
مسقط - الشبيبة
نظّمت الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا صباح اليوم ندوة وطنية رفيعة المستوى بعنوان “الدولة البوسعيدية وأسس السلام في عُمان: من إرث التاريخ إلى نهضة الحاضر”، وذلك ضمن احتفال الجامعة بـ يومها السنوي، وبالتزامن مع مرور 281 عاماً على تأسيس الدولة البوسعيدية التي شكّلت حجر الأساس في بناء الدولة العُمانية الحديثة وترسيخ نهج السلام والاستقرار.
شرّف الندوةَ معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي، وزير الدولة ومحافظ مسقط، الذي أكد في كلمته أنّ استحضار إرث الدولة البوسعيدية يمثل جسراً معرفياً يربط الماضي بالحاضر، ويعزّز وعي الأجيال بتاريخ وطنهم ودوره الحضاري والإنساني. وأشار معاليه إلى أنّ مسيرة السلام التي أرساها الأئمة والسلاطين البوسعيديون استمرت عبر النهضة المباركة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – وتُستكمل اليوم في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله.
وشهدت الندوة مشاركة واسعة من الأكاديميين والمتخصصين من داخل السلطنة وخارجها، حيث تناولت ستة محاور رئيسية شملت:
• الجذور التاريخية للدولة البوسعيدية وبناء المؤسسات السياسية
• قيم التعايش والتسامح والحياد الإيجابي في السياسة العُمانية
• ملامح النهضة المباركة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد – رحمه الله
• النهضة المتجددة في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق واستمرارية الإصلاح
• الدور العُماني في معالجة القضايا الإقليمية والدولية والوساطات الدبلوماسية
• مكانة ودور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية خلال العصر البوسعيدي
كما قدّم الأستاذ رياض بن عبدالله البوسعيدي الكلمة الرئيسية، مستعرضاً الإرث السياسي والفكري للدولة البوسعيدية، ودورها في ترسيخ قيم الحكمة والتسامح، وتعزيز حضور عُمان الحضاري في محيطها الإقليمي والدولي.
وأكد سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني، رئيس الجامعة، أنّ تنظيم هذه الندوة يأتي ضمن التزام الجامعة بدورها العلمي والمعرفي، وإسهامها في تسليط الضوء على المحطات التاريخية التي أسست لنهج السلام العُماني، وبما ينسجم مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 في تعزيز الهوية الوطنية وتنمية الوعي المجتمعي.
وقد حظيت الجلسات العلمية بتفاعل كبير من الحضور، وشكّلت منصة للحوار البنّاء وتبادل الخبرات بين الباحثين والمختصين، بما يعزز الفهم العميق لمسيرة الدولة العُمانية وإسهاماتها التاريخية في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام