علي المطاعني يكتب: الطيران العُماني يزيد عدد الرحلات ويثبّت أسعار التذاكر

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٣/أغسطس/٢٠٢٥ ٢١:١١ م
علي المطاعني يكتب: الطيران العُماني يزيد عدد الرحلات ويثبّت أسعار التذاكر
علي بن راشد المطاعني
في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار تذاكر الطيران في مواسم الذروة للوجهات السياحية إلى أضعاف أسعارها الطبيعية كنتيجة منطقية لزيادة الطلب عليها في سوق السفر العالمي، ووفق مفاهيم الأسواق والتجارة الحرة ممثلة في سياسة العرض والطلب، وتزداد الأسعار كلما زاد الطلب، نجد أسعار التذاكر بالطيران العُماني في موسم الخريف في صلالة ثابتة في إطار تأكيدات مهمة منه تعكس التزامه باستقرارها لتشجيع السياحة في هذا الموسم السياحي المتميز من خلال تطبيق سياسة تسعير ثابتة للرحلات الداخلية إلى محافظة ظفار، حيث بلغ سعر التذكرة ذهابًا فقط 32 ريالًا عُمانيًّا، وذهايًا وعودة 54 ريالًا عُمانيًّا، دون تقييد بعدد التذاكر المتاحة بهذا السعر لتوفير تجربة سفر آمنة وسلسة وذات كفاءة عالية للمسافرين إلى محافظة ظفارالتي تشهد خلال هذا الموسم إقبالًا سياحيًّا متزايدًا داخل سلطنة عُمان وخارجها. الأمر الذي يبعث على الارتياح لهذا التعاطي الإيجابي الذي يبلور دور شركات الطيران الوطنية المسؤولة عن خدمة أوطانها ورفدها قطاع السفر والسياحة.
فبلاشك إن الطيران العُماني، وبما أنه الناقل الوطني لسلطنة عُمان، هاهو يسهم عمليًّا في تعزيز قطاع السياحة في البلاد من خلال الرحلات المباشرة من الأسواق السياحية الدولية مثل أوروبا وآسيا ومن خلال العديد من الباقات التفضيلية والمزايا التي تسهم في جذب السياح للمواسم السياحية بالبلاد، وفي برامج الإجازات التي تقدم فيها عروض مغرية لقضائها في سلطنة عُمان.
ومع هذه الاهتمامات المتزايدة بتشجيع السياحة الدولية العابرة للقارات من وإلى البلاد يكون الطيران العُماني ناقلًا وطنيًّا لمضاعفة مسؤوليته الوطنية في العمل على تعزيز المواسم، ورفدًا للسياحة الداخلية بين المحافظات وتسهيل التنقل الجوي للمواطنين والزوار. ولعل تسيير 12 رحلة يوميًّا إلى محافظة ظفار في موسم الخريف يعكس الإسهام العملي في إنجاح الموسم السياحي الصيفي المتميز في هذا الجزء العزيز من الوطن الذي تُشدّ إليه الرحال من كل صوب وحدب، وهذا الرقم هو الأعلى في عدد الرحلات التي يتم تسييرها يوميًّا على هذا الخط خلال الموسم، الأمر الذي أسهم في استقبال هذا العدد الكبير من الزوار المحليين والدوليين، وعزز سهولة وانسيابية الوصول إلى المحافظة بأسعار ملائمة للمواطنين والسياح الذين يتحمل الطيران العُماني تبعات كثيرة في سبيل توفير هذه الرحلات التي تنطلق من مسؤوليته الوطنية والاجتماعية في خدمة قطاع السياحة باعتباره من أهم القطاعات الاقتصادية التي تسعى الحكومة إلى تعظيم الاستفادة منها.
ويوفر الطيران العُماني تسهيلات للمسافرين في مطاري مسقط وصلالة، مثل خدمات تخليص الإجراءات وتوفير عدد كافٍ من مناضد التسجيل لمواكبة زيادة عدد الرحلات وإعداد المسافرين لضمان سرعة تخليص إجراءات السفر وهو ما يعكس القدرة العالية في التعامل مع الضغوط في حركة السفر في مواسم الذروة والعمل على راحة المسافرين فضلًا عن تدشينه منصة إلكترونية للإجازات بالتعاون مع TUI التي تسهم في تمكين المسافرين.
