
الكويت - العُمانية
يقدم جناح سلطنة عُمان، التي تحلّ ضيف شرف على معرض الكويت الدولي للكتاب في نسخته الـ 48، مجموعة واسعة من الإصدارات التي تعكس تنوّعها الثقافي وثراء مشهدها الإبداعي، في مزيج يجمع بين التراث والمعرفة والإنتاج الأدبي الحديث، لإبراز عمق الهُوية العُمانيّة وتفاعلها مع الفضاء الثقافي العربي، وتعزيز حضور الكِتاب العُماني كجسر للتواصل والإلهام.
في هذا السياق يقول عبد العزيز بن مبارك الرحبي المشرف على ركن الجمعيّة العمانيّة للكتاب والأدباء في معرض الكويت الدولي للكتاب ضمن جناح سلطنة عُمان: تعدّ مشاركة الجمعية هي الأولى لها بمعرض الكويت، وتسعى من خلال حضورها إلى تعريف الزوّار بأنشطتها ومشروعاتها المختلفة.
كما تعرض مجموعة من الإصدارات المتنوّعة في مختلف صنوف الفكر والمعرفة؛ بما في ذلك الشعر والرواية والقصة القصيرة، إلى جانب الدراسات الفكرية والأدبية والتاريخية، وأدب الطفل والمسرح، مؤكدا على أن الجمعية تهدف من خلال مشاركاتها الخارجية إلى تقديم الكاتِب والكتاب في سلطنة عُمان، ونشر النتاج الثقافي العُماني في هذه المحافل الثقافية.
كما قال محمد بن علي المسكري مدير دائرة البحوث الشرعية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتكليف، إن مشاركة الوزارة ضمن جناح سلطنة عُمان ضيف شرف معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ ٤٨ بدولة الكويت وهي تحتفل كونها عاصمة للثقافة والإعلام العربي تزامنت مع احتفالات سلطنة عُمان بيومها الوطني، وتشارك الوزارة بأكثر من مائة عنوان تنوعت بين التفاسير والموسوعات الفقهية والمعجمية وكتب التاريخ واللغة، مشيرا إلى أن إقبال الجمهور جاء على عناوين أكثر من غيرها من بينها المصحف العُماني لما فيه من خطوط متميزة وغير متوفرة في المعارض الأخرى، إضافة إلى الكتب التاريخية والمعجمية.
من جانبه ذكر الباحث سند بن حمد المحرزي من دائرة المخطوطات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب أن الوزارة تشارك بعدد من المخطوطات العُمانية ذات الأهمية العلمية والفكرية والتاريخية في مختلف الفنون منها، أقدم مخطوط عُماني ما يزيد على تسعمائة عام، ويعود تاريخ تأليفه إلى عام 531 هجري ويوافقه 1137م في السير والجوابات، ومخطوط معدن الأسرار في علم البحار في القرن الثالث عشر الهجري وهو أول مخطوط عماني تم تسجيله في اليونسكو عام 2017م، ومصحف القراءات السبع في القرن الثاني عشر، بالإضافة إلى مخطوطات في مختلف الفنون العلمية كمخطوط الكواكب الثابتة في علم الفلك وتفاصيله ورصد حركة الكواكب وما يتعلق بها من علم ومعرفة.
أما في علوم الطب فتشارك بمخطوط الطبيب العُماني راشد بن عميرة الرستاقي وهو تشريح العين والذي رسم فيه الدماغ والعين بتفصيل ودقة متناهية ويعود للقرن العاشر الهجري، مشيرا إلى أن هذه المخطوطات المعروضة تعد تراثًا علميًّا وفكريًّا يمثل الإسلام والعرب وعُمان والنهضة الفكريّة والثقافيّة العُمانيّة.
ووضح زكريا بن علي الصقري من مركز ذاكرة عُمان أن المركز يشارك ضمن حضور ثقافي بارز تمثله سلطنة عُمان لاختيارها ضيف شرف للدورة الثامنة والأربعين من معرض الكويت الدولي للكتاب في إطار الدور المتنامي للمؤسسات العُمانية في حفظ التراث وإبراز الهوية الثقافية أمام جمهور المنطقة.
وبيّن أن المركز يقدّم من خلال جناحه مجموعة من الإصدارات النوعية التي توثق التاريخ العُماني، وتُبرز إرثه المعرفي والعلمي، بالإضافة إلى عرض مشروعات رقمية وبرامج بحثية تهدف إلى حفظ الموروث العُماني وإتاحته للباحثين والمهتمين، منها كتاب أسماء النواخذة في دفاتر المحكمة الشرعية بمطرح خلال الفترة ( 1353 - 1393 هجري ) ( 1934 – 1973م )، حيث يقدّم الكتاب توثيقًا تاريخيًّا مهمًّا يجمع أسماء النواخذة الواردة في دفاتر المحكمة الشرعية الذين بلغ عددهم أكثر من خمسة وعشرين نوخذة ممّن كان لهم دور بارز في الحركة البحرية والتجارية في سلطنة عُمان والخليج.
