فنزويلا بين قبول الحوار ورفض التدخل الخارجي

الحدث الأحد ٢٢/مايو/٢٠١٦ ٠٣:٣٢ ص
فنزويلا بين قبول الحوار ورفض التدخل الخارجي

كراكاس – عواصم – ش – وكالات

انهت فنزويلا امس السبت مناورات عسكرية شارك فيها نحو نصف مليون جندي، بأمر من الرئيس نيكولاس مادورو الذي حذر من "تدخل خارجي"، بينما يسعى وسطاء دوليون الى استئناف الحوار مع المعارضة.
فبعد ايام من التصعيد، قام عدد من رؤساء الحكومات السابقين منهم الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، بمحاولات لخفض التوتر بعد اجتماعات في كراكاس مع رافضي السياسة التشافيزية، وقبل ذلك مع الرئيس الفنزويلي.
وقال ثاباتيرو الذي يرأس هذا الوفد بناء على طلب اتحاد دول اميركا الجنوبية (اوناسور)، ان "العملية ستكون طويلة ومعقدة وصعبة، لكن هذا هو الطريق الذي يتعين على فنزويلا سلوكه، وهو طريق الحوار الوطني الذي يفترض ان يعالج المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والدستورية والتعايش السلمي والحريات".
واضاف ثاباتيرو ان الطرفين اعربا عن "رغبتهما" في اللقاء وتبادل الاراء.
كما دعت تشيلي والارجنتين والاوراغواي اللاى "حوار سياسي عاجل" لانهاء الازمة في فنزويلا البلد الذي يملك احد اكبر الموارد النفطية في العالم لكنه يعاني من تضخم بنسبة 180,9 بالمئة (صندوق النقد الدولي توقع تضخما بنسبة 700 بالمئة في 2016) وعجز في الحسابات العامة المرتهنة لسعر النفط.
لكن المعارضة التي باتت اكثرية في البرلمان، تشدد على ان اي حوار مع الحكومة يجب ان يتناول في الدرجة الاولى موضوع تنظيم استفتاء تمهيدا لتنحي الرئيس مادورو.
ونبه ائتلاف المعارضة المعروف باسم "طاولة الوحدة الديموقراطية" الى ان "لا حل اقتصاديا في فنزويلا ما لم يحصل تغيير سياسي".

امال حكومية
من جانبه، اعرب الرئيس مادورو عن امله في ان يؤدي الحوار الى وقف "السلوك الانقلابي" الذي تقوم به المعارضة.
ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية واربعة من الرؤساء الكولومبيين السابقين، لدى تقديم كتاب في بوغوتا للمعارض الفنزويلي المسجون ليوبولدو لوبيز، اعضاء منظمة الدول الاميركية الى اتخاذ موقف حازم حول الازمة في فنزويلا.
وسرعان ما ارتفعت حدة التوتر في الايام الاخيرة في فنزويلا الغارقة في ازمة اقتصادية وسياسية واجتماعية، واعلن رئيسها حالة الطوارىء التي تمنحه مزيدا من الصلاحيات على الصعيد الامني وتوزيع المواد الغذائية والطاقة.

-اشتباك-
وفي اطار حالة الطوارىء التي رفضها البرلمان، قام 519 الف جندي بمناورات الجمعة والسبت، لأن الرئيس قال ان البلاد قد تواجه "تدخلا خارجيا".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المحلل بنينيو الاركون "انها (الحكومة) تريد القيام بعمليات انتشار عسكرية واسعة لتحمل الناس على الشعور بالخوف... والقيام بذلك متذرعة بوجود تهديد خارجي هو طريقة جيدة لعرض عضلاتها".
ورد وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز ان "هذه المناورات لا تجرى من اجل التسبب بالقلق لأي كان في البلاد"، مكررا ان "فنزويلا مهددة في الوقت الراهن".
وفي المقابل، دعا المعارض هنريك كابريلس الذي خسر امام مادورو في الانتخابات الرئاسية في 2013، الشعب والجيش مرارا الى العصيان.
وقد ازدادت حدة التوتر بين انصار تشافيز (تيمنا باسم الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي تولى الحكم من 1999 الى 2013) ورافضي سياسته، منذ توصلت المعارضة الى جمع 1،8 مليون توقيع مطلع ايار/مايو لبدء عملية الاستفتاء.
واعلنت السلطات رفضها المطلق لهذه المبادرة، حتى لو انه ما زال يتعين على اللجنة الانتخابية الرد رسميا على هذا الطلب.
وقد نزل معارضو سياسة تشافيز الذين يأملون في ان ينظموا الاستفتاء قبل اواخر 2016 ويتهمون السلطات بالرهان على الوقت لحملهم على التراجع عنه، الى الشارع الاربعاء لتسريع الاحداث لكن التظاهرات تعرضت للقمع.
ورغم ان الناس لم يشاركوا بأعداد غفيرة في هذه التظاهرات، فانه يمكن قياس التوتر الاجتماعي في فنزويلا بقدر صفوف الانتظار امام المتاجر التي تعاني نقصا حادا في المواد الغذائية.

ترحيب وتشجيع
تشجع إدارة الرئيس أوباما، والحكومات فى أمريكا اللاتينية الجهود التى يقوم بها رئيس الوزراء الإسبانى السابق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، فى نزع فتيل الأزمة السياسية المتفاقمة فى فنزويلا.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية انها ترحب بالمبادرة كوسيلة لضمان احترام الشعب الفنزويلى وسيادة القانون. كما وجه وزراء خارجية كل من الأرجنتين وتشيلى وكولومبيا وأوروغواى الدعوة لإجراء الحوار، وتأتى مباردة ثاباتيرو فى أعقاب أسبوع من الإشتباكات العنيفة بين القوات الأمنية والمعارضة التى تطالب بتنحى مادورو.
و بعد أن وصفه رئيس أوروجواي السابق خوسيه موخيكا هذا الأسبوع بأنه "مجنون كالماعز" رد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ضاحكا بالقول إن الرئيس السابق محق فيما قاله لكنه مجنون بحب بلده وحسب.
وقال مادورو خلال مسيرة للحزب الاشتراكي الحاكم "نعم أنا مجنون كالماعز هذا صحيح."
وأضاف مبتسما وسط هتافات في تجمع حاشد "أنا مجنون بحب فنزويلا .. بالثورة البوليفارية .. بتشافيز ونموذجه" في إشارة إلى الرئيس السابق هوجو تشافيز.
وقال موخيكا- وهو أيضا يساري حكم أوروجواي بين عامي 2010 و2015- يوم الأربعاء إنه يحترم مادورو لكنه لا يزال يعتقد أنه وآخرين في فنزويلا "مجانين" لمهاجمة بعضهم البعض بدلا من الاجتماع لحل المشاكل.
وفي ظل أزمة اقتصادية عميقة تسعى المعارضة الفنزويلية للدعوة إلى استفتاء للإطاحة بمادورو. ويقول مسئولون حكوميون إن ذلك لن يحدث هذا العام فيما تمنع قوات الأمن المسيرات الاحتجاجية المطالبة بالاستفتاء.
وتدعو العديد من الدول إلى حوار لكن هناك خصومة شديدة وارتيابا بين حكومة مادورو وائتلاف الوحدة الديمقراطية المعارض.