تقرير اخباري النمسا على موعد مع حسم الانتخابات الرئاسية اليوم وسط مخاوف من اليمين المتطرف .

الحدث الأحد ٢٢/مايو/٢٠١٦ ٠٣:٣٣ ص

فيينا – ش

للمرة الأولى، يتوجه النمساويون إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، لانتخاب رئيس سواء من اليمين المتطرف أو من حزب الخضر، وليس زعيما من تيار الوسط.
وحذر مرشح الخضر الكسندر فان دير بيلين من أن فوز مرشح حزب الحرية المنافس، نوربرت هوفر، في انتخابات الإعادة، سيمهد الطريق أيضا لتشكيل حكومة يمينية متطرفة.
ويحظى فان دير بيلين، وهو رجل اقتصاد يبلغ من العمر 72 عاما، بدعم من الفنانين والمثقفين النمساويين، فضلا عن دعم المستشار الجديد زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي، كريستيان كيرن.
ومع ذلك، فإنه من غير الواضح ما إذا كان مرشح الخضر سيتمكن من اللحاق بهوفر البالغ من العمر 45 عاما، الذي فاز بـ35 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى في نيسان/أبريل الماضي، متقدما بنحو 14 نقطة مئوية على الليبرالي القريب من اليسار فان دير بيلين.
وتعرض كل من مرشحي الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الشعب المنتمي لتيار يمين الوسط، للهزيمة، ولم يتمكن أي منهما من الوصول الى الجولة الاخيرة من الانتخابات. وقاد الحزبان حكومات وقدما رؤساء على مدى عقود.
وعلى النقيض مما يحظى به هوفر من شعبية واسعة، حاول فان دير بيلين التقرب إلى الناخبين بتواضعه المفرط والذي يعطي الانطباع أحيانا بعدم الثقة بالنفس.
وقال فان دير بيلين." أقول لهؤلاء الذين لا يميلون لي، ولكنهم يميلون إلى هوفر بشكل أقل: اذهبوا الى صناديق الاقتراع يوم 22 مايو وغضوا الطرف (عن مشاعركم تجاهي)".
وقال هوفر مازحا في مناظرة انتخابية متلفزة هذا الشهر "إن لديه دعم الطبقة العليا، أما أنا فإحظى بدعم رجل الشارع العادي".
ويعد أحد الأهداف الرئيسية لهوفر، تعزيز دور الرئيس وتمثيل مصالح المواطنين بمراقبة حكومة الوسط عن كثب.
وفي الوقت الذي يمنح فيه الدستور لرئيس النمسا سلطات محدودة ، إلا أنه يسمح له بإقالة الحكومة.
وحذر هوفر من أنه إذا انتخب، فسوف يكون أول من يستخدم هذا الحق، في حال ما سبب مجلس الوزراء "ضررا بالغا"، وإذا فشل المشاورات بين الرئيس والحكومة في التوصل إلى أية نتائج.
وحذر الباحث القانوني النمساوي ألفريد نول من ان يكون هوفر بمثابة"قنبلة سياسية موقوتة، ولهذا تم ترشيحه" من قبل حزب الحرية.
ومن شأن إقالة الحكومة إجراء انتخابات برلمانية جديدة على الأرجح، ووفقا لاستطلاعات الرأي الحالية، يمكن أن يفوز حزب الحرية، المتشكك في العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، بثلث الأصوات.
عندما صار حزب الحرية الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي، الذي قاده حزب الشعب المحافظ في عام 2000، خفضت دول الاتحاد الأوروبي الأخرى علاقاتها مع النمسا.
وحاول فان دير بيلين الاستفادة من التداعيات الدبلوماسية المحتملة في حال فوز هوفر.
وقال مرشح الخضر"من وجهة نظري، فإن السؤال المركزي في انتخابات الرئاسة هو من أفضل من يمكن أن يمثل النمسا في العالم، ومن أفضل من يمكن أن يوحد البلاد ".
ومع ذلك، خفف هوفر من لهجته مع اقتراب التصويت النهائي، موضحا أنه لا يعتقد أنه سيتم الوصول إلى مرحلة يتعين عليه فيها إقالة الحكومة.
وفشلت استطلاعات الرأي في التكهن بفوز هوفر في الجولة الأولى، إذ أن مؤيدي حزب الحرية غالبا لا يعلنون نواياهم في استطلاعات الرأي، ولم تنشر وسائل الإعلام توقعات جديدة في الشهر السابق للتصويت النهائي.
وسيكون من الصعب أيضا التوصل إلى أية توقعات خاصة بالجولة النهائية بسبب عدم معرفة مدى تأثير المستشار الجديد للنمسا، الذي تولى منصبه هذا الأسبوع.
وتنحى، فيرنر فايمان، أوائل مايو الجاري، عن منصبه كمستشار للنمسا وسط ارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ النمو الاقتصادي، والخلافات المستمرة بين أحزاب الائتلاف التي منعت الاصلاحات الاقتصادية والتعليمية.
وتعهد كيرن، رجل الأعمال السابق، بوضع رؤية جديدة للنمسا كمركز اقتصادي.
وقال خبير استطلاعات الرأي وولفجانج باخماير إن المستشار الجديد قد يتسبب في أن يعيد الناخبون الغاضبون، الذين أدلوا بأصواتهم لهوفر في نيسان/أبريل الماضي، النظر في اختياراتهم.
وأضاف "كانت نسبة الناخبين المحتجين مرتفعة بشكل غير عادي في الجولة الأولى".
على صعيد اخر أعلنت الداخلية النمساوية أنها تلقت، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجارى 18 ألفا و597 طلب لجوء؛ منها نحو 5 آلاف و869 طلبا تقدمت به سيدات.
وقال مصدر بالداخلية النمساوية -فى تصريح صحفى - إن عدد الطلبات التى تلقتها الوزارة يمثل أكثر من نصف عدد اللاجئين الجدد، الذين قررت حكومة النمسا استقبالهم خلال العام الجارى 37 ألفا و500 لاجئ، وإن أغلبية طلبات اللجوء المقدمة فى النمسا حتى شهر أبريل الماضى ترجع إلى مواطنين من أفغانستان وسوريا.
وأظهرت أحدث أرقام رسمية تراجعا ملحوظا فى عدد اللاجئين الوافدين إلى النمسا بشكل عام منذ شهر يناير الماضي، وأوضحت أن وزارة الداخلية تلقت 4 آلاف و152 طلب لجوء فى أبريل الماضي، وأن الجهات المعنية فى النمسا فصلت فى 18 ألفا و430 طلب لجوء خلال الفترة من يناير حتى أبريل الماضيين، ومنحت حق اللجوء لستة آلاف و217 لاجئا، ومنحت لجوءا مؤقتا لـ 735 لاجئا، وسمحت بإقامة 490 لاجئا فى النمسا لأسباب إنسانية، كما منحت حق اللجوء لـ106 سوريين تمت إعادة توطينهم فى النمسا. وأكد مسؤول بالداخلية النمساوية أن فرصة السوريين كبيرة فى الحصول على حق اللجوء فى النمسا بواقع 84% من إجمالى عدد طلبات اللاجئين السوريين، والصوماليين بواقع 46%، وفى المقابل أكد على ضآلة فرصة حصول المواطنين القادمين من نيجريا والجزائر والمغرب على حق اللجوء فى النمسا بواقع 1%، مشيراً إلى حصول مواطن مغربى واحد على حق اللجوء فى النمسا مقابل رفض طلبات 195 مواطن مغربى خلال الفترة الماضية.