محمد الرواس يكتب: الإمام المؤسس

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٧/نوفمبر/٢٠٢٥ ١٠:٠٣ ص
محمد الرواس يكتب: الإمام المؤسس

​ لقد كانت نشأة الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، الذي ولد عام 1694 في ولاية آدم محطة هامة في تاريخ عمان لما احتوته شخصيته القيادية، والإدارية في نقل عمان إلى مصاف الدول الدول الكبرى في تلك الحقبة من الزمن ومنذ النشأة انتقل الإمام من مجال ممارسته للتجارة التي تعلم فيها الصبر والبصيرة

لقد كان اختياراً موفقاً لأهل عُمان، حينما اختاروا الإمام أحمد بن سعيد لكي يقود مسيرة الوحدة العُمانية عام ١٧٤٤م ، وساندوه وهو يؤلف بين القبائل ويصالح ويحالف حتى استتب أمر البلاد ، فلقد كانت الظروف في غاية الصعوبة عندما استلم الإمام أحمد قيادة عُمان فلقد كانت منقسمة وكان هناك الاحتلال الفارسي لبعض الأجزاء وغيرها من التحديات التي لا يستطيع مكابدتها إلا رجل له من نصيب القيادة والحكمة الشيء الكثير ، فاستعد وأعد العدة وقامت معه عُمان بكافة أطيافها وقبائلها التي رات فيه المخلص من من الحالة التي كانت في عمان من الفوضى والاضطراب، وعدم الاستقرار فأنجز الامام بعبقرية بناء دولة قوية شهد لها القاصي والداني بالعدل والأمن ، وللامام بالتواضع والحكمة فقد كانت نشأته المباركة تنسب إلى القائد العماني خلف بن أبي سعيد الذي ورث منه دماء الابطال والقادة الشجعان والافذاذ راجحي العقول ، وعندما تولى الإمام أحمد ولاية صحار كان نعم القائد ، ونعم الرجل بإدارة دفة الولاية فقادها مناحي الخير والإصلاح فكانت رؤيته دائما تتجه نحو التوحيد والراية الواحدة.

وعندما استلم الإمام أحمد الحكم بعد أن تجمعت العديد من القبائل حوله فخلص البلاد من الاحتلال الفارسي، وأسس القوة البحرية العُمانية المتينة التي تسطيع ان تدافع عن البلاد في كافة الظروف واحلكها ، ولم يفت الإمام أحمد بن سعيد التركيز على التجارة البحرية فأصبحت له سيطرة ونفوذ وأصبح له شأن استطاع من خلاله مواجهة كافة المحاولات التي لحقت بعُمان وسيادتها، فكانت الحماية التي وضعها للبلاد حماية رجل دولة محنك ، حكيم .

في عهد الإمام أحمد بن سعيد الأب المؤسس تحولت منطقة الخليج والساحل العماني إلى منطقة تجارية حرة فلقد نظم قيام دولة ذات كيان مالي جمركي. مزدهر واتسع ذلك وامتد إلى كافة نفوذه ، فأصبحت عُمان مستودع التجارة الأفريقية والآسيوية، وتوسع بعد ذلك الأسطول التجاري العُماني في رحلاته نحو الهند وإفريقيا واليمن وغيرها من الدول هذا بجانب أن الإمام المؤسس أدخل وصك عملة جديدة، ألا وهي ( ماريا تريزا النمساوية) لقد كانت مآثر الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي كثيرا بدأها بإنقاذ عمان من التفكك وبران الفتن ثم أسس النظام السياسي الذي استمر لقرون، كما أعاد لها قوتها البحرية والتجارية، وبنى اقتصاداً مستقراً اساسه الأمن والعدل كما مهد لعصر عمان الذهبي الذي امتدت بعد ذلك ل 283 عاماً .