يعتبر فريق العمل عاملاً رئيسياً من عوامل نجاح مشاريع التخرج الجامعية فبصفة عامة يعرف فريق العمل انه مجموعة من الأشخاص اتفقوا معا على الاشتراك والتعاون سواء بشكل كلي أو جزئي على انجاز برنامج أو مشروع أو تحقيق هدف معين، وتختلف مشاريع التخرج في الجامعات والكليات من تخصص لآخر، فمثلا في التخصصات الهندسية هناك ضرورة لقيام كل طالب بإعداد مشروع التخرج الخاص به ليتم تقييمه على قدر جهده وعلميته أي أن فريق العمل في مشاريع تخرج الطلبة ليس مقبولاً وفق تعليمات التقييم، ولكن بعض التخصصات في الدراسات التجارية تحتاج إلى تكوين فرق العمل لإنجاز مشروع التخرج الجامعي، وتجد بعض الطلبة من لا يقتنع على تكوين هذه الفرق باعتبارها مضيعةً للوقت أو مجرد شكليات تقوم ببعض المهام المهمشة. هناك أسباب تجعل هؤلاء الطلبة يرفضون فكرة العمل الجماعي في مشاريع التخرج من بينها عدم القناعة بجدوى فريق العمل، ويرى البعض أن فريق العمل يحمل المتاعب ويحتاج لجهد وإرهاق أكثر ويحتاج إلى الكثير من الوقت والمال ويفكر بعضهم في كمية الصبر والوقت للاستماع لأعضاء الفريق.
في المقابل نجد العديد من الجامعات في الدول المتقدمة تحرص على روح العمل الجماعي لطلابها أكثر من حرصها على العمل الفردي للطالب في إنجاز مشاريع التخرج وإن كان ذلك الطالب يتميز بمهارة خاصة أو استثنائية، فهذه الدول أصبحت أكثر دعماً لفكرة فريق العمل وذلك إيماناً منها بقوة التفاعل وسرعة إنجاز المشاريع الجامعية ونجاحها.
ولابد أن يكون العمل الجماعي بين الطلاب مبنيا على تفاعل بناء للوصول إلى نتائج مذهلة! ونجاح العمل كفريق واحد ليس بالأمر السهل، بل يأخذ قدرا كبيرا من العمل الشاق والمجهود ويضاف إليه عدد من العوامل الخارجية التي تساعد على نجاح الفريق.
ومن أهم العوامل التي يجب أن تكون بين أفراد الفريق الواحد الثقة المتبادلة بين أفراد الفريق منذ بداية تكوينه، والانسجام الذي يحدث بين أعضاء الفريق إذا تواجدت الثقة في البداية فكثرة الأعمال بين أعضاء الفريق الواحد تؤدي في النهاية إلى حدوث الانسجام بينهم، والالتزام التام بما هو مطلوب من جميع أفراد الفريق وذلك بعد توزيع الأدوار والوظائف على الأعضاء من قبل قائد الفريق، كذلك تحمل المسؤولية إن حصل فشل أو تخبط في عمل الفريق فلا يلقي أحد أعضاء الفريق اللوم على طالب معين إنما يتحمل جميع الطلبة مسؤولية الفشل لتصحيح الخطأ وإعادة العمل إلى المسار الصحيح.
هناك الكثير من فوائد العمل الجماعي منها التعاون وهو الفائدة الأساسية، تبادل المعلومات بين الفريق للعمل بطريقة أكثر فاعلية، المشاركة الأكثر فاعلية للموارد والمواهب لدى فريق العمل، واتخاذ القرارات وإيجاد الحلول في أقل وقت ممكن، كذلك الاهتمام بالجودة والدقة في إنجاز مشروع التخرج الجامعي.
نورة القمشوعية