية استعادة الفلوجة من داعش. وأفاد عضو المجلس طه عبد الغني بأن الخطة تتضمن خطوات لإعادة "الاندماج المجتمعي" لسكان المدينة للحيلولة دون اندلاع نزاعات عشائرية، مشيرا إلى أن لدى السلطات قاعدة بيانات "رصينة" بشأن من ينتمي إلى داعش ومن هو مغلوب على أمره.
وفي الأثناء؛ أكد مجلس محافظة الأنبار، أن الإرباك الأمني والسياسي الذي تشهده العاصمة بغداد "سيؤثر سلباً" في معركة تحرير مدينة الفلوجة، (62 كم غرب العاصمة بغداد)، فيما دعا جميع الأطراف السياسية إلى "التوحد وعدم التصعيد في المواقف".
وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع بركات العيساوي إن "أحداث العاصمة بغداد ستؤثر سلباً في معارك التطهير في مدن الأنبار وخاصة مدينة الفلوجة التي تشهد استعداد عسكرياً وقتالياً لتحريرها من عصابات تنظيم (داعش)"، داعياً جميع الأطراف السياسية إلى "التوحد من أجل الحفاظ على أمن وسيادة البلاد وعدم تصعيد المواقف كون القوات الأمنية تقاتل التنظيم الإرهابي في عدة محافظات".
وأضاف العيساوي، أن "الإرباك الأمني أو السياسي في بغداد سيؤثر ايضا في جميع المحافظات ويعطل المعارك ضد تنظيم (داعش) وهذا الأمر لا نريده".
وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي عد يوم الجمعة الفائت "اقتحام المنطقة الخضراء خطوة لجر البلاد إلى الفوضى"، وأشار إلى أن هذا الأمر لا يمكن السكوت عليه، ودعا الكتل السياسية إلى التكاتف للتصدي إلى مؤامرات البعثيين المندسين المتحالفين مع الدواعش، أكد أن الفوضى لن تكون بصالح الشعب.
وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت، الجمعة الفائت، فرض حظر تجوال في العاصمة بغداد حتى إشعار آخر، ليوجه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بعد ساعات برفع حظر التجوال عن العاصمة.
واقتحم الآلاف من أتباع التيار الصدري، الجمعة المنطقة الخضراء، وسط بغداد، فيما بدأت سيارات الإسعاف بنقل الجرحى الذين سقطوا بمحاولات تفريق التظاهرة ونيران القوات الأمنية والغازات المسيلة للدموع.
يذكر أن أغلب مدن محافظة الأنبار تمت السيطرة عليها من قبل عناصر تنظيم (داعش) فيما بدأت القوات الأمنية العراقية معارك تطهير واسعة استعادت من خلالها مدينة الرمادي بعد معارك عنيفة مع تحرير مناطق أخرى في محيط الفلوجة مما أسفر عن مقتل المئات من عناصر (داعش).