
الشبيبة - العمانية
أضحت الرياضة الإلكترونية صناعة ذات رواج عالمي لانتشارها الواسع بين الشباب، وتهتم سلطنة عُمان بهذا القطاع فتقيم الفعاليات والمسابقات للألعاب الإلكترونية، كما تكوّن منتخبات تشارك في بطولات إقليمية وعالمية.
وقالت أسماء بنت سعيد اليحيائية عضو اللجنة العُمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، إن واقع الألعاب والرياضات الإلكترونية في سلطنة عُمان تشهد إقبالًا واسعًا من الشباب المهتمين، وتزايد مستمر في حجم المشاركة على مستوى اللاعبين والأندية والشركات المستثمرة.
وأوضحت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن الخطوة المحورية للتحول نحو الاحتراف والمردود الاقتصادي تتمثل في تطلع اللجنة إلى إحداث هذا التحول عبر إنشاء مركز وطني للرياضات الإلكترونية مجهز بكافة احتياجات الفرق الاحترافية، إلى جانب جذب الرعاة والمستثمرين لدعم القطاع، ودعم المطورين العُمانيين والمهتمين بتصميم الألعاب.
وفيما يتعلق باكتشاف المواهب، أوضحت أن اللجنة تعتمد على جمع بيانات إحصائية تشمل أعداد اللاعبين وساعات اللعب ونوع الألعاب، وتنظيم بطولات محلية على مستوى المدارس والجامعات والمؤسسات، إضافة إلى إقامة بطولة سنوية على مستوى سلطنة عُمان تهدف إلى فرز اللاعبين المحترفين والموهوبين.
وحول جهود اللجنة على تغيير الصورة النمطية عن رياضات الإلكترونية في ظل التحديات الاجتماعية والتنظيمية، أشارت أن اللجنة العُمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية تضع التوعية المجتمعية ضمن أولوياتها، وذلك من خلال تنظيم ورش توعوية في المدارس والجامعات حول الممارسات الإيجابية للرياضات الإلكترونية وأهميتها، وبناء شراكات مع مختلف القطاعات لتعزيز حضورها الرياضي. كما تعمل اللجنة على تمكين العنصر النسائي عبر تنظيم بطولات مخصصة لهن.
وأفادت بأن اللجنة ترى مستقبل القطاع مرتبط بإبداع الشباب العُماني وقدرتهم على توظيف التقنيات الحديثة، ويتم استثمار هذا الإبداع من خلال إطلاق مسابقات وطنية لابتكار حلول رقمية تخدم الرياضة الإلكترونية، وتمكين مطوري الألعاب في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي عبر برامج ودورات متخصصة تسهم في دعم استمراريتهم وتأهيلهم لخلق فرص مهنية جديدة. كما يجري التعاون مع الجهات التعليمية لتبني مسارات تعليمية تدعم ابتكار الألعاب وبرمجتها.
وأكدت أن دمج أدوات المستقبل في مسارات التطوير يعكس التزام سلطنة عُمان بتمكين جيل قادر على صناعة التقنية لا استهلاكها فقط. مشيرة إلى أن الرياضات الإلكترونية لم تعد مجرد حراك رياضي، بل استثمارًا في العقل والإبداع.
وقال عمر بن سيف العامري لاعب المنتخب العُماني للرياضات الإلكترونية: إن ممارسة رياضة الألعاب الإلكترونية بالنسبة لي تمثل شغفًا حقيقًا قبل أن تكون مجرد منافسة، موضحًا أن رحلته في هذا المجال بدأت في منتصف عام 2019، وكان من أوائل اللاعبين الذين دخلوا في عالم الرياضات الإلكترونية مع تأسيس اللجنة العُمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية.
ويضيف أن السنوات الماضية عاش تجربة احترافية متكاملة من ساعات التدريب اليومية والمشاركة في تمثيل سلطنة عُمان في بطولات ومحافل دولية، الأمر الذي أسهم في تعزيز ثقته بنفسه وتحمل المسؤولية كلاعب محترف.
ويرى أن واقع الرياضات الإلكترونية في سلطنة عُمان يتطور بخطوات ثابتة وواضحة في ظل الوعي المتزايد من المجتمع والمؤسسات بأهمية هذا القطاع، وبدء ظهور بطولات وفرص أكثر للاعبين. وأكد على أن هذا القطاع ما يزال محتاجًا إلى مزيد من التنظيم والاستثمار ليصل إلى مستوى الاحتراف الكامل.
وأشار إلى تطلعه لتكوين بيئة احترافية متكاملة للاعبي الرياضات الإلكترونية، وإقامة بطولات محلية منتظمة مدعومة بنظام تصنيف واضح يسهم في تطوير مستوى اللاعبين وتعزيز روح المنافسة بينهم، إلى جانب توفير برامج تدريبية متخصصة، سواء عبر مدربين محترفين أو معسكرات إعداد خارجية من أجل الوصول إلى مستويات عالمية متقدمة والمنافسة في المحافل الدولية.
من جانبه، قال فهر بن زايد الكندي كابتن المنتخب العماني لكرة القدم الإلكترونية: إن الرياضة الإلكترونية لا تختلف عن بقية الرياضات، موضحًا أنه كلاعب كرة قدم سابق لمس عن قرب أن هذا النوع من الرياضات يتطلب التزامًا بدنيًا وذهنيًا، إلى جانب تركيز كبير لتحقيق الفوز وحصد البطولات.
وأضاف أن الرياضة الإلكترونية تطلبت منه تضحيات وجهدًا كبيرًا للوصول إلى مستوى الاحتراف الذي يمارسه الآن، حيث تحولت بالنسبة له إلى أسلوب حياة وشغف، وأن هدفه الأسمى المشاركة في المحافل الخارجية وتمثيل نفسه وبلاده خير تمثيل.
وأكد أن الرياضة الإلكترونية باتت تمثل الحاضر وليس المستقبل لما لها من أهمية في تعزيز الجوانب التنافسية والاقتصادية والسياحية. مشيرًا إلى ضرورة وضع رؤية استراتيجية واضحة لتطوير هذا القطاع، وتعيين كوادر تمتلك خبرة رياضية في إدارته بما يسهم في إبراز المواهب العُمانية وتمكينها من المنافسة في المحافل العربية والعالمية.