مدينة يعيش سكانها 100 عام

مزاج الأحد ٢٢/مايو/٢٠١٦ ٠٤:٤٣ ص

ويل وورلي - ترجمة: خالد طه

الناس الذين يعيشون في تلك المدينة الإيطالية النائية يتعين دراستهم من أجل محاولة اكتشاف السبب الذي يجعلهم يعيشون هذا العمر الطويل.

تقع مدينة أكسيارولي على الساحل الغربي لجنوب إيطاليا، وبها عدد كبير جدا من المعمرين بالنسبة إلى عدد سكانها الذي لا يتجاوز ألفي نسمة.
وستحاول الدراسة، المزمع إجراؤها من قبل علماء أمريكيين وإيطاليين، الكشف عن سبب أن ثلاثمئة فرد هناك قد تجاوزوا سن المئة عام.
وتشتهر مدينة أكسيارولي بانخفاض معدلات أمراض القلب ومرض الزهايمر بين سكانها، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها باحثون بدراسة السكان المحليين.
يقول البروفيسير ألان مايزل، أستاذ طب القلب في كلية الطب في سان دييجو: «هدف هذه الدراسة طويلة المدى هو معرفة لماذا تعيش هذه المجموعة المكونة من 300 فرد هذا العمر الطويل، وذلك بإجراء تحليل جيني كامل ودراسة نمط الحياة والسلوكيات، مثل النظام الغذائي وممارسة التمارين، ويمكن تطبيق نتائج دراسة طول العمر لدى هذه المجموعة على ممارستنا في سان دييجو وعلى المرضى في جميع أنحاء العالم».
الجدير بالذكر أن القرويين يتناولون أطعمة البحر المتوسط الغنية بالكثير من الأسماك وزيت الزيتون التي تشتهر بأنها أغذية صحية، وغالبا ما يتم تطعيم الأطباق بأعشاب مثل إكليل الجبل (الروزماري)، وهو عشب يقال إن به عدداً من الخصائص التي يمكن أن تساهم في تحسين الصحة في سن الشيخوخة.
وقد وجدت الأبحاث السابقة أن بعض المركبات في حمض الكارونسيك -وهو حمض موجود في عشب الروزماري- تساعد على تحسين الذاكرة. كما أن حمض الكارونسيك يمكنه أيضا تحسين صحة العين والوقاية من تلف أجزاء الدماغ.
وتشير دراسات أخرى إلى أن الروزماري له خصائص مضادة للالتهابات ومكافحة للأورام.
ومع ذلك فإن سكان مدينة أكسيارولي -وهي مدينة يعتقد أنها استلهمت رواية إرنست همنجواي «الرجل العجوز والبحر»- يعتقدون أنهم يعيشون أطول نتيجة أيضا للمشي الطويل وصعود التلال الذي يمارسونه.
وستضم الدراسة إجراء اختبارات على عمليات الأيض والمناطق الأحيائية والاضطرابات المعرفية والمؤشرات الحيوية للبروتين لمعرفة مدى خطر الإصابة بأمراض القلب والزهايمر وأمراض الكلى والسرطان لدى عدد من المشاركين في الدراسة.
وعلاوة على ذلك، سيقوم السكان بتعبئة استبيانات والتبرع بعينات من الدم لتحليلها.
وأوضح د.سلفاتوري ديسوما، أستاذ طب الطوارئ في جامعة روما لا سابينزا، قائلا: «هذه المشروع لن يساعد على كشف بعض أسرار الشيخوخة الصحية فحسب، بل أيضا سيبني علاقات أوثق مع الباحثين في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من العلم وتحسين الرعاية السريرية للسكان المسنين».

خدمة إندبندنت -