السياسة العمانية والاقتصاد الوطني

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٢/مايو/٢٠١٦ ٠٤:٢٥ ص
السياسة العمانية والاقتصاد الوطني

حامد بن شظا المرجان

تعمل سلطنة عمان من خلال علاقاتها الدوليه التى تؤيد السلام الدولى واحترام دول العالم بصرف النظر عن اتجهات الدول وايدولوجياتها السياسيه وعدم التدخل فى الشوون الداخليه لاى بلد جعل من السلطنه حمامة سلام للعالم اجمع. هذه السياسه لها اهداف اقتصاديه والتى تعتبر اهم مخرجات هذا السياسه الدوليه. العلاقات الدوليه ليست سياسه فقط مثل ما يعتقد البعض انما علاقات اقتصاديه وتجاريه، واذا كانت بعض الصراعات الدوليه اسبابها سياسيه فان الاقتصاد والتجاره تلعب دورا رئيسيا فى الامن والسلام الدولى. على سبيل المثال الاستعمار الدولى كانت اهدافه اقتصاديه وليست سياسيه. سيطرة الامبراطوريه البريطانيه على العالم كانت تجارية من خلال شركاتها مثل شركه الهند الشرقيه والشركات التابعه لها مثل شركه النفط البريطانيه وشركه شل الهولنديه البريطانيه وغيرها من الشركات التى يطلق عليها اليوم شركات عابرات القارات هذه الشركات كانت تمثل السيطره التجاريه من خلال استغلالها لثروات العالم الطبيعيه وايجاد مستهلكين لبضائها المصنعه ولعدم الاسترسال فى اطروحة التجاره الدوليه نقول التاريخ يعيد نفسه وعلى القاريء استنتاج وتحليل مانريد قوله.
الدوله العمانيه كانت خلال مرحله تاريخيه امبراطوريه تجاريه والتاريخ يقول لنا بان الامبراطوريه العمانيه كانت تنافس الامبراطوريات الاوروبيه وتحكى لنا كتب التاريخ ايضا الكثير عن الامبراطوريه العمانيه وعلاقاتها الدوليه مع دول العالم فى ذلك الوقت. واذا كان التاريخ يعيد نفسه بدات السلطنه تستفيد من هذا العلاقه الدوليه من خلال سياستها الدوليه ونظامها الاقتصادى الذى يتماشى مع النظام العالمى ولكن بحرص شديد حفاظا على المصالح الوطنيه، واذا كانت السلطنه بطيئه فى بعض قرارتها الاقتصاديه وما يتعلق بقانون الاستثمار وغيره من القوانين الاقتصاديه فانها فى نفس الوقت تراعى الظروف الاقتصاديه الدوليه ومتطلباتها.
أنشات السلطنه منطقه الدقم الاقتصاديه لتتماشى مع الظروف الاقتصاديه الدوليه وهناك اهتمام دولى بهذا المنطقه والتى ستلعب دورا مهما فى الاقتصاد الوطنى وذلك لموقعها الاستراتيجى.
تقع منطقه الدقم الاقتصاديه فى موقع جغرافى مؤهل بان تصبح منطقة الدقم نموذجا للاستثمار و مركزا اقتصاديا هاما للتجارة والصناعة في المنطقة التي تحظى بموقع مميز يجعلها قبلة للاستثمار والتجاره الدوليه في ظل نظام اقتصادى عالمي يتنافس على الاستثمار فى المناطق التى تتميز بمواقعها الجغرافيه ’ هناك ثمة اهتمام دولي متصاعد بالاستثمار فى السلطنه باعتبارها منطقه إقليمية هامة ومركزا اقتصاديا وتجاريا عالميا. وتجري ترجمة ذلك من خلال مشروع تطوير ولاية الدقم الذي جعل خبراء المال والاقتصاد ينظرون الى السلطنه بأنها ورشة كبيرة لمشاريع سوف تترك أثرا بالغا في اقتصاديات المنطقة.ومشروع الدقم من شأنه أن يحوّل النمط التقليدي لنمو منطقة الدقم من قرية مختصّة في الصيد إلى ميناء واسع ومركز تجاري دولي وعالمى يهدف إلى اجتذاب الاستثمار والصناعه من جميع دول العالم بدون استثناء وكلمه بدون استثناء هى سياسه السلطنه الدوليه مع جميع دول العالم وبالتالى الاستثمار فى سلطنه عمان والقرم خاصه سيكون متاح لجميع الشركات الدوليه و مفتوحا للسفن التجارية والجهات الشاحنة التي ترغب في المرور الى الشرق الاوسط وافريقيا واسيا واوروبا.
