جبجات.. وجهة سياحية تتألّق في موسم الربيع "الصرب" بولاية طاقة

سياحة و سفر الأحد ٢٨/سبتمبر/٢٠٢٥ ١٧:١٩ م
جبجات.. وجهة سياحية تتألّق في موسم الربيع "الصرب" بولاية طاقة

طاقة - العُمانية

بدأت منطقة جبجات بولاية طاقة بمحافظة ظفار استقبال زوّار موسم الربيع "الصرب"، الذي يبعث الدفء ويجدد الحياة في الأودية والمراعي بعد أن ارتوت الأرض بأمطار موسم الخريف.

وتُعدّ جبجات إحدى أبرز الوجهات السياحية خلال هذا الموسم، بما تتميز به من طبيعة خضراء ممتدة وأجواء هادئة ملائمة للنزهات العائلية والتخييم، الأمر الذي جعلها مقصدًا للزوّار من مختلف ولايات سلطنة عُمان وخارجها.

وأكد سعادة الشيخ طارق بن خالد الهنائي والي طاقة أن الإقبال المتزايد على المنطقة استدعى اعتماد تنظيمات جديدة للتخييم، من بينها التصاريح المسبقة، بهدف حماية البيئة والحد من التخييم العشوائي.

وأوضح سعادته أن هذه الإجراءات تأتي في إطار تمكين الأسر المنتجة والباحثين عن عمل للاستفادة من الموسم سياحيًا واقتصاديًا، وبما يسهم في استدامة الموقع الطبيعي والحفاظ على مقوماته البيئية.

وأشار سعادته إلى أن الجهات المختصة قامت بتحسين البنية الأساسية في المنطقة وتوفير عدد من الخدمات والمرافق لتعزيز تجربة الزوّار، مؤكدًا أن موسم "الصرب" يشهد حراكًا اقتصاديًا متناميًا مع دخول عدد من رواد الأعمال في استثمارات صغيرة تشمل المقاهي المتنقلة والمطاعم وخدمات الترفيه.

من جانبه، أوضح أحمد بن غانم العامري مدير بلدية طاقة أن البلدية نفذت استعدادات شملت تكثيف أعمال النظافة وصيانة الطرق الداخلية وتجهيز مواقع التخييم، إلى جانب توفير خدمات النظافة والمرافق العامة وأعمال الإنارة.

وأضاف أن البلدية أنشأت (15) كشكًا مخصصًا للأسر المنتجة مزوّدة بالخدمات اللازمة، وخصّصت مواقع للأكشاك التجارية لدعم الباحثين عن عمل، مع توفير مولدات كهربائية لتشغيل تلك المرافق وتنفيذ إضاءة تجميلية تبرز جمالية الموقع.

وفي الجانب البيئي، أشار ناجي بن محمد المشيخي إلى أن المديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار أطلقت للعام الرابع على التوالي مشروع "حماية البيئة" في جبجات، والذي بدأ في 17 سبتمبر الجاري ويستمر حتى نهاية الموسم السياحي.

وأضاف أن المشروع يهدف إلى المحافظة على الحياة الفطرية وتعزيز التوعية البيئية والسياحية عبر تكثيف الرقابة البيئية ورصد المخالفات والممارسات غير المسؤولة، داعيًا الزوّار إلى التعاون مع الفريق البيئي والالتزام بالإرشادات لضمان استدامة الموسم.

وأبدى عدد من الزوّار ارتياحهم للتنظيم والخدمات المتوافرة هذا العام، حيث أشار حسن بن بخيت كشوب إلى أن "ليالي جبجات القمرية من أجمل الأوقات التي نقضيها كعائلة"، مؤكدًا حرصه على زيارة الموقع سنويًا لما يتميز به من جمال طبيعي وهدوء.

من جانبه أوضح عامر بن سامي الشحري أن تخصيص مواقع للتخييم ودعم المشروعات الصغيرة أسهما في جذب المزيد من الزوّار والعائلات، مؤكدًا أن الموسم الحالي يُعد الأنجح تنظيمًا مقارنة بالسنوات الماضية.

وتبرز جبجات بوصفها نموذجًا للمواقع السياحية المستدامة التي تجمع بين الطبيعة والخدمات المتكاملة، وتسهم في إثراء الموسم السياحي بمحافظة ظفار وتعزيز الحراك الاقتصادي والاجتماعي في ولاية طاقة.

الجدير بالذكر أن موسم الربيع المعروف محليًّا بـ"الصَّرْب"، يبدأ فلكيًّا من 21 سبتمبر حتى 21 ديسمبر، متأثرًا بالمناخ الموسمي للمنطقة من ولاية ضلكوت غربًا حتى ولاية مرباط شرقًا، ليحوّل الأجواء من رطبة إلى أكثر اعتدالًا مع سطوع الشمس، وانخفاض الرطوبة، وهدوء البحر، مما يضفي على الطبيعة خضرةً ورونقًا خاصًّا.

ويُمثّل "الصرب" موسمًا اقتصاديًّا مهمًّا، إذ يشهد المزارعون والصيادون ومربّو الماشية انتعاشًا ملحوظًا بفضل الحصاد الزراعي وإنتاج العسل وتوفّر الأسماك ذات القيمة الغذائية العالية مثل الكنعد والسردين والشارخة، فيما يجذب الموسم أعدادًا متزايدة من الزوّار والسيّاح للاستمتاع بجمال الجبال والوديان والسهول وما يصاحبه من فعاليات وأنشطة متنوعة.

ويُعرف الموسم أيضًا بعادة الرعي الربيعي (خَطِيل الإبل)، حيث ينقل ملاك الإبل إبلهم نحو المراعي الخضراء مردّدين الفنون التقليدية والأهازيج الشعبية. كما تزدهر خلاله منتجات الألبان ومشتقاتها كالزبدة "القَطْمِيم" والسمن المحلي "المِشْح"، فيما تصبح المناطق الجبلية وجهة رئيسة للزوار للاستظلال تحت الأشجار وقضاء أوقات بين المناظر الطبيعية الخلابة.