الكندي اكزافيية ديلون