الشبيبة - العمانية
ناقشت فعاليات قمة الصلب العربي 2025 التي تستضيفها سلطنة عُمان في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض مستقبل صناعة الحديد والصلب في المنطقة العربية، وذلك بمشاركة أكثر من 600 من المسؤولين والمستثمرين والخبراء وممثلي الشركات الإقليمية والعالمية في قطاع الحديد والصلب.رعى افتتاح القمة معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار. وشكلت قمة الصلب العربي 18 التي ينظمها الاتحاد العربي للحديد والصلب وشركة فالي، منصة فكرية وصناعية تجمع بين الرؤى الحكومية والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية في حوار شامل حول مستقبل صناعة الحديد والصلب في المنطقة العربية.وأوضح معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن قطاع الحديد والصلب يحتل موقعًا محوريًّا، ليس فقط لدوره في تمكين قطاعات البنية الأساسية والطاقة واللوجستيات، وإنما أيضًا لارتباطه الوثيق بالقضايا العالمية الراهنة، وفي مقدمتها التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.
وقال معاليه في كلمته إن قطاع صناعات الحديد والصلب في سلطنة عُمان يعد من أبرز القطاعات الصناعية الواعدة، إذ يسهم بنحو 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، واستقطب استثمارات تُقدَّر بمليارات الدولارات، ويعمل في هذا القطاع مئات الكوادر الوطنية المؤهلة، فيما تشكل صادرات منتجات الحديد والصلب ما يقارب 40 بالمائة من إجمالي الصادرات الصناعية لسلطنة عُمان.
وأضاف معاليه أن سلطنة عُمان بدأت استعداداتها لهذه التحولات من خلال الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وتشجيع المصانع على تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتطوير منظومة الحوافز لجذب الاستثمارات النوعية، فضلًا عن تعزيز المحتوى المحلي وإطلاق منصات رقمية لتسهيل بيئة الأعمال.
وتناولت جلسات حوارية رئيسة محاور استراتيجية تشمل رؤى قادة الصناعة العربية لمستقبل القطاع، وأمن الإمدادات وسلاسل القيمة، والسياسات الحمائية الجديدة، ودور الابتكار والتقنيات الحديثة في تعزيز التنافسية والاستدامة، إلى جانب جلسات متخصصة حول التحول البيئي والتكنولوجي في قطاع الصلب وبناء اقتصاد دائري يعتمد على إعادة التدوير والخردة الصناعية، بالإضافة إلى تنظيم معرض متخصص سلط الضوء على أحدث التقنيات والمشروعات الصناعية في مجال صناعة الحديد والصلب.
وأفاد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة بأن استضافة سلطنة عُمان لقمة الصلب العربي 2025 تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات عميقة في سلاسل الإمداد والطاقة والتكنولوجيا، ما يفرض على الدول العربية تعزيز التكامل الصناعي وتبني استراتيجيات جديدة لمواكبة المتغيرات العالمية.
وأكد سعادته أن صناعة الحديد والصلب تمثل ركيزة أساسية في التنمية الصناعية، ودعامة رئيسة لمشروعات البنية الأساسية والطاقة والإنشاءات، مشيرًا إلى أن القمة تمثل فرصة مهمة لالتقاء المستثمرين في هذا القطاع، ومنصة للتعريف بالمزايا التنافسية للقطاع الصناعي في سلطنة عُمان، بما يسهم في جذب استثمارات نوعية تعزز من تنافسيته الإقليمية والدولية. واستضافة سلطنة عُمان لهذا الحدث تؤكد المكانة التي وصلت إليها كمركز إقليمي للصناعات المعدنية، وبوابة لتجارة المواد الخام في المنطقة.
وأضاف سعادته أن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار تحرص من خلال هذه القمة على فتح آفاق جديدة للتعاون العربي – العربي، وتكامل الجهود نحو صناعة صلب عربية أكثر كفاءة واستدامة، مستندة إلى الابتكار والتكنولوجيا الحديثة بما ينسجم مع توجهات سلطنه عُمان نحو الاقتصاد الأخضر والحياد الكربوني.كما أوضح أحمد عز، رئيس شركة حديد عز ورئيس الاتحاد العربي للحديد والصلب أن انعقاد القمة في سلطنة عُمان يأتي ترجمة للتعاون الوثيق بين الاتحاد والدول الأعضاء لتعزيز مكانة الصناعة العربية في الاقتصاد العالمي، مشيدًا بالمستوى التنظيمي المتميز وبحضور أبرز المؤسسات والشركات العاملة في القطاع.
وقال إنه من المتوقع أن تسهم مخرجات القمة في صياغة رؤية عربية مشتركة لتطوير صناعة الحديد والصلب، وتحديد أولويات العمل الصناعي العربي خلال المرحلة القادمة، بما يدعم أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة ويعزز موقع سلطنة عُمان كمركز إقليمي للصناعات المتقدمة ومحرّك رئيس للنمو الصناعي في المنطقة.
