تكديس اللاعبين في الأندية قبل التعاقد مـع المدرب «ظاهرة غير صحية» في دورينا

الجماهير الأحد ٢٢/مايو/٢٠١٦ ٠٣:٥٦ ص
تكديس اللاعبين في الأندية قبل التعاقد مـع المدرب «ظاهرة غير صحية» في دورينا

متابعة - سعيد الهنداسي

شهدت الفترة الفائتة في دورينا ظاهرة تمثلت في تعاقدات أندية دوري المحترفين مع لاعبين محليين وأجانب من أجل تعزيز صفوفها للموسم المقبل فلا يكاد يمضي يوم حتى نشاهد عبر وسائل التواصل المختلفة صورا تؤكد ذلك، وتتباهى هذه الأندية بأن لديها لجانا فنية متخصصة في اختيار لاعبين مميزين ويصنعون الفارق، وهي التي أثبتت في مواسم قريبة فشلها في كثير من التعاقدات وأرهقت ميزانية أنديتها بالديون المتراكمة وأثبتت أنها صفقات فاشلة.

فهل ما يحدث اليوم من هذه التعاقدات للأندية واختيارها لاعبين ليكون لهم وجود في صفوفها ظاهرة صحية وسليمة وعامل إيجابي محفز في دورينا أم هي أخطاء متكررة من أندية تقوم بالتعاقد مع لاعبين في مراكز مختلفة وهي في الأساس لم تستقر على الجهاز الفني الذي سيقود الفريق للموسم المقبل حتى الآن، أليس هذا الأمر من الأولى أن يتولاه المدرب القادم للفريق بعد أن يتم التعاقد معه من قبل الإدارة حتى يكون المسؤول الأول عن اختياراته للاعبين والمراكز التي يحتاجها. للحديث عن هذه الظاهرة التقينا بعض المراقبين فتحدثوا قائلين:

ظاهرة مكررة

البداية مع أحمد الراشدي نائب رئيس نادي المضيبي الذي وصف ما يحدث من تعاقدات إدارات الأندية مع لاعبين بأنها ظاهرة مكررة فقال: يشهد الموسم الكروي في السلطنة ظاهرة تتكرر كل عام،حيث نجد أن معظم الأندية تبدأ بصيف ساخن من التعاقدات والانتقالات التي تبدو في ظاهرها وكأنها سباق في جمع أكبر قدر من اللاعبين المميزين وخصوصاً لاعبي منتخباتنا الوطنية دون التأكد من الاحتياجات الفنية للفريق للموسم المقبل والغريب في الأمر بأن معظم تعاقدات أنديتنا تبدأ بالتعاقد مع اللاعبين ومن ثم المدرب.

كبش الفداء

ويضيف الراشدي: هناك تساؤل كبير مفاده من يتعاقد مع هؤلاء اللاعبين؟ ومن يحدد احتياجات النادي؟ هل اللجان الفنية التابعة للنادي أم مجلس الإدارة؟ بطبيعة الحال الحلقة ستدور وسندرك بأن تعاقدات الأندية مع اللاعبين دون وعي لاحتياجات الفريق سيتسبب في نتائج عكسية وغير متوقعة، وبعد هذه النتائج لابد من التضحية بما يسمى (كبش الفداء) والنادي لا يجد أمامه سوى المدرب فتتم الإقالة.

ظاهرة إيجابية

المحلل الرياضي سيف سلطان تحدث بداية عن التعاقدات التي تقوم بها اللجان الفنية في الأندية واصفا إياها بالظاهرة الإيجابية من خلال معرفتها باللاعبين الذين كان لهم دور كبير مع أنديتهم ومن خلال هذه التعاقدات تمت الاستعانة بخبراتهم لمصلحة الفريق، وضرب أمثلة بتعاقدات نادي مسقط والسويق والرستاق التي حافظت على أجهزتها الفنية لعامل الاستقرار أولا ثم بعد ذلك أبرمت صفقاها وجددت للاعبين الذين كانوا معها في الموسم الفائت، وهذا شيء إيجابي ويساعد على استقرار الفريق. وعن قيام بعض الأندية بالتعاقدات مع اللاعبين دون الاستقرار على الجهاز الفني للفريق يواصل المحلل الرياضي سيف الغافري حديثه بقوله هذا الأمر تتحمله إدارات الأندية فكيف تقوم بمثل هذه التعاقدات دون أن يكون للمدرب كلمة ودور فيها وبعد ذلك تشتكي هذه الفرق بفشل صفقاتها وتتحمل مديونيات تبعات هذا الإجراء، وهنا يجب أن تكون هناك رؤية واضحة فمن الممكن أن يكون هناك توافق بين عمل اللجان الفنية التي تم تشكيلها من قبل إدارات الأندية وبين الجهاز الفني لمعرفة احتياجات الفريق. ويختتم الغافري حديثه بقوله: من المتعارف عليه أن عامل الاستقرار الفني والإداري يوجد بيئة صحية تحقق الإنجازات.

