معلمات عمانيات في المزيونة يناشدن بنقلهن .. والتربية ترد: نحرص على تقريب المعلمين إلى محافظاتهم

بلادنا الأحد ٢٢/مايو/٢٠١٦ ١٩:١٧ م
معلمات عمانيات في المزيونة يناشدن بنقلهن .. والتربية ترد: نحرص على تقريب المعلمين إلى محافظاتهم

مسقط – مهدي اللواتي

بضع كيلومترات تفصلهن عن اليمن، معلمات عمانيات في ولاية المزيونة بمحافظة ظفار يشكين "غربتهن" وصعوبة العيش في "المنفى" بحسب وصفهن.

وتقول المعلمات إن المنطقة تفتقر إلى الخدمات الأساسية، كالمستشفيات والعيادات التخصصية وحضانات الأطفال. إلى جانب برودة الطقس ما يشكل تحد لمعلمة تعاني من الروماتيزم، وتطاير الأتربة الذي يتسبب بالتهاب الجلد والكحة والزكام لأطفالهن.

وعند الرغبة في الحصول على خدمة طبية متخصصة، يتوجب على المعلمات التوجه إلى صلالة التي تبعد قرابة الثلاث ساعات. وفي أحيان كثيرة، يضطررن إلى استخدام الحافلات العامة التي قالوا إنها مكتظة بالعمالة الوافدة، بعضها قادم عبر الحدود مع اليمن، وهي "غير ملائمة" للنساء على حد تعبيرهن.

وعبر "الشبيبة"، يناشدن المعلمات المعنيين بالنظر في معاناتهن.

أم ريما، معلمة لديها طفلة أكملت السنة الأولى من عمرها وقد قدمت من إحدى المناطق الشمالية في السلطنة، تقول: "الغبار والأتربة المتطايرة تسببا بمرض طفلتي مرات عديدة. وغالباً، المركز الصحي يقوم بتحويل المريض إلى مستشفىً في صلالة، ولكن كيف يمكنني التصرف ولا وجود لمن يحمل عني هم المواصلات؟" وتساءلت، "لماذا نعين بعيداً عن مناطقنا في وقت تتعاقد فيه وزارة التربية والتعليم مع معلمات غير عمانيات للعمل بمناطقنا؟ ولماذا لا يتم تعيين المعلمات اللاتي يقدمن من مناطق تعد قريبة نسبياً من المزيونة عوضاً عنا؟"

أم حمدة، معلمة وأم لطلفة عمرها سنتان وقد قدمت من البريمي، تتساءل: "ماهي الأسس التي تعتمدها الوزارة في توزيع التعيينات؟ وكيف يمكن تعيين معلمات حوامل بعيداً عن المناطق الخدمية في حين أن هناك معلمات غير متزوجات بمناطق خدمية؟" وأضافت، "أضطر إلى قطع مسافات طويلة للذهاب إلى صلالة، فابنتي تصاب بالحساسية والكحة والزكام باستمرار نتيجة لبرودة الطقس في المزيونة ويتوجب علي أخذها إلى المستشفى في صلالة. وكذلك، فإن البعد عن رب الأسرة يتسبب بخلافات أسرية، خصوصاً لعدم تمكنه من رؤية ابنته لمدة أسابيع وأحياناً أشهر."

وفي سؤال للمعلمات حول كيفية تحسين وضعهن بالمزيونة، قالت أحلام الصالحية، وهي معلمة مصابة بالروماتيزم، إنه لايمكن تحسين وضعها حيث أن مشكلتها مع مرضها الذي لا يمكنها من مقاومة برودة الطقس. وفي حين أكدت أم حمدة على ضرورة توافر المستشفيات والعيادات التخصصية بالمنطقة، قالت أم ريما إن القصور في الجانب الخدمي ليس ضمن نطاق اختصاصات وزارة التربية والتعليم، لذا أملهن الوحيد أن تتم مراعاة ظروفهن ونقلهن إلى مناطق يسهل لهن العمل فيها.

بدورها، أكدت وزارة التربية والتعليم لـ"الشبيبة" حرصها على تقريب المعلمين المعينين خارج محافظاتهم إلى مناطق سكنهم في ظل الشواغر المتاحة. وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية سعادة مصطفى بن علي بن عبداللطيف، قال: إنه في ظل تنامي أعداد المعلمين العمانيين خلال السنوات الفائتة وارتفاع نسـب التعمين في بعض التخصصات لتصل إلى 100% في عدد من المديريات/‏الإدارة التعليمية بالمحافظات، كان لا بد في إطار إحلال الكوادر الوطنية من تعيين عـدد من المعلمين خارج محافظاتهم، مشيراً إلى أن هذا الإجراء آخذ في التنامي لا سيما في ظل الإقبال الكبير على مهنة التدريس.

للاطلاع على ضوابط تنقلات المعلمين، اقرأ ماذا ردت "التربية" حول شكوى معلمات بأنهن تلقين وعوداً بالنقل دون أن يتم ذلك؟