وتطمح السلطنة إلى أن تصبح منطقة الدقم الاقتصادية مركزا محوريا هاما للتجارة والصناعة والاستثمار في المنطقة بحكم موقعها الاستراتيجي على مشارف المسار البحري للتجارة الدولية بين الشرق والغرب.وتشهد المنطقة حاليا إقامة العديد من المشاريع العملاقة التي ستعزز دورها الريادي في مجالات الصناعة والتجارة والاستثمار.هذا المشروع الحيوي لا يمثّل نهضة عمان فى القرن الواحد والعشرين، فحسب، بل يمثّل مدى الرؤية العمانيه واستفادتها من موقعها الاستراتيجي وعلاقاتها الدوليه.السلطنه تطل على مضيق هرمز، ذلك الممر المائي الضيق بين إيران وشبه الجزيرة العربية الذي يمر عبره 40 في المئة من نفط العالم.
الدقم سوف تكون ملتقى السفن العالميه على المحيط الهندي و سوف توفر دورا مهما للتجارة العابرة من الغرب إلى الشرق وبالعكس. ويقول المحللين الاقتصاديين بان منطقة الدقم الاقتصادية قريبه من مراكز الطاقه فى الخليج كما انها فى متوسط بحر العرب الذى يربط الهند وشرق افريقيا. وستكون مدينة القرم ذات ابعاد اقتصادية وثقافية وترفيهية نظرا لان المدن الصناعية غالبا ماتجلب معها التجاره والاعمال مثل سنغافوره وستكون نموذجا للمدن الصناعيه الحديثه فى القرن الواحد والعشرين.وسوف تقدم منطقة القرم خدمات التزويد والإصلاح للسفن العملاقه.فقد تمّ استثمار المليارات في بناء عدد هامّ من الأرصفة والأحواض الجافة والطرق، والمطارات. وأنّه سيتمّ انفاق المزيد من المليارات لضمان اكتمال تحوّل الدقم إلى مدينة اقتصاديه حديثه فى الشرق الاوسط.وتعتبرالدقم انطلاقه اخرى للتنمية بسلطنة عمان، بحكم قدرتها على تعزيز الصلة التي تربط محافظات السلطنه فى الجنوب والغرب وميناء صلالة بموانئ مسقط وصحارشمال شرق عمان.أما بالنسبة إلى للدول الصناعيه مثل كوريا واليابان والصين والهند، فمن المتوقع أن تكون الدقم الجسر العابر لسلعها المُوجّهة إلى شبه القارة الهندية وإلى نقاط مختلفة من أفريقيا والشرق الأوسط. وسوف تشمل منطقة الدقم على مصفاة لتكرير النفط، مركزا لعبور البتروكيماويات، خط سكة حديد الذى يخدم المصانع التى سوف تنشاء بها. ومن الواضح أن المطار هنا سيتضمّن مرافق شحن. أمّا المدرج الذي تمّ بالفعل بناؤه، فيمتدّ على مسافة كافية لاستقبال الرحلات القادمة من جميع دول ، وإذا أضفنا الـ80 كيلومترا التي يمتدّ عليها الخط الساحلي المخصص للدقم، فيمكن لمساحة هذه المدينة أن تتجاوز سنغافورة والمنطقه لا تزال بعدُ في المراحل الأولى من البناء والتعمير. ومن شأن الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي في الصحراء العمانيه، في الجزء الخلفي من الميناء، أن تساعد على تلبية احتياجات الدقم للطاقة. والخلاصة أن السلطنه تحظى، منذ عقود، بظروف مثالية من الاستقرار والحكم الرّاجح والعلاقات الدوليه المتميزه.وعند اكتمالمشروع الدقم ستصبح المدينة أحد أهمّ رموز القرن الواحد والعشرين، على غرار ما كانت عليه كثير من الموانى العالميه.

باحث ومستشار تنموى