
مسقط - خالد عرابي
إننا نُتابع بفخرٍ واعتزاز كيف تتقدّم المرأة الصفوف في مجالس الإدارة والشركات الناشئة والمنصات الرقمية في عُمان لتصنع مستقبل البلاد. وطلبات ليست استثناءً، بل هي جزءٌ أصيلٌ من نسيج الوطن تنبض فيه هذه الروح من خلال نساء فريقها اللاتي يُجسّدن في عملهن معاني التقدّم والإبداع، وتعكس قيادتهن الرؤية والطموح التي تُميّز المرأة العُمانية اليوم.
نحتفي بالمرأة العُمانية في يومها، وبزميلاتنا اللاتي يجسّدن روح طلبات بعزيمتهن وإصرارهن، ويُبرهنّ أن التقدّم الحقيقي يتحقق عندما تتحد الفرص والطموح والغاية معًا في مسار واحد.
ونذكر في هذا السياق أربع نساءٍ ملهِمات تمثل رحلاتهن مسيرة نمو تقوم على الشمولية واحتواء الجميع والقيادة بالقدوة.
نتقدم معًا.. هدى الحسني
منذ انضمامها إلى طلبات عام 2020، خاضت هدى الحسني مسيرة مهنية قوامها التعاون والثقة، فقد بدأت عملها مديرةً للحسابات الإلكترونية تدير 20 حسابًا فقط، لكن بفضل مثابرتها وتميّزها، تولّت قيادة مسار "الصحة والجمال"، حيث أشرفت على شراكات إستراتيجية مع كبرى سلاسل الصيدليات في عُمان.
تشغل هدى اليوم منصب مديرة أولى للحسابات ضمن فريق المتاجر المحلية، وتشرف على أكثر من 200 متجر للسلع غير الغذائية لتوسّع نطاق خدمات طلبات إلى ما هو أبعد من توصيل الطعام، وتيسر للعملاء في مختلف أنحاء عُمان تأمين احتياجاتهم اليومية بثقة واطمئنان. ومن خلال بناء علاقات قوية ودعم نمو المشاريع الصغيرة، تواصل هدى تعزيز مكانة طلبات كمنصة موثوقة تربط التجار بالمجتمع.
وتقول هدى: "لقد صقلت طلبات شخصيتي فأصبحت أكثر قوة وحنكة وقيادية. لقد تعلمت أن التقدّم الحقيقي يأتي من التعاون، فعندما نساعد شركاءنا على النمو، نُسهم في نجاح العملاء والمجتمع معًا."
حين يُصبح الشغف رسالة.. حوراء مبارك
بدأت حوراء مبارك رحلتها مع طلبات كمتدربة في قسم المبيعات عام 2020، وبالعمل الجاد والطموح المتواصل أصبحت مديرة أولى للحسابات تشرف على أهم شراكات المطاعم في عُمان، وتعزز أدائها من خلال التحليل الذكي للبيانات.
وتقول حوراء: "طلبات علمتني أن الطموح لا قيمة له ما لم يتحول إلى فعل. إنني أتعامل يوميًا مع أصحاب مطاعم يضعون شغفهم في كل طبق، وهذا يلهمني للعمل الدؤوب وتحويل الشراكات إلى نمو حقيقي لمنصتنا".
لقد كان لجهود حوراء دور محوري في توسيع شبكة مطاعم طلبات، ومساعدة المشاريع المحلية على تعزيز ظهورها وزيادة مبيعاتها وتحسين تجربة العملاء. واستلهمت حوراء روح الريادة لدى شركائها في العمل، وأطلقت علامتها التجارية الخاصة في مجال تصميم العبايات "سليك استديو"، وهو ما يعكس إبداعها وإيمانها بأن الطموح الحقيقي هو الذي يتحول إلى إنجاز على أرض الواقع.