ارتباط فني أولاً

المدرب الوطني أنور الحبسي تحدث عن أهمية التعاقد أولا مع المدرب قائلا: التعاقد مع اللاعبين يجب أن يكون مرتبط برأي فني من المدرب ومن هذا المنطلق فالتعاقد مع المدرب يجب أن يسبق إبرام الصفقات مع اللاعبين.

أما في حالة عدم الاتفاق مع المدرب للموسم الجديد فيجب أن تعتمد التعاقدات على رأي فني مأخوذ من التقارير الفنية للمدرب السابق الذي من المفترض أن يكون قد قدم تقاريره الفنية للإدارة بنهاية الموسم، وفي هذا النوع من التعاقدات لا يخلو الأمر من المغامرة والتخبط الفني، لأن وجهة نظر المدرب الجديد قد تكون مختلفة ومغايرة لآراء الجهاز الفني السابق، وبالتالي فإن مثل هذه التعاقدات قد تعد تدخلا إداريا في عمل المدربالجديد ولها سلبيات كثيرة ومنها: تكدس اللاعبين في مراكز معينة أو وجود لاعبين لا يخدمون أسلوب المدرب القادم وطريقة لعبه وأمور كثيرة يمكن حلها بالتعاقد مع المدرب أولا.

ظلمٌ للمدرب

المعلق الرياضي سالم السالمي تحدث عن الظاهرة الحالية في تعاقدات الأندية مع لاعبين دون الرجوع للمدرب أو تتعاقد معه في الأساس قائلا: هذه عادة أنديتنا ومن لديه أسلوب الإقناع أو اللباقة في الحديث فهو المكلف بالتفاوض مع اللاعبين وقليل جدا من يقوم بهذا الدور وله دراية فنية كبيرة.
المدرب يكون آخر القرارات ولذلك نشاهد كثيرا من التخبطات مع بداية الموسم إلى نهايته، أما أن يكون تدخلا في عمل المدرب فلا أعتقد ذلك لأن اللجان الفنية بالأندية أكثر دراية بلاعبينا من المدرب الذي قد يصل قبل الدوري بأسابيع قليلة.
خلاصة القول: الوضع الحالي للأندية يظلم المدرب لدرجة أننا نعجز عن التعبير عما يحصل من سيناريوهات مستقبلية.

قرارات غير جيدة

مدرب نادي مسقط المصري شريف الخشاب والذي استطاع أن يضع بصمته الفنية على الفريق منذ قدومه بداية الدور الثاني وتمكن من جعل مسقط فريقا جيدا ونافس على بطولة الكأس وأثبت قدرته على مواجهة الكبار والبقاء في الدوري بعد أن كان مهددا بالهبوط تحدث عن هذه التعاقدات البعيدة عن المدرب واصفا إياها بأنها قرارات غير جيدة ومغايرة لفكر المدير الفني الذي يتم التعاقد معه لاحقا وله رؤية محددة ويحتاج نوعية من اللاعبين تختلف عن اللاعبين الذين تم التعاقد معهم من قبل لجان فنية في إدارات الأندية، بينما في مختلف دول العالم والمتبع في دورياتها من الأولى أن يتم التعاقد مع المدرب والمدير الفني وبناء على رأيه يعرف ما ينقصه وما يحتاجه من المراكز وفق مواصفات، وهنا تنجح الاختيارات ومن الأفضل التعاقد مع المدرب أولا رأس المنظومة الكروية وهو الذي يضع اختياراته وبذلك يكون هناك نجاح واستقرار واختيارات بقناعة تامة وإعطاء فرصة تامة للاعب، وعكس ذلك سيكون عبئا على النادي واستنزاف ميزانية النادي. ويضيف الخشاب: هناك بعض الإدارات تكون لها رؤية خاصة وتحاول التدخل في عمل المدرب من خلال هذه التعاقدات البعيدة عن فكر النادي والنتيجة فشل ذريع للفريق واختيارات غير صحيحة ويجب أن تعرف كل جهة تخصصاتها وأدوارها الموكلة إليها.

فكر ورؤية

المدرب الوطني طالب الرحبي تحدث عن الأمور المتعارف عليها في البطولات العالمية قائلا: المتعارف عليه وفي عرف الأندية عموما هو أن يكون التعاقد على حسب فكر الجهاز الفني ورؤيته ووفقا للاحتياجات التكتيكية.

