تقرير إخباري: منشق عن "داعش" يروي قصة هروبه من التنظيم: رأيت الرؤوس المقطوعة

الحدث الأحد ٢٢/مايو/٢٠١٦ ٠٣:٢٢ ص
تقرير إخباري:
منشق عن "داعش" يروي قصة هروبه من التنظيم: رأيت الرؤوس المقطوعة

نيويورك – ش
استضافت محطة إن بي سي الأمريكية منشقا أمريكيا عن جماعة "داعش" الارهابية قالت إنه غادر الولايات المتحدة للانضمام للجماعة ثم تمكن من الفرار منهم بعد خمسة أشهر لتستقبله القنصلية الأمريكية بحفاوة.
وأشارت القناة في تقريرها إلى أن المنشق عن "داعش" الذي أطلقت عليه اسم "رجل نيويورك" كشف تفاصيل مثيرة للقلق حول رحلته إلى معقل من معاقل الإرهاب، محذرا الشباب من السير على خطاه والالتحاق بالتنظيمات الإرهابية.
وقالت المحطة إنها ستبث الأحد مقابلة حصرية وغير مسبوقة، سيروي فيها المنشق كيف تقرب من تنظيم "داعش" بخديعة ووعود مثالية، بحسب تعبير المحطة، ليكتشف بعد ذلك أنه لم يجد فيهم سوى الوحشية ونشر الفوضى عندما وصل إلى سوريا.
من شاب جامعي في إحدى أهم الجامعات الأمريكية، إلى عنصر في تنظيم "داعش" في سوريا، تحوّل دراماتيكي دفع "موسى" ثمنه غالياً. الشاب العشريني الذي فرّ من التنظيم في نوفمبر من العام 2014 ويخضع للمحاكمة، ظهر لأوّل مرّة الخميس الفائت في مقابلة مع قناة "CNN" الأمريكية، ليكشف "الفظاعات" التي عاينها بأمّ عينيه.
ففي المقابلة التي رتبتها السلطات الأمريكية بعد علمها أنّ القناة تعد تقريراً بشأن "مو، الذي كان يدرس في جامعة كولومبيا قبل التحاقه بالتنظيم، روى الأخير كم "الجنون" الذي رآه في عيون عناصر "داعش".
ويشرح "مو" عملية عبوره الحدود إلى سوريا، وعمليات التلقين التي تعرض لها في معسكرات تدريب "داعش" حول الشريعة والتكتيكات العسكرية، وكيف كان مبهورا بزملائه المجندين الذين يرتدون الأحزمة الناسفة على مرأى منه. ويتابع "مو" وصف أعمال العنف والإرهاب التي شاهدها، وكيف رأى مدنيا تم اعتقاله في الشارع بسبب التدخين، وأنه أصيب بخيبة أمل بعد أن أصبح قرار الهروب بالنسبة له بالغ الخطورة.
وقال مو خلال المقابلة إنّ "داعش لا يوصل الإسلام للعالم. والناس بحاجة لأن يعرفوا ذلك". وأضاف بعد أن أصيب بخيبة أمل ممّا رآه: "في النهاية ومع ازدياد الأمور خطورة، رأيت رؤوسا مقطوعة توضع على أعمدة مدببة".
وعند سؤاله ماذا فعل عندها أجاب: "تجاهلتها، إذ كان يمكنني أن أرى الجنون في عيونهم"، في إشارة إلى خوفه من جنون عناصر "داعش" وما يمكن أن يحل به في حال تسجيله أي اعتراض.
وتابع: "لم أتصوّر كيف يمكن للبشر أن يكونوا بهذا السوء. لقد خذلت أهلي ووطني والله". وأعرب موسى عن ندمه الشديد لسفره إلى سوريا والإلتحاق بـ"داعش"، قائلاً إنه أسوأ قرار اتخذه في حياته.
يذكر أنّ "مو" واحد ضمن أكثر من 85 شخصاً يواجهون منذ العام 2014 اتهامات بشأن جرائم لها صلة بتنظيم "داعش" الذي يسيطر على أراض في سوريا والعراق وأعلن مسؤوليته عن هجمات في باريس في تشرين الثاني أدت إلى سقوط 130 قتيلاً.
ويخضع مو حالياً للمحاكمة، ويحاول ممثلون للإدعاء الأمريكي كشف النقاب عن تلك القضية الجنائية التي كانت سريّة حتى الآن. وكشف هذه القضية قد يسمح لوزارة العدل الأمريكية بإعلان تفاصيل سبب انقلاب هذا الرجل على "داعش"، في وقت تحاول فيه الحكومة محاربة الدعاية التي يبثها التنظيم على الإنترنت.
وقال ممثلون للإدعاء في رسالة قدمت في المحكمة الإتحادية في بروكلين بنيويورك، إنّ هذا الرجل البالغ من العمر 27 عاماً، كان يتعاون في التحقيقات ويقدم معلومات، ودرس مسألة التحدث علانية ضد داعش لبعض الوقت" قبل الموافقة على مقابلة قناة إن.بي.سي نيوز التي بثت الخميس".
وقالت الرسالة إنّ "الرجل الذي لم يعلن من اسمه سوى مو، أقرّ بأنّه مذنب في تشرين الثاني 2014 بتهم، من بينها تقديمه دعماً مادياً لداعش". وقال الادعاء في يونيو 2014 إنّ مو سافر من بروكلين إلى سوريا حيث تطوع في صفوف "داعش". وقال إنه تلقى هناك تدريبا عسكريا وعمل حارسا في أحد مقار التنظيم وفي مواقع إدارية مختلفة. لكنه هرب في تشرين الثاني 2014 عبر الحدود إلى تركيا، ووصل إلى أحد مواقع وزارة الخارجية الأمريكية.
من جهته، يشير العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي علي صوفان، وهو يدير شركة أمنية، إلى "مو" حين ذهب للالتحاق بتنظيم داعش لم تكن يظهر التنظيم بعد جانبه الأكثر تعطشا لإراقة الدماء.
وقال صوفان إنه في ربيع عام 2014، كان الكثير من الناس لا يزال غير مقتنعا بأن داعش منظمة إرهابية سيئة. وأوضح أن الذين يلتحقون بمثل جماعة "داعش" ليسوا أبرياء مائة في المئة وذلك أن لديهم شيئا في داخلهم يجعلهم ينجذبون لهذا النوع من الناس والجماعات .
وأكد صوفان أن عودة "مو" إلى أمريكا يمكن أن تقدم رسالة مهمة حول حقيقة ما يحدث في أراضي تنظيم داعش، وذلك لمنع الآخرين من الانضمام إلى ما وصفها بـ "عبادة الموت".