بطاقة بيضاء أين المنتخب؟

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٢/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٥٤ ص

عانت الكرة العمانية المرارة والألم خلال السنوات السبع الماضية وتحديداً بعد الفوز بخليجي١٩ في مسقط حيث تراجعت النتائج شيئاً فشيئاً واصبحنا نعيش على ذكريات الامس الجميلة الني لم نستمتع بها كثيرا فقد كان التراجع قاصماً لأي فرحة وسريعاً لدرجة اننا لم نعرف طريقاً واضحاً نمشي فيه..
بعد عمل كبير ومنظم وجهد مشترك بين جهات عدة اخرجت الكرة العمانية جيلاً جميلاً صنع الافراح في معظم المناسبات ..ذلك الجيل الذي بدأت نواته في خليجي ١٥ بقيادة رشيد جابر قبل ان تكون البداية الحقيقية في خليجي١٦ بالكويت بقيادة التشيكي ميلان ماتشالا عندما حل رابعاً قبل ان ينمو سريعاً ويحقق وصافة بطولتي الخليج في الدوحة وابوظبي في انجازين كبيرين عاشت معهما الجماهير في كل ربوع الوطن الافراح والليالي الملاح وبدأت تتضح معالم الحب لهذا الفريق الذي ازاح ظلمات السنوات السابقة وبات المنتخب العماني حديث الجميع داخليا وخارجياً وقدم مستويات كبيرة وفنوناً جميلة جعلتهم يطلقون عليه ( سامبا الخليج) وتأهل هذا الفريق الى بطولة الامم الاسيوية عامي٢٠٠٤ و٢٠٠٧ وقدم نفسه بشكل مميز وكان ضيفاً ثقيلاً رغم حداثته ..وعندما اكتمل النضج وعندما اصبحت هذه الاسماء حالة اجتماعية خاصة يتابعها الصغير والكبير وارتبطت به المستويات والنتائج كان الحصاد بتحقيق كاس الخليج ١٩ عندما عاشت البلد وضعا استثنائياً جداً اكتملت فصوله برفع اللقب الخليجي الاول الذي طال انتظاره وكان هذا الفريق يتقدم كثيرا في التصنيف الدولي ووصل الى مراكز غير متقدمة وغير مسبوقة ..ولا يجب ان يتفلسف البعض بأن ذلك الجيل كان طفرة لا اكثر وانتهت بسرعة ونحتاج الى سنوات اخرى قادمة لتظهر لنا اسماء اخرى ..كلام يقولونه بعد ان غابت الفرحة في غمضة عين بسبب فلسفاتهم العقيمة في موضوع عملية "الاحلال" التي قام بها المدربان الفرنسيان ( لوروا ولوجوين) وعلى التوالي باستبعاد او الاستغناء غير المنظم لتلك العناصر الجميلة وسط منظومة عمل تصفق لما يحدث من باب التطوير والبناء المزعوم والذي كان في الحقيقة من باب الهدم والتدمير الذي لامسناه بكل حرقة..اسماء ذهبت ببريقها وفنها وادائها للبعيد فكانوا محترفين في الدوريات الخليجية والأوربية يتقدمهم الامين علي الحبسي المحترف في الدوري الانجليزي..منذ عام ٢٠٠٩ وحتى الان ماذا قدم منتخبنا الاول وأين وصلت أموره وكيف هي احواله ؟! سؤال تطرحه الجماهير عندما تحن الى تلك الايام الخوالي ..ثم تأتي الاجابات متتالية أولا المنتخب واصل تراجعه في التصنيف الدولي من شهر لآخر وتجاوز الرقم ١٠٠ ولم يتأهل لكأس اسيا ٢٠١١ في قطر وخرج من الدور الاول في خليجي٢١ و٢٢ وباداء ضعيف جداً وبات الفريق مشتتاً مع لوجوين الذي صال وجال بكل اريحية دون أن يشعر بأي ذنب..خسرنا ودياً وتاريخياً من كوسوفو المنضم قبل ايام لعائلة الاتحاد الدولي وخسرنا من نيوزلندا وتركمانستان وتعادلنا مع جوام واحداث اخرى لا تسعفنا الذاكرة ولا حتى هذه المساحة لذكرها..ثم ان محترفي المنتخب خارجياً اصبحوا اقل من عدد اصابع اليد الواحدة ..وكل اربع سنوات يعدونا بالتاهل لكاس العالم ومنذ جنوب افريقيا٢٠١٠ ونحن نواصل الحلم حتى هذه اللحظة ..لا ننسى تأهلنا للمرحلة الاخيرة من تصفيات المونديال السابق وتأهلنا لكاس اسيا ٢٠١٥ لكنهما تأهلان مكرران ولا يعتبران إنجازاً..ومع بداية هذا العام واستمرارا للعمل غير الممنهج تعاقد الاتحاد مع المدرب لوبيز كارو الذي خاض مباراتين رسميتين امام جوام وايران في مارس ومنذ ذلك التاريخ وحتى نهاية عقده سيكون ( ضيفاً على البلد) بلا اي استحقاق رسمي!! الذي يسأل اليوم عن أحوال منتخبنا الوطني الاول يصاب بحسرة كبيرة ..الجماهير باتت ساخطة كثيراً على نتائج الفريق ومستواه العادي جداً وساخطة اكثر على من يدير هذا الفريق داخل الملعب وخارجه ..هناك من يتحمل اسباب هذا التراجع المستمر للمنتخب والاصابع تشير بطبيعة الحال تجاه اتحاد الكرة لانه المسؤول الاول عن الفريق من كل الجوانب..لم يحظى اي منتخب وطني بدعم مالي كبير مثلما حظي به المنتخب الاول في السنوات الاخيرة ويكاد يكون ما تم صرفه يوازي كل الصرف منذ ان تكوّن أول منتخب رسمي شارك في كأس الخليج الثالثة بالكويت عام ١٩٧٤ ورغم ذلك اصبحنا في الصفوف الخلفية نعيش على لقب خليجي واحد وعلى آلاف الاعذار والمبررات..وبعد كل ذلك ستسمع احدهم يقول دورينا لا يصنع لاعبين!!

خميس البلوشي