الشبيبة - العمانية
بدأت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات الأعمال الإنشائية لشق طريق ترابي ساحلي جديد يربط بين ولايتي رخيوت وضلكوت بمحافظة ظفار، بطول يبلغ 20 كيلومترًا.
ويأتي تنفيذ المشروع في إطار جهود الوزارة لتطوير شبكة الطرق وتعزيز الربط اللوجستي والسياحي بين ولايات محافظة ظفار، وذلك بالشراكة مع إحدى الشركات الوطنية المحلية المتخصصة.وأوضح المهندس سعيد بن محمد تبوك، المدير العام للمديرية العامة للطرق والنقل البري بمحافظة ظفار، في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أن مسار الطريق الجديد صُمم بعرض 12 مترًا ويتيح مرور مختلف أنواع المركبات، ويمر عبر تضاريس جبلية وعرة، مشيرًا إلى أن المشروع يُسهم في تسهيل التنقل بين الولايتين من خلال تقليص المسافة من 60 إلى نحو 20 كيلومترًا، أي بما يعادل اختصارًا قدره 40 كيلومترًا تقريبًا.
وأضاف أن الطريق يمر بعدد من المواقع الطبيعية والسياحية البارزة، منها العيون المائية والأودية والمواقع الأثرية إضافة إلى الشواطئ، ما يجعله رافدًا مهمًّا لتنشيط الحركة السياحية في المنطقة، خاصة خلال موسم الخريف.وأكد أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تعمل حاليًّا على دراسة إدراج المشروع ضمن مشروعات رصف الطرق المستقبلية، بما يواكب تطلعات التنمية في المحافظة ويُسهم في تحسين جودة البنية الأساسية لشبكة الطرق.
وأبدى المواطنون في الولايتين تقديرهم لبدء المشروع نظرًا لفوائده في تسهيل التنقل، حيث أكد خالد بن عبدالله باوزير من ولاية ضلكوت على أهمية المشروع لربط الولايتين بمسافة أقصر وحركة أكثر انسيابية، مشيرًا إلى أنه سيسهّل وصول الصيادين إلى ميناء ضلكوت خاصة في مواسم هيجان البحر، ويخدم ملاك المواشي في تنقلاتهم بين المراعي التي كانت صعبة المسالك سابقًا.
وأضاف أن للطريق بُعدًا سياحيًّا مهمًّا كونه يمر بمحاذاة بحر العرب ويطل على مواقع طبيعية مميزة مثل الخلجان والكهوف والأودية والعيون المائية كعين خرفوت وعين ضلع وعين شيران، فضلًا عن الرؤوس البحرية التي تجذب هواة الصيد، مؤكدًا أن هذه المزايا ستجعله طريقًا جاذبًا للسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
من جانبه، قال الدكتور نائف بن سعيد بازنبور من ولاية رخيوت إن مشروع الطريق الجديد يُعد شريانًا حيويًا لأهالي الولايتين، إذ يختصر المسافة والزمن في التنقل بشكل أسرع وأكثر أمانًا، ويسهم في تشجيع الاستقرار بالمنطقة وتعزيز الحركة السياحية والسكانية.
وأشار إلى أن تطوير الطريق مستقبلًا بخدمات إضافية مثل الرصف، والإنارة، وإنشاء الاستراحات، ووضع اللوحات الإرشادية سيزيد من فائدته، مضيفًا أن الطريق يمثل منفذًا للوصول إلى محمية خور خرفوت الأثري الغنيّة بالمناظر الساحلية والتنوع البيئي، بما يعزز من مكانة الولايتين كوجهة سياحية واعدة.
من جهته، أوضح الباحث محمد بن مبارك عكعاك من ولاية رخيوت أن مشروع الطريق الساحلي الجاري تنفيذه بين ولايتي رخيوت وضلكوت مرورًا بخرفوت يمثل أهمية كبيرة لأهالي المنطقة، كونه يسهم في تعزيز الأنشطة الاقتصادية والسياحية، واختصار المسافات وتسهيل التنقل نظرًا لوعورة التضاريس في جبل القمر، مؤكدًا أن استكمال الربط مع ولاية صلالة مستقبلاً سيفتح آفاقًا أوسع للاستثمار وتحسين الخدمات الأساسية.
وأضاف أن الجانب البيئي يشكل تحديًا للمشروع لمروره في مناطق ذات قيمة طبيعية وتنوع حيوي، مؤكدًا على أهمية اتخاذ إجراءات للحد من الأثر البيئي مثل إعادة زراعة الأشجار، وإنشاء ممرات للحياة الفطرية، وإدارة المخلفات بطرق آمنة، بما يحقق التوازن بين متطلبات التنمية والحفاظ على البيئة لضمان استدامة المشروع.