سالم العبدلي يكتب: الباحثين والمسرحين والأمان الوظيفي ملفات لازالت تبحث عن حلول

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٨/أغسطس/٢٠٢٥ ١١:٤٤ ص
سالم العبدلي يكتب: الباحثين والمسرحين والأمان الوظيفي  ملفات لازالت تبحث عن حلول

 

الباحثين والمسرحين والأمان الوظيفي

ملفات لازالت تبحث عن حلول...

من اكثر المواضيع التي اشبعت نقاشا وتحليلا وطرحا للافكار والمقترحات هو موضوع التشغيل وتبعاته كيف لا وهذا الملف الساخن يمس شريحة كبيرة من أفراد المجتمع ويرتبط بلقمة عيش المواطن الذي يطمح ان يساهم في بناء وطنه وتكوين مستقبله والعيش بكرامة ، بعد أن أفنى جزء من عمره في التسلح بالعلم والمعرفة والإستعداد واصبح جاهزا لسوق العمل.

حتى أن بعض المسئولين من ليس لهم علاقة بالموضوع لامن قريب ولامن بعيد أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع وعلقوا على بعض القرارات التي اتخذت والتي أثرت على شريحة واسعة من الموظفين المسرحين عن العمل خاصة فيما يتعلق بقضية الامان الوظيفي والذي اقرته الحكومة للتخفيف عن كاهل الشاب العماني الذي فقد عمله دون سابق انذار وتم تسريحه وهذه الاجتهادات الشخصية تؤكد لنا عدم وضوح الرؤية وتشعب هذه الملفات وفقدان الحلول بشأنها حتى الأن.

الملفات الثلاث والمرتبطة ببعضها البعض وهي كما ذكرنا من الملفات الساخنة والحساسة في نفس الوقت والتي ينبغي معالجتها بشكل عاجل لكي لا تتفاقم أكثر ، ذكرنا في مقالات سابقة بأنه تم عقد العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل حول التشغيل وتوفير فرص العمل للشباب العماني ، وخرجت بعض منها بتوصيات ملزمة وشكلت على أثرها لجان قطاعية لمتابعة تنفيذ القرارات الا انه للاسف الشديد جميع تلك الاجراءات لم تخرج بنتيجة تذكر فأفواج الباحثين عن عمل تزداد سنويا وبعض الشركات تتنافس في تسريح الشباب العماني، أما منفعة الأمان الوظيفي والتي اقرتها الحكومة مؤخرا من أجل التخفيف عن كاهل المسرحين وضعت لها شروط من ضمنها فترة محددة وتتناقص هذه المنفعة وبعد ذلك تقطع فماذا يكون مصير هذا الموظف او العامل المسرح اذا لم يجد وظيفة اخرى خلال تلك الفترة ؟؟؟

بعض الشركات تتحجج بأن العماني غير ملتزم في العمل وانه غير منتج ولا ينفذ الاوامر ولا يقبل على التدريب والتأهيل ويكون عالة على الشركة أو المؤسسة طبعا هذه كلها أعذار واهية وفي واقع الامر العماني إذا ما وجد بيئة العمل المناسبة والتقدير والاحترام من قبل المسئول والأجر المجزي فإنه سوف يبدع في عمله ويتفوق على الوافد وهناك نماذج كثيرة لشباب عمانيين شقوا طريقهم في القطاع الخاص ونجحوا ووصلوا الى اعلى المراتب.

 

فعلى سبيل المثال واحدة من الشركات نعرفها كانت كل قياداتها وافدين من الرئيس التنفيذي إلى رئيس العمليات و الرئيس المالي وظلت علاقتهم مع بقية الموظفيين سيئة جدا وكان الموظف العماني لا يستطيع مقابلة الرئيس التنفيذي او المسئول الا بصعوبة ولم تحقق تلك الشركات الأرباح المتوقعة وعندما حل الشباب العمانيين المؤهلين في هذه الوظائف تطورت الشركة وتوسع نشاطها وحققت أرباح مضاعفة وزادت سمعتها في السوق هذا فقط كمثال واحد وهناك أمثلة عديدة لنجاحات تحققت بسبب وجود العماني والذي هو أحرص على بلده من أي شخص أخر.

خلاصة القول بأننا أمام تحدي كبير فلابد من تعاون الجميع حكومة وقطاع خاص لحللة هذه المفات والوصول الى نتائج مرضية للجميع وهي في اعتقادنا لاتحتاج الى عقد المزيد من الندوات والمؤتمرات واللقاءات الموضوع يحتاج الى قرارات حازمة وجريئة وإجرأءات تنفيذية وفي واقع الأمر هناك قطاعات اقتصادية مهمة لازال الوافد يتربع على عرشها بينما العماني يسرح واحيانا ينكل ويهان من أجل تطفيشه من المؤسسة.

من القطاعات التي يمكنها ان تستوعب اعداد كبيرة من المواطنيين قطاعي النفط والغاز والقطاع اللوجستي والقطاع السياحي والقطاع الصحي وقطاع التعدين وقطاع الصناعة وقطاع التكنولوجيا وتقنية المعلومات وقطاع الامن الغذائي وغيرها وجميعها قطاعات واعدة