قيادة قوية متوازنة.. أمينة الموالي
تقول أمينة المعولي "طلبات منحتني المساحة للقيادة والثقة للابتكار، وفيها تعلّمت أن تحمّل المسؤولية هو المفتاح للقيادة الحقيقية، فعندما نهيئ المجال لفرقنا وشركائنا ليقدّموا أفضل ما لديهم، تأتي النتائج كما خططنا لها."
على مدى سبع سنوات من العمل في طلبات، كانت الثقة والالتزام بالتميز عنوانًا لمسيرة أمينة المهنية، حيث بدأت في قسم المبيعات، ثم تدرّجت في عدة مناصب حتى أصبحت مديرة عمليات الشركاء تقود فريقًا من تسعة موظفين يركّزون على تعزيز التعاون مع المتاجر وتحسين كفاءة التوصيل ورفع مستوى رضا العملاء.
من خلال قيادتها لفريقها تضمن أمينة سير عمليات طلبات بسلاسة وكفاءة، حيث تُشرف على آلاف الطلبات يوميًا بدقة واهتمام. ومن خلال سعيها المستمر لتحقيق التميّز التشغيلي وبناء علاقات قائمة على الثقة، تُعزّز أمينة سمعة طلبات كشركة يُعتمد عليها في الجودة والموثوقية.
وقع الاختيار على أمينة للمشاركة في "برنامج القيادات النسائية" تقديرًا لكفاءتها وشخصيتها القيادية وقدرتها على إيجاد التوازن بين حياتها العملية والشخصية، فهي أم لطفلين وتدير في الوقت ذاته مشروعًا نسائيًا في مجال اللياقة يهدف إلى تمكين النساء وإلهامهن لاكتشاف قوتهن من خلال الحركة.
إستراتيجية تصنع الأثر.. سمية الحارثي
تتولى سمية الحارثي منصب اختصاصية أولى في إدارة الحملات في طلبات، وهي تؤدي دورًا محوريًا في طريقة تواصل طلبات مع عملائها في مختلف أنحاء عُمان. وخلال خمس سنوات من العمل، قادت سمية عدة حملات أسهمت في ترسيخ الثقة وتعزيز التواصل وتحقيق نمو ملموس في الأداء في طلبات.
وتقول سمية: "طلبات منحتني منصةً أترجم من خلالها أفكاري إلى تأثير حقيقي، فكل حملة هي فرصة لدمج الإبداع بالإستراتيجية من أجل بناء علاقاتٍ أقوى مع العملاء وتعزيز مكانتنا في السوق."
ومن أبرز إنجازاتها: إطلاق خدمة "طلبات برو" التي تُعد أنجح خدمة اشتراكات في المنطقة، إلى جانب عقد شراكات إستراتيجية مع بنك مسقط وصحار إنترناشيونال والبنك الوطني العُماني وعمانتل. ومن خلال زيادة حضور طلبات خارج مسقط وصلالة، ساهمت سمية في إيصال طلبات إلى أماكن جديدة في عُمان.
نبض التغيير
تعكس هذه النماذج النسائية المشرفة حراكًا أكبر تموج به طلبات وعُمان بأسرها، قوامه الرؤية والشمولية والمعنى، فالتقدّم الحقيقي لا يتحقق بتحقيق إنجازاتٍ منفصلة، بل يقوم على إيمانٍ راسخ بأهمية العمل الدؤوب واستثمار الفرص.
وتلخّص منى البلوشي، مدير أول التواصل والشؤون العامة والاستدامة، هذه الروح بقولها:
"تجسّد هؤلاء النساء ما نؤمن به في طلبات: أن التقدّم يصنعه الإنسان، فعندما تقود النساء بإصرارٍ على تحقيق الأهداف، لا يرفعن مستوى شركتنا فحسب، بل يرتقين بالمجتمعات التي نعمل فيها، وتتلخص رؤيتنا في بناء منظومة تنمو فيها المواهب والابتكار والفرص معًا، دعمًا لمسيرة عُمان نحو مستقبل مستدام وشامل للجميع".