الفنان أحمد غدير: -الاغنية العمانية في حالة ركود

بلادنا الأحد ٢٢/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٢٧ ص
الفنان أحمد غدير: 
-الاغنية العمانية في حالة ركود

حاوره : سعيد الهنداسي
احمد مبارك غدير فنان عشقنا صوته الجميل وهو يغرد بأجمل الكلمات وأرق الألحان ليتوجها بصوته العذب فيمتع كل من استمع اليه، ولا زال هذا الصوت الجميل يواصل عشقه للغناء والالحان، بدأ غدير الغناء في سن 7 سنوات وقدم مجموعة من الاغاني الوطنية كاغنية ( يا زعيم المكارم) ، (يا خليج المجد) والعاطفية مثل (حلو التلاقي) ، (ساري بالله يا ساري) والاغاني الاجتماعية كأغنية (زواج الثنتين) و(ارض اللبان ).
احمد غدير فتح قلبه للشبيبة ليعود بنا بالذاكرة الى الزمن الجميل عندما كانت للكلمة معنى وللحن روح وللصوت عذوبة وذكرياته الجميلة في رحلة الفن، ولم يغب عن هذا اللقاء الحديث عن واقع الأغنية العمانية والأمنيات الكبيرة ان تحظى بالاهتمام الأكبر وان يكون للفنان العماني حضوره في مهرجانات بلده على اقل تقدير، فكانت كلمات هذا اللقاء شاهدة على حضور قامة عمانية عريقة في الفن والطرب.

-دائما ما تكون البداية لها تأثيرها الخاص في نفوس أصحابها حدثنا عن بداياتك مع الفن والغناء؟
بلا شك الحديث عن الفن وبداياته له شجون ورونق خاص لما تحمله تلك الأيام من أحداث مرت في مرحلة معينة، فانا قد أكون بالغت إذا قلت لك إني اهوي الغناء وأنا عمري لا يتجاوز 7 سنوات ومن البيت والمدرسة كانت الهواية تنطلق، وصقلتها بعد سفري الى اليمن في بداية السبعينات، وتعلم ان اليمن ارض الفن والحضارات، وبدأت اتعلم العزف على العود في 1973 في المعهد العالي للموسيقى بعدن ولكن لظروف الدراسة لم اتمكن من مواصلة التعليم الموسيقي وساعدني الملحن ناصر الحبشي -رحمه الله- على عزف العود حتى اتقنت وتمكنت من عزف بعض الاغاني اليمنية.

-أنت من فناني الرعيل الأول حدثنا عن الصعوبات التي واجهتكم وتضحياتكم من أجل الفن
افتخر باني من (الرعيل الاول) والذين ساهموا في المسيرة الفنية في السلطنة، ومما لاشك فيه هناك الكثير من التحديات الصعبة التي مرت علينا وأولها عدم وجود حاضنه تضم أطياف الفنانين كجمعيه مثلا، ثم مارسنا الفن من باب الهواية ولم تكن لدينا الوسائل التي هي متاحة الآن وإنما الإصرار والرغبة في تكوين الاغنية وإظهارها هي العامل الذي نحمله ولازلنا نحمله إلى يومنا هذا، بالاضافة الى غياب شركات انتاح واستوديوهات مؤهله وغياب الاهتمام من قبل بعض الجهات المعنية بالفنان، وكنا نغني مع الكثير من الفنانين من خارج السلطنة ونشعر بأنه لم يكن هناك من يحرص علينا كفنانين وإنما كنا نشعر بأننا نغطي فراغ القادمين وللأسف هذا الواقع، وفوق هذا وذاك كانت العزيمة والإصرار لإنجاح الاغنية العمانية هو الهدف الاسمى ولم نكن نعير اهتمام لما يحصل رغم ما نشعربه من الم.

- هناك محطات في مسيرتك الفنية وذكريات لا تنسى، حدثنا عنها.
بالتأكيد هناك محطات مهمة مرت علينا وهي كيف تستطيع ان تخط لنفسك مدرسة خاصة يتعرف من خلالها جمهورك عليك والحمدالله استطعت ان أتجاوز هذه المرحلة، فكنت حائرا بين المدارس اليمنية الحضرمية والمدارس العمانية لكبار الفنانين في عمان، فكان لابد الأخذ بين هذا وذاك والاستفادة من المدارس الفنية اليمنية وان تحاول التمسك بأصالة الفن العماني وتراثه العريق، هذه مرحله من أصعب المراحل التي واجهتها في مشواري الفني.

- التراث العماني عريق بالحانه الضاربة في الجذور، كيف يمكن توظيفها؟
مما لاشك فيه ان عمان تملك مخزونا وكنزا ثمينا من التراث الغناني والفني الذي قل وجوده في كثير من البلدان، وكوني انتمي إلى محافظة فيها من الفنون والإيقاعات العمانية الكثير لابد من الاستفادة منها وإدخالها في قالب غنائي يتماشى مع المرحلة مع الحفاظ على الأصل، فعملت الكثير من الأغاني التراثية وبقالب مطور موسيقى، ومقومات نجاح الفنان هي الأدوات التي تسخر له من إعلام وصحافة واهتمام، ولذلك لابد ان نتمسك بتراثنا مع الأخذ بالتطوير.

-هناك من يتحدث عن أهمية تطوير الأغنية بلمسات عصرية، وآخر يرى أن تبقى على تراثها دون تغيير ما رأيك؟
التمسك بالتراث لا يلغي التطوير، ولا التطوير يجب ان يتناسى التراث، يمكن تطويع التراث ليواكب المرحلة وخلق اغنية تحمل سيمفونية عبق التراث وحداثة التطوير.

- كيف ترى مستقبل الأغنية العمانية حاليا وكيف يمكن الوصول بها إلى أبعد مدى؟
الاغنية العمانية في حالة ركود، مثلها مثل بقية الأغاني العربية بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، والاغنية العمانية ان توفرت لها أدوات النشر والتطوير والاهتمام ستجدها في مصاف الأغاني العربية، فهي تملك كل مقومات النجاح الكلمة الممتازة واللحن المميز والصوت المغرد والذي يستطيع ان ينافس باغننيته في كل مكان.

- الفنانين أصحاب الخبرات والأوائل أمثالكم لماذا لا نرى لهم حضورا في المهرجانات الخاصة بالأغنية؟
اسألوا القائمين على المهرجانات فنحن لم نجد الاجابة ولازلنا في البحث عنها لماذا لا يتم دعوة الفنان العماني لهذه المهرجانات التي تقام في بلده.

-هذا يقودني لسؤال آخر هل ترى أن الفنان صاحب الخبرة أصبح مهمشا في بلده ويجب على المعنيين إعادة النظر في مثل هؤلاء الفنانين الكبار؟
لا نقول مهمشا وإنما نقول تناسوه بقصد او بدون قصد، والبركة في القادم، هذا إذا كان القادم وجد من يهتم فيه.

- هل على الفنان أن ينحت في الصخر طالما يعشق فنه ويسعى لتطوره؟
معظم الفنانين في وظائف حكومية او أهلية وهي المصدر الاول لعيشهم باستثناء بعض الفنانين الذين تم توظيفهم في بعض المجالات الفنية.

- لكم حضوركم المميز وتفاعلكم نحو إثراء الساحة بأصوات شابه ماذا تقول لشباب اليوم المستعجل على الشهرة والظهور؟
الصبر والأخلاق والثقافة والتخصص هي وسائل النجاح والتمسك بالقيم الحميدة لمجتمعنا وبتراث أجدادنا وتطويره بما يتواكب مع المرحلة الحالية، فالتقليد الغير مبني على أسس القصد منها الاستفادة فلا يمكن ان تنجح، ولذلك أقول الطريق طويل ومتعب لكنه شيق لأنه فن يغذي الروح ولسان حال المجتمع إذا ما تم استغلاله الاستغلال الأمثل.

-أكثر الفنانين القدامى والجدد يمنون النفس في ظهور جمعية تضمهم، أين وصل موضوع الجمعية وما هي رسالتكم فيها؟
الحمد لله نستطيع القول ان 80% من فناني السلطنة والشعراء الداعمين لهم مشكورين قد وقعوا على طلب الحصول على جمعيه وهذا الحدث للعلم لاول مره يحصل في عمان ويرجع الفضل في ذلك الى نخبة من الفنانين شكلوا موقعا للتواصل تحت مسمى (ملتقى عمان للاغنية) ضم اغلب فناني السلطنة وفي مقدمتهم الفنان والأخ العزيز بخيت محاش الشحري وكنا ومجموعة من الفنانين والشعراء داعمين له.

- في مهرجان صلاله ومسقط هناك عتب من بعض الفنانين حول غياب الفنان عنها وإذا وجد فيكون على خجل ما رسالتك التي تود توجيهها للمسؤولين عن هذين المهرجانين؟
كم نعتب أخي العزيز، نحن كنا ننظر الى مهرجاناتنا انها المتنفس الوحيد والابداعي للفنان العماني، فمهرحان مسقط لم اشارك به واغلب الفنانين بالمثل وبصراحة اجهل السبب، وأما مهرجان صلاله فهو الوحيد الذي يستضيف الفنان العماني وفتح نافذة له من خلال بعض السهرات والأمسيات ولكننا نلتمس النظر إلى الفنان العماني بأنه هو الأساس وان السائحين بحاجة الى ان يتعرفوا على تراث وفن عمان من خلال المهرجان وان يعامل الفنان العماني كما يعامل غيره من الفنانين الخليجيين في كل شي ولعلها الأعوام المقبلة تكون أفضل وأجمل للفنان العماني في كل شيء.