وتواكب هذه الجهود المساعي الحثيثة التي يبذلها الطيران المدني لتحسين تجربة المسافر في إطار منظومة وطنية متكاملة تعمل بتناغم لتعزيز حركة النقل الجوي، وزيادة عدد الرحلات الداخلية، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية في مطار مسقط الدولي ومطار صلالة، بما يضمن انسيابية الحركة الجوية وخدمة المسافرين بأعلى معايير الجودة والسلامة.
ويأتي هذا تجسيدًا للتكامل بين مكونات القطاع لتحقيق منظومة طيران شاملة ومستدامة، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان باعتبارها وجهة سياحيّة متميّزة حيث أُعيد تشغيل خدمة "سافر أسهل" (Saffer As‑hal) في مطار صلالة في هذا الموسم مما تتيح للمسافرين إتمام إجراءات السفر وتسليم الأمتعة من 6 إلى 12 ساعة قبل موعد الرحلة، وهو ما يعد خطوة تتكامل فيها أدوار الجهات العاملة في قطاع الطيران في البلاد وبنحو يسهم في تطوير وإثراء تجربة الزائر والعمل كمنظومة واحدة لإنجاح هذا القطاع وتعزيز الاستفادة منه بشكل أكبر يعكس أهمية قطاع الطيران في البلاد.
ولا نغفل هنا عن أن جهود الطيران العُماني تأتي انسجامًا واتساقًا مع جهود الترويج لموسم الخريف التي نظمتها وزارة التراث والسياحة وروّجت لموسم الخريف ضمن حملات إعلامية وتسويقية في الأسواق الخليجية والدولية، وهو ما يعزّز التكامل المزدوج للترويج السياحي الذي يبذل فيه الطيران العُماني جهودًا مضنية وكبيرة من خلال العديد من الجوانب التي ترسّخ صورة عُمان الزاهية في الخارج باعتباره سفير الأجواء المفتوحة المعتمد في دول العالم وفي المطارات الدولية، ويحدث ذلك دومًا عندما يتم الإعلان عبر مكبّرات الصوت في المطارات عند كل إقلاع وهبوط جديد، وعند بدء إجراءات الصعود إلى الطائرة، فضلًا عن البرامج الشائقة المتوفرة في طائراته عبر الشاشات وكلها تروّج للمقومات السياحية بالبلاد بنحو مبهر يضطلع بها الطيران العُماني بكفاءة عالية.
ويعمل الطيران العُماني على تعزيز الربط الجوي بين صلالة والوجهات الأخرى، سواء داخل سلطنة عُمان أو خارجها، لجذب المزيد من السياح من خلال رحلاته إلى الوجهات الإقليمية والدولية أو من خلال الارتباط مع رحلات الطيران الأخرى التي توفر للزائر انسيابية في السفر وتجربة سياحية ممتعة إلى سلطنة عُمان ومحافظة ظفار على وجه الخصوص.
وما يثلج الصدر أن مضاعفة عدد الرحلات والجهود التي بذلت في هذا الموسم أسهمت في ارتياح واسع من المسافرين وانتظام الرحلات وانسيابية الحركة السياحية بشكل واضح دون أي ضجيج في مثل هذه المواسم التي يشتد فيها الطلب على السفر لوجهات سياحية مثل محافظة ظفار مما يعكس مدى الجاهزية التي كانت بمستويات قياسية.
بالطبع إن نجاح الطيران العُماني في الحفاظ على أسعار ثابتة وتوسيع شبكة رحلاته مع تقديم خدمات مبتكرة خلال موسم الخريف في ظفار يعكس مسؤوليته الوطنية والاجتماعية لدعم السياحة المحلية وتعزيز قيمتها المضافة، وهذا النهج يسهم دون ريب في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان بوصفها وجهة سياحية جذابة ومستدامة، ويؤكد على دور الشركات الوطنية التي تعمل على تعزيز الجهود الوطنية للنهوض بالقطاعات الاقتصادية.
نأمل أن تُكلّل هذه الجهود النبيلة بالنجاح في بلورة التوجهات الداعمة للسياحة، ونقدّر عاليًا كل الجهود التي يبذلها الطيران العُماني في هذا الشأن ميدانيًّا وعمليًّا ودوره كشركة وطنية تنهض بالقطاع السياحي العريض ليقدم ريعه المحمود شهدًا لاقتصادنا الوطني.