وأكّد على أن الكتاب يعد مرجعًا فريدًا للباحثين في التاريخ البحري والاقتصادي، إذ يستند إلى مصادر أصلية محفوظة في سجلات المحاكم، ويوثق أسماء قادة السفن ودورهم في الملاحة والتجارة وشبكات النقل البحري في تلك الحقبة.
من جانب آخر قالت ثريا بنت حمد الهطالية رئيسة قسم التنمية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب إن وزارة الثقافة والرياضة والشباب تشارك في معرض الكويت الدولي للكتاب، عبر جناح ثقافي شامل يقدّم محتوى نوعيًّا يعكس العمق الحضاري العُماني ويبرز العلاقات الثقافية والتاريخيّة الرّاسخة مع دولة الكويت.
وأشارت إلى أن الجناح يضم عددًا من الأركان والمحتويات المعرفية، من بينها، معرض النتاج الفكري العُماني، وزخرفة المخطوطات العُمانية القديمة، ركن العلاقات العُمانية الثقافية الكويتية، ومعرض المفردات الثقافية العُمانية المسجّلة في قائمة التراث الثقافي العالمي، وركن الواقع الافتراضي (VR) وتقنية الهولجرام، ومعرض نوادر المخطوطات العُمانية، ويعرض الجناح أكثر من 130 عنوانًا من الإصدارات العُمانية، من أبرزها موسوعة الناشئة وكتب التاريخ التي تحظى بإقبال واسع لدى الجمهور، ملفتة إلى أن البرنامج الثقافي المصاحب يتضمن 11 فعالية ثقافية بمشاركة 33 من الكُتّاب والمبدعين العُمانيين، شاملة فعاليات مشتركة تُجسّد التفاعل الثقافي بين البلدين وتبرز الامتداد التاريخي والحضاري للعلاقات العُمانية – الكويتية، إذ وتعكس هذه المشاركة حرص سلطنة عُمان على تعزيز حضورها الثقافي في المحافل الدولية، ودعم مسيرة التعاون الثقافي مع دولة الكويت الشقيقة.
ووضحت بلقيس بنت حمود العريمية من وزارة الإعلام أن الوزارة تشارك بمجموعة واسعة من الإصدارات العُمانية التي تعكس تنوّع المشهد الثقافي في سلطنة عُمان وحضورها الفكري، وتمثل المشاركة فرصة لتعريف الجمهور الخليجي بما تقدمه الوزارة من جهود في صناعة المحتوى الثقافي والإعلامي، والتركيز على المؤلفات التي توثق ملامح الهُوية العُمانية وتطوّرها المعاصر.
وتقول هناء بنت سالم البحرانية رئيسة قسم السياحة التراثية والثقافية بوزارة التراث والسياحة على أنه من مبدأ التكاملية بين مختلف القطاعات للترويج عن سلطنة عُمان سياحيًّا وتراثيًّا وثقافيًّا، تشارك الوزارة في هذه التظاهرة الثقافيّة من خلال عرض أبرز وأحدث الإصدارات المتخصّصة في مجال التراث، وتوزيع الكتيبات الترويجيّة والخرائط السياحيّة لسلطنة عُمان بشكل عام ومحافظة ظفار بشكل خاص.
فيما لفتت عزة بنت عبد العزيز الهنائية إلى أن وزارة التراث والسياحة تشارك بأكثر من خمسين إصدارًا علميًّا تنوعت بين الحارات القديمة ومجلة الدراسات العُمانية التي تضم دراسات محكمة، وسلسلة التراث الأثري، وإصدار "تاريخ الفجر" الذي يتحدث عن الآثار التي تم اكتشافها في حقبات معيّنة، بالإضافة إلى إصدار عن المطبخ العُماني بالنسخة العربية والإنجليزية والحائز على مجموعة من الجوائز، إضافة إلى إصدار حول الفن الصخري المترجم من اللغة الإنجليزية إلى العربية، وكتاب عن الحرف التقليدية العُمانية من بينها الحلي والمجوهرات والأزياء والخنجر العماني، إلى جانب البحوث والدراسات الخاصة بها، وكتاب حول الآثار المغمورة تحت المياه وغيرها من الإصدارات.
من جانبها قالت الخطاطة والمزخرفة أنوار بنت خليفة الحسنية من الجمعية العُمانية للفنون إن الجمعية تشارك بمجموعة من الأعمال التي خصصت لوزارة الثقافة والرياضة والشباب للمشاركة في معرض الكويت الدولي للكتاب في هذه الدورة. وتعرض بشكل حصري ولأول مرة خلال فترة المعرض، وبلغ عددها ٢٤ لوحة ويعرض منها حاليا ٩ لوحات، وتأتي فكرة اللوحات المعروضة حول القدرة على إعادة إحياء الزخرفة في المخطوط العُماني مع الحفاظ على روحه الأصلية دون المساس بالنص الأصلي، موضحة أن زخرفة اللوحات جاءت بنوع التذهيب الإسلامي الكلاسيك والتذهيب الرومي الإسلامي الكلاسيك.