خصب - العُمانية
نجحت هيئة البيئة بمحافظة مسندم في إعادة تأهيل وإطلاق صغير "الوشق العربي" (المعروف محليًّا باسم الحمراء) إلى موطنه الجبلي الطبيعي، في إنجاز جديد بمجال حماية الحياة الفطرية.
وكان فريق المختصين بالهيئة قد رصد الحيوان خلال جولات المتابعة الدورية داخل محمية المنتزه الوطني الطبيعي، وظهر عليه الإرهاق بسبب الجوع والعطش، وباشر الفريق على الفور بتنفيذ إجراءات إنقاذ الأحياء الفطرية، حيث خضع الحيوان لرعاية بيطرية مكثفة وبرنامج تأهيلي أعدته الهيئة بمحافظة مسندم لضمان قدرته على الاندماج مرة أخرى في الحياة البرية.
وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة لرصد الحياة الفطرية في المحمية، والتي يعتمد فيها المختصون على عمليات المسح الدوري باستخدام "الكاميرات الفخية" المنتشرة في مواقع مختلفة من المناطق الجبلية.
وتسهم هذه التقنية في توثيق الأنواع النادرة، مثل الوشق العربي ومراقبة سلوكها في بيئتها الطبيعية، علمًا بأن هذه الحيوانات انفرادية بطبعها وتنشط غالبًا فجرًا وغسقًا.
وتشير البيانات إلى تراجع أعداد الوشق العربي في بعض المناطق بسبب الجفاف وشح الأمطار الموسمي، مما أدى إلى تدهور الموائل الطبيعية، ما يستدعي الحاجة إلى تكثيف الجهود للحفاظ على كافة الأحياء الفطرية وإعادة تأهيلها داخل المحمية.
ويُعد الوشق العربي أحد المفترسات الأساسية في النظم البيئية البرية، حيث يقوم بدور محوري في تنظيم أعداد الفرائس كالقوارض والطيور، مما يحافظ على التوازن البيئي.
ويتميز هذا الحيوان برشاقته، ويتراوح وزنه بين 10 و20 كيلوجرامًا، ويصل طوله إلى 60-90 سنتيمترًا، ويساعده فراؤه المتدرج بين البني المصفر والأحمر الصدئ، بالإضافة إلى أذنيه الطويلتين المزينتين بخصلات سوداء، على التموّه بفعالية في بيئته الجبلية.
كما يبرز في هذا الصدد الدور الحيوي للمجتمع المحلي في محافظة مسندم، حيث يسهم وعيه البيئي المتزايد في حماية التنوع الأحيائي، من خلال الإبلاغ عن الحالات الطارئة للحيوانات البرية أو رصد الأنواع النادرة، مما يشكل شراكة فاعلة مع هيئة البيئة.
وتؤكد هذه الجهود الجماعية التزام سلطنة عُمان بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على إرثها الطبيعي، عبر مبادرات تعزز التعاون بين المؤسسات المختصة والمجتمع لضمان استدامة هذه الثروات الفطرية للأجيال القادمة.