هنا في السلطنة (بشكل عام) ما أن ينتهي الدوري حتى يلهث بعض الإداريين وراء تعاقدات مع لاعبين برزوا ربما في الموسم الفائت أو أسماء لها شهرتها، تعاقدات لا أساس لها ولا منطق! حيث إن هذه التعاقدات غير مبنية على حسب الاحتياج الفني بل هي تعاقدات للشهرة لا أكثر مصيرها الفشل في الغالب دون أدنى شك، هنا سوف تكون انعكاساتها (هذه الطريقة من التعاقدات) سلبية على الأندية بشكل عام، فلو فرضنا أن تعاقدا ما قد نجح مثلا مع لاعب معين وفرض نفسه في الفريق، هذا يعد أصلا تدخلا في عمل الجهاز الفني لأنه لم يأخذ برأيه وحاجته وفقا لنهجه التدريبي وكذلك ينبئ بعلاقة سوف يشوبها الفتور بين الإدارة والمدرب.

نجاح مشروط

المدرب الوطني ناصر الحجري تحدث بداية عن مدى نجاح تعاقدات إدارات الأندية مع لاعبين دون الرجوع للمدرب فقال: يتوقف النجاح على أمرين الأول: حول مدى مقدرة اللاعبين المستقدمين الفنية والتكتيكية والذهنية وجدارتهم باللعب في المستوى الذي ينشط النادي به، حيث إن اللاعب الجيد يستطيع التأقلم مع الظروف الصعبة والمستويات العليا وتحمل الضغط الجماهيري وضغط المنافسين ومدى صمودهم أمام جهازين إداري وفني والأهم قدرتهم على التفاعل مع أساليب المدرب المطبقة في التمارين و المباريات.

ويضيف الحجري: الأمر الثاني يتوقف على قدرات المدرب حيث إن المدرب المتميز الذي يتمتع بذكاء و مرونة تكتيكية وتحصيل علمي معرفي جيد إضافة إلى التجربة والنظرة الفنية الثاقبة بإمكانه أن يكيف أسلوب عمله مع إمكانيات لاعبيه. أحيانا المدرب يستطيع النجاح مع فريق فقط لأنه وجد الطريقة والأسلوب المناسبين لفريقه، حيث يضعهم في أريحية ذهنية ونفسية تقيهم من الضغوطات الكبيرة، وبالتالي يتمكنون من تفجير قدراتهم ولا بد على المدرب أن يختم ذلك بخطاب قوي مؤثر داخل غرف الملابس.
وحول هذه التعاقدات البعيدة عن المدرب وهل تعد تدخلا في عمله كمدرب يختتم المدرب الحجري مشاركته قائلا: نعم، هذا من قبيل التدخل في عمل المدرب الفني خصوصا إذا عرفنا أن الأغلبية من الإداريين العرب في المجال الرياضي يفتقدون إلى الثقافة الرياضية التي تمكنهم من النجاح في الاختيارات الفنية. والإداريون مطالبون فقط بإنهاء الإجراءات الإدارية لجلب لاعب أعجب المدرب به أو طلبه.

استمرار التخبطات الإدارية

المدرب الوطني سعيد الفارسي وصف العمل الذي تقوم به مثل هذه الإدارات في تعاقدها مع لاعبين دون تعاقدها مع المدرب أولا بالتخبط الإداري المستمر: أعتقد أن هذا سبب رئيسي من أسباب إقالات المدربين وهو أيضا استمرار لتخبطات إدارية بحتة، حيث إن جميع الخيارات لا علاقة للمدرب بها وأيضا دليل ضعف المدربين بحيث يرضى بالموجود فتصبح المسألة مادية بحتة أكثر منها فنية، وكل هذا بسب عدم وجود لجان فنية خبيرة تساعد الإدارة في خياراتها وبالتالي تساعد المدرب على عمله.

المدرب أولاً

المدرب السوري عماد الدين دحبور تطرق إلى أولوية التعاقدات والتي يكون فيها الأفضلية للمدرب فقال: المفترض أن يتم التعاقد مع اللاعبين بعد التعاقد مع المدرب ودراسة استراتيجية النادي وهدفها: المنافسة....الاعتماد على أبناء النادي..وبعد متابعة اللاعبين المحليين يبحث المدرب عن حاجة الفريق للاعب المحترف، طبعا بعد دراسة الوضع المادي للنادي خلال الموسم ليبعد الضغط المادي ويمكن توفير عقود اللاعبين والجهاز الفني، وأي إبرام عقد قبل موافقة المدرب تدخل بفكر وبناء للفريق.

إجراء خاطئ

المدرب الوطني سالم سلطان تحدث عن أن النجاح في التعاقدات مع اللاعبين مرهون في الاختيار النابع من الجهاز الفني ومعرفته لنوعية اللاعبين واحتياجاته، فعامل الاستقرار الفني أمر مهم. وفي حالة فشل التعاقد من قبل اللجنة الفنية والإدارات الفنية مع اللاعبين، لا يعد المدرب سالم سلطان ذلك تدخلا صريحا في عمل المدرب بقدر ما هو إجراء خاطئ وأن ما يحصل هو استعجال إدارات الأندية في تعاقدها مع لاعبيها المحترفين والمحليين قبل التعاقد مع المدرب الذي سيقوم بتدريبهم وهنا مكمن الخطأ ولا يتحملها المدرب بعد ذلك.