
مسقط - وكالات
يسير أول مشروع هيدروجين أخضر في سلطنة عمان بخطوات ثابتة نحو التشغيل في الموعد المحدد، متخطيًا العديد من التحديات، وفي مقدّمتها تراجع الاهتمام بمشروعات الوقود النظيف عالميًا.
ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة الإخبارية المتخصصة (مقرّها واشنطن)- قبل نهاية العام المقبل (2026)؛ ما يمثّل علامة فارقة في انتقال البلاد إلى إنتاج الوقود منخفض الكربون.
يشكّل أول مشروع هيدروجين أخضر في سلطنة عمان خطوة مهمة في مسيرة شركة أكمي (ACME) الهندية، التي زار ممثلون رفيعو المستوى منها مسقط مؤخرًا، للوقوف على مدى التقدم في المشروع الذي تنفّذه شركة الطاقة الهندية الرائدة.
واختارت الشركة الهندية سلطنة عمان لتكون وجهة عالمية مفضلة لأول استثمار تجاري لها في مجال الهيدروجين الأخضر.
أول شحنة أمونيا خضراء من سلطنة عمان
وتوقَّع نائب الرئيس التنفيذي لشركة أكمي الهندية -بحسب أرنافا سينها- تصدير أول شحنة أمونيا خضراء من سلطنة عمان إلى الأسواق العالمية خلال الربع الأول من 2027.
وقال: "سنصل إلى كامل قدرة إنتاج المرحلة الأولى من أول مشروع هيدروجين أخضر في سلطنة عمان، والبالغ 100 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء المنتجة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، مخصص للسوق الأوروبية بدءًا من أوائل عام 2027".
وأشاد بدور شركة يارا النرويجية الكبرى للأسمدة التي وقّعت اتفاقية الشراء طويلة الأجل من أول مشروع لإنتاج الهيدروجين في سلطنة عمان، والتي ساعدت في ضمان جدوى المشروع.
وأضاف: "نحن ممتنّون لشركة يارا لتقديرها إمكانات المشروع وموافقتها على عقد ملزِم لمدة 15 عامًا من لإنتاج المرحلة الأولى بالكامل، والتي تبلغ 100 ألف طن من الأمونيا الخضراء".
وأشار إلى عقد الشراء مكّن شركته من الحصول على تمويل مناسب، إذ يسير المشروع حاليًا على نحو جيد، ومن المتوقع أن تصل أول شحنة من الأمونيا الخضراء من سلطنة عمان إلى أوروبا في أوائل عام 2027.
الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
سلَّط المسؤول في شركة الطاقة الهندية الضوء على الأهمية الإستراتيجية لمشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، بصفتها نقطة انطلاق لطموحات أكمي الهندية في مجال الوقود الأخضر.
وأضاف: "نحن شركة هندية، ولكن اختيار عُمان لمشروعنا الرائد الأول في مجال الأمونيا الخضراء يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية، ورغم وجود مشروعات للشركة في الهند، فإن التوجه نحو الهيدروجين الخضراء بدأ بقرار مدروس بجعل عُمان نقطة انطلاقنا".
وكشف أرنافا سينها عن مميزات سلطنة عمان، موضحًا أنها تتمتع بإمكانات استثنائية في مجال الهيدروجين الأخضر، وتعدّ خيارًا مثاليًا لشركة أكمي.
وقال: "كنّا نرغب في مسار تطوير واضح ومباشر يجمع بين محطات الطاقة المتجددة وأجهزة التحليل الكهربائي وإنتاج الأمونيا، وهو ما وجدناه في الدقم".
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن تصبح سلطنة عمان سادس أكبر مُصدّر للهيدروجين في العالم بحلول عام 2030، إذ حددت السلطنة أهدافًا لإنتاج ما يصل إلى 3.75 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040.
تطورات أول مشروع هيدروجين أخضر في سلطنة عمان
من جانبه، كشف الرئيس التنفيذي لعمليات الهيدروجين الأخضر في شركة أكمي، أنيل كومار تاباريا، تطورات أول مشروع هيدروجين أخضر في سلطنة عمان، قائلًا: "يسير مشروعنا في سلطنة عمان على نحوٍ جيد، إذ تجاوزت نسبة تنفيذه 50%".
وأضاف: "أُنجِزَ معظم الأعمال الهندسية، وحصلنا على العديد من التراخيص بالإضافة إلى طلبات أجهزة التحليل الكهربائي، وبدأت المعدّات بالوصول إلى الموقع".
وأشار إلى تنفيذ المهمة المدنية الأكثر تحديًا، التي تتمثل في تنفيذ خطوط الأنابيب من ارتفاع 90 مترًا إلى البحر، قائلًا: "نحن على ثقة بأننا سننتج أول هيدروجين أخضر من سلطنة عمان بحلول الربع الأول من عام 2027".
وأضاف أن الشركة تُجري مناقشات مع العديد من المستعمِلين النهائيين في إطار سعي سلطنة عمان لإنشاء ممر للهيدروجين الأخضر، بما في ذلك مع شركة أوكيو العمانية وغيرها من المؤسسات الحكومية التي تنسّق نقل الطاقة المتجددة والبنية التحتية للهيدروجين.
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج السنوي في المرحلة النهائية للمشروع إلى نحو 1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء، ما يتيح تصدير المزيد من الوقود النظيف إلى أوروبا وأميركا وآسيا.