
مسقط - وكالات
انعقاد الدورة الأولى للجنة العُمانية–اللبنانية المشتركة تهدف إلى توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري.
أعلنت سلطنة عُمان ولبنان الاتفاق على الإعداد لعقد الدورة الأولى للجنة المشتركة بين البلدين، وتوقيع اتفاقيات جديدة تعزز الشراكة.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن البلدين بعد المحادثات التي أجراها جلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - مع رئيس لبنان جوزيف عون على مدى يومين، خلال الزيارة التي أجراها الأخير لمسقط.
وأوضح البيان أن انعقاد الدورة الأولى للجنة العُمانية–اللبنانية المشتركة التي ستكون برئاسة وزيري خارجية البلدين، تهدف إلى توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري.
وأضاف أن اللجنة ستعمل على فتح مجالات أوسع للتعاون بين القطاعين العام والخاص واستثمار الفرص المتاحة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والثقافة والتعليم.
وبحسب البيان، أجرى جلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق مع عون مباحثات تناولت تطوير العلاقات الثنائية، والعلاقات السياسية والاقتصادية الراسخة، وأكدا رغبتهما في توسيع التعاون في مجالات الاستثمار والمصارف والسياحة والخدمات اللوجستية.
وقال الجانبان إن المحادثات ناقشت أيضاً أوضاع الجالية اللبنانية في عُمان، مشيرين إلى "الدور البنّاء" الذي يضطلع به اللبنانيون المقيمون في السلطنة.
واتفق الطرفان على تعزيز العمل المشترك لتوسيع برامج التعاون وتبادل الخبرات، مع إبراز أهمية مشاركة القطاع الخاص في مشاريع التنمية.
دعم سيادة لبنان
وبالشأن الإقليمي، عبّر البلدان عن "قلق شديد" من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية والعربية، وطالبا إلى وقفها فوراً والالتزام بالقرار 1701.
وأكدت عُمان دعمها لسيادة لبنان واستقلاله وإصلاحاته الاقتصادية، فيما جدّد الطرفان تمسكهما بالموقف العربي الداعي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
لقاء خاص
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، عقد جلالة السلطان لقاءً خاصاً مع عون، جرى خلاله تبادل الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ووفق وكالة الأنباء العُمانية، أكد الجانبان أهمية تطوير مجالات التعاون بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في المجالات الثقافية والاقتصادية والتنموية.
كما بحثا فرص تعزيز الشراكة بين مسقط وبيروت في قطاعات متعددة، في ظل حرص البلدين على توثيق الروابط المشتركة ومواصلة التنسيق في الملفات الإقليمية والدولية، وفق ما ذكرته الجهات الرسمية.
وكان جلالة السلطان أقام، مساء أمس الثلاثاء، مأدبة عشاء رسمية تكريماً للرئيس اللبناني والوفد المرافق، وذلك في قصر العلم، في أولى محطات الزيارة الرسمية التي بدأها عون واستمرت يومين وشملت اجتماعات ثنائية ومباحثات موسعة.
وحضر المأدبة عدد من أصحاب المعالي إلى جانب مسؤولي الحكومة وكبار القادة العسكريين وسفراء عدد من الدول المعتمدين لدى سلطنة عمان، إضافة إلى مسؤولين من مختلف المؤسسات المدنية.
وقبل المأدبة، تبادل جلالة السلطان والرئيس اللبناني الأوسمة والهدايا التذكارية، في تقليد يعكس طبيعة العلاقات الرسمية بين البلدين والحرص على مواصلة تطويرها.
ومنح جلالة السلطان الرئيس اللبناني "وسام عُمان العسكري من الدرجة الأولى"، تقديراً للعلاقات المتينة التي تربط مسقط وبيروت، وللزيارة الرسمية التي تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي.
كما منح الرئيس اللبناني جلالة السلطان "وسام الأرز الوطني، رتبة القلادة الكبرى"، وهو أرفع وسام في الجمهورية اللبنانية، في إشارة إلى عمق العلاقات التي تجمع البلدين، والحرص على الارتقاء بها في مختلف المجالات.
وتُعدّ هذه أول زيارة لعون إلى مسقط منذ توليه منصبه، في يناير الماضي، في وقت يأمل فيه لبنان أن تسهم الزيارة في دعم مسارات الاستقرار والتعافي وتعزيز التعاون مع دول الخليج.
وتربط سلطنة عُمان ولبنان علاقات دبلوماسية هادئة ومتوازنة تقوم على دعم الاستقرار والحوار، مع تعاون اقتصادي محدود يتركز في الاستثمارات الفردية والتبادل التجاري.