تداخل المسارات يعقد الأزمة اليمنية

الحدث الأحد ٢٢/مايو/٢٠١٦ ٠٣:٢١ ص
تداخل المسارات يعقد الأزمة اليمنية

الكويت – لندن – ش – وكالات
تتخذ الحرب في اليمن مسارات متشعبة، ومتداخلة، من شأنها أن تعقد الأزمة، فبينما تخوض الأطراف اليمنية المسلحة الحرب ضد بعضها البعض، فيما يتشاور سياسيوها لإيجاد حل للأزمة السياسية، تشهد الساحة اليمنية حربا متصاعدةً ضد الإرهاب، متمثلا في تنظيمي القاعدة وداعش.
وفي الشق السياسي؛ قال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، ورئيس وفد المشاورات للحكومة اليمنية في الكويت، عبد الملك المخلافي إن وفد الشرعية لن يغادر الكويت قبل أن يبلغ رسميًا بفشل المساعي الدولية في دفع الحوثيين على التوقيع على وثيقة المطالب الـ6، وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي في تشكيل اللجان موضع الخلاف، مؤكدًا أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة تدعم مطالب الحكومة في مشاورات السلام.
يذكر ان المطالب الستة وهي الأُطر المرجعية الثلاثة: قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني وأجندة الحولة الثانية من محادثات السلام في بيل السويسرية والنقاط الخمس التي وضعها المبعوث الدولي ثم جدول الأعمال ومهام اللجان الثلاث العسكرية والسياسية والإنسانية وأخيراً "لا نقاش بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي".
ودعا المخلافي في حوار اجرته معه صحيفة"الشرق الأوسط" ونشر أمس السبت المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الحكومة اليمنية في حال رفض الحوثيين التوقيع، في أي قرار تتخذه، خصوصًا أن الحكومة تقوم بضبط النفس ووافقت على كثير من النقاط بهدف الوصول إلى حل سلمي ينعكس على المجتمع اليمني.
يشار إلى أن المباحثات بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين برعاية الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد انطلقت في العاصمة الكويت في الحادي والعشرين من ابريل الفائت، وقد سبق هذه المحادثات سريان هدنة في العاشر من نفس الشهر . وتهدف هذه المباحثات الى وضع حد للاضطرابات التي يشهدها اليمن بعد استيلاء الحوثيين على مفاصل الدولة مطلع عام 2015.
وكانت الأمم المتحدة قد قامت برعاية مؤتمرين من المفاوضات بين الأطراف اليمنية بسويسرا، خلال الأشهر الفائتة، دون التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب التي تشهدها البلاد منذ نحو عام.
وعلى الجانب الآخر؛ أكد مساعد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن عبد القادر العمودي، استمرار الحرب ضد الإرهاب حتى القضاء عليه، وتحقيق الأمن والاستقرار، وتثبيت سلطات الدولة الشرعية بمقوماتها الرئيسية كافة، وأشاد العمودي بدول التحالف العربي، وفي مقدمتها دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، نظير ما قدمته وتقدمه من دعم سخي ولا محدود في المجالات العسكرية والإنسانية كافة.
وقال: إن الوضع العسكري والأمني في تحسن دائم رغم الصعوبات وشح الإمكانات، وأن قوات الجيش والشرطة والمقاومة بدعم من التحالف العربي تخوض في الوقت ذاته الحرب ضد الإرهاب والإرهابيين.

وتمنى أن تصل مشاورات الكويت بين وفدي الحكومة الشرعية والحوثيين برعاية الأمم المتحدة إلى حل وسلام دائم رغم صعوبة ذلك، نتيجة أن وفد الحوثي وصالح، اعتادوا على المراوغة وعدم الالتزام بالعهود والمواثيق من سابق.
كما أكد أن الحرب على الإرهاب التي تقودها قوات الجيش والشرطة والمقاومة الوطنية الشريفة بدعم من التحالف العربي حققت، مؤخراً، انتصارات كبرى على الإرهاب والإرهابيين بداية من محافظة عدن مروراً بمحافظتي لحج وأبين وصولاً إلى محافظة حضرموت، وأن الحرب ضد الإرهاب ستستمر خلال الفترة المقبلة، نظراً لبقاء بعض الخلايا الإرهابية التي يجب التخلص منها من أجل استئصال الإرهاب من جذوره بشكل كامل.
واعتبر أن الانتصار الكبير الذي حققته القوات المشتركة والتحالف على تنظيم «القاعدة» والمتمثل بتحرير المكلا وساحل حضرموت، يعد بمثابة ضربة قاضية للتنظيم الإرهابي، التي كانت بالنسبة له تمثل المركز الأساسي للتموين والدعم المادي.
وبشأن تحرير محافظة أبين من القاعدة، أفاد مساعد وزير الدفاع العمودي، بأنه تم نشر قوات أمنية كبرى في حواجز التفتيش كافة، وقيام الحكومة بتولي العمل في المباني والمنشآت العامة، وستعقبها إعادة تمركز قوات الجيش في مواقع الألوية العسكرية.
أما في ما يخص الوضع العسكري والأمني، أكد اللواء الركن عبد القادر العمودي، أن الأوضاع العسكرية والأمنية في تحسن دائم وملحوظ، حيث بدأت قوات الجيش والشرطة من ضباط وأفراد بالعودة إلى معسكراتهم ومقراتهم وإعادة تجميع الوحدات العسكرية والأمنية بدعم وجهود دول التحالف، وخصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة التي تواصل جهودها ودعمها في تأهيلها للمؤسستين الأمنية والعسكرية.
ولفت إلى التزام دول التحالف العربي وفي مقدمتها الإمارات بإنشاء ثلاثة ألوية تحمل أسماء الأول حزم والثاني حزم والثالث حزم، وحالياً باتت تلك الألوية الثلاثة شبه مكتملة وستتمركز في باب المندب والعند وأبين، لتقوم إضافة إلى جانب الوحدات الأمنية والعسكرية ومنها في عدن وتحديداً للواء 39 واللواء 31 مدرع وقوات الأمن الخاصة التي يتم إعدادها وتأهيلها في مهام حماية محافظة عدن من الداخل والخارج.