من جانبه، أوضح المهندس خالد بن سليم القصابي مدير عام الصناعة في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن القمة تمثل فرصة فريدة لتبادل الخبرات ومناقشة أبرز التحديات التي تواجه المنتجين العرب في ظل تقلبات الأسواق العالمية واشتداد المنافسة التجارية. مشيرًا إلى أن جلسات القمة ناقشت قضايا جوهرية مثل فائض الإنتاج العالمي والسياسات الحمائية الجديدة، وأمن إمدادات المواد الخام، ومستقبل تكنولوجيا الاختزال المباشر في ظل تغيرات أسعار الطاقة، كما تم تسلط الضوء على الدور المتنامي للبحث العلمي في تطوير حلول إنتاجية أكثر استدامة وكفاءة.
وأكد أن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار تولي اهتمامًا خاصًّا بالصناعات المعدنية، وتسعى إلى تمكينها عبر تعزيز القيمة المضافة محليًّا، ودعم الشراكات الإقليمية، وتوفير بيئة استثمارية محفزة تجذب رؤوس الأموال والتقنيات الحديثة، بما يحقق مستهدفات الاستراتيجية الصناعية 2040، وتأتي هذه القمة لتؤكد المكانة التي باتت تحتلها سلطنة عُمان كوجهة محورية للصناعات الثقيلة، ومركز إقليمي للحوار والتعاون الصناعي العربي، ما يعزز من حضورها في المشهد الصناعي العالمي.
وتطرقت الجلسة الافتتاحية التي جاءت بعنوان "رؤى قادة الصناعة لمستقبل الصلب العربي"، لأبرز التحديات التي تواجه القطاع في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية، ومتطلبات التحول نحو إنتاج منخفض الانبعاثات، وأهمية الاستثمار في التقنيات الحديثة لرفع كفاءة الإنتاج وتحسين القدرة التنافسية.
وأكد المتحدثون على ضرورة تنسيق الجهود العربية لضمان تكامل سلاسل الإمداد وتعزيز استقرار الأسواق، إلى جانب الدور المحوري للحكومات في صياغة سياسات صناعية وتشريعية تشجع الابتكار والاستثمار طويل الأمد. كما تطرّق النقاش إلى أهمية تطوير الكفاءات الوطنية واستقطاب المواهب الشابة بما يضمن استدامة نمو الصناعة وتطورها في المرحلة المقبلة.وناقشت جلسات العمل عدة محاور، من بينها مستقبل تقنيات الاختزال المباشر والهيدروجين الأخضر، وتأمين المواد الخام وسلاسل الإمداد في ظل التحديات الجيوسياسية، والسياسات الحمائية في الأسواق العالمية، إضافة إلى تطوير الاقتصاد الدائري وتعزيز الابتكار في صناعة الصلب. كما تُعرض خلال القمة أوراق عمل من وزارة الطاقة والمعادن وعددٍ من المؤسسات البحثية حول مستقبل الطاقة والصناعات المعدنية في سلطنة عُمان والمنطقة.
وشهدت الفعالية كذلك افتتاح المعرض الدولي المصاحب للقمة، الذي يُعد منصة مهنية متخصصة لعرض أحدث التقنيات والحلول الصناعية في مجال الحديد والصلب، بمشاركة شركات ومؤسسات من داخل سلطنة عُمان وخارجها. ويهدف المعرض إلى تعزيز التواصل بين المستثمرين والموردين والمصنعين، وتسهيل عقد الشراكات الصناعية، وإبراز التطورات التقنية التي تسهم في رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق التحول نحو الصناعة منخفضة الانبعاثات.
وقال صالح المصلحي، الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمشروعات الحديد الأخضر بشركة فالي، إن استضافة القمة والمعرض تمثل امتدادًا للدور الذي تضطلع به فالي في دعم التحول الصناعي في المنطقة، من خلال بناء منظومة متكاملة لإنتاج الحديد منخفض الانبعاثات وتسهم في تمكين صناعة الحديد الأخضر.
وأوضح أن اختيار سلطنة عُمان لاستضافة هذا الحدث يعكس الثقة الدولية في موقعها الاستراتيجي وقدرتها على احتضان الشراكات الصناعية الكبرى، مؤكدًا أن التعاون القائم بين فالي والجهات الحكومية في سلطنة عُمان يُجسّد نموذجًا عمليًّا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويُمهّد لبناء قاعدة إنتاج إقليمية تدعم أهداف الاستدامة والنمو الاقتصادي في العالم العربي.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها سلطنة عُمان هذا الحدث الصناعي الأبرز في المنطقة، بما يعكس الثقة الدولية المتنامية في بيئة سلطنة عُمان الاستثمارية وتطور بنيتها الأساسية الصناعية، ودورها المتنامي كمركز إقليمي للصناعات التحويلية والثقيلة. وتأتي هذه الاستضافة في مرحلة تشهد فيها صناعة الحديد والصلب العالمية تحولات هيكلية متسارعة، مدفوعة بالتحول نحو الإنتاج منخفض الانبعاثات وتزايد الطلب على المواد الأولية المستدامة، إلى جانب التحديات المرتبطة بالأسواق والرسوم الجمركية والتغيرات الجيوسياسية.