سالم الحبسي يكتب: ظفار يسقط في الفخ.. جنت على نفسها براقش!

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٦/أغسطس/٢٠٢٥ ١٩:٤٠ م
سالم الحبسي يكتب: ظفار يسقط في الفخ.. جنت على نفسها براقش!

أخر الأسبوع..

في سابقة لم يشهدها تاريخ “الزعيم”.. نادي ظفار، صاحب الـ21 لقبًا، يهبط من عليائه، لا بسبب عثرة في الملعب، ولا تراجع فني مؤقت، بل بسبب قرارات إدارية كارثية وتسويف قاتل.

لأكثر من ثلاث سنوات، ظلت إدارة نادي ظفار السابقة تسير في طريق الإنكار، متجاهلة التحذيرات، متناسية حجم الكيان، ومتعامية عن أسس الإدارة الحديثة التي تربط الاستحقاق الرياضي بالنزاهة المالية والإدارية.

من البداية..

الحكاية واضحة

الاتحاد العماني لكرة القدم لم يخذل النادي، بل كان واضحًا في مخاطباته، صريحًا في تحذيراته. سنتان وأكثر من التذكير بمستحقات اللاعبين المحليين والأجانب، وملاحظات متكررة من الفيفا عن مخالفات تؤثر على الرخصة الآسيوية.

لكن الرد؟ تجاهل تام، بل وتعامل بكبرياء غير مبرر من إدارة لم تلتقط إشارات الخطر.

الاتحاد يتحرك..

والنادي يهاجم

حين فرض الاتحاد عقوبة الهبوط بسبب التجاوزات الإدارية والمالية، لم تسع إدارة ظفار إلى الحل، بل لجأت إلى خطاب المظلومية، وبدأت حملة إعلامية تتهم الاتحاد باستهداف النادي، بدلًا من الاعتراف بالأخطاء.

رفعت الإدارة القضية إلى المحكمة الرياضية المحلية، التي أيدت قرار الاتحاد. ومع ذلك، استمرت في التمادي، وذهبت إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (CAS) في خطوة لم يكن هدفها الفوز القانوني بقدر ما كان محاولة لكسب تعاطف الرأي العام وتأجيل العقوبة.

لكن الحقيقة لا تغيب، ومهما طال أمد الجدل، فإن محكمة كاس قالت كلمتها بعد موسمين شاقين من المرافعات:

القرار سليم.. والاتحاد العماني كان على حق.

الضحية..

كيان اسمه ظفار

ما حدث ليس انتصارًا قانونيًا للاتحاد بقدر ما هو صفعة إدارية لنادٍ كان يجب أن يكون قدوة. نادي ظفار، الزعيم التاريخي، دخل في دوامة كان يمكن تفاديها لو تم الاعتراف بالخطأ منذ البداية. لكن كما تقول الحكمة العربية: “جنت على نفسها براقش”.

من استفاد من هذه الفوضى؟ لا أحد.

خسر النادي سمعته، وتراجعت مكانته، وتأثر تاريخه، بينما ضاع جهد لاعبين وجمهور لا ذنب لهم سوى ولائهم للكيان.

رسالة الختام

نادي ظفار أكبر من الأسماء، ومن الإدارات العابرة. تاريخه لا يُمس، ولكن الواقع يقول إن إدارة سابقة قادته إلى منحدر قانوني وإداري غير مسبوق.

الدرس الأهم الآن: على كل نادٍ، كبيرًا كان أم صغيرًا، أن يعرف أن الإدارة مسؤولية، لا منبرًا للعناد.

ظفار سيعود، بلا شك، لكن لا يجب أن يُنسى هذا الفصل من تاريخه، كي لا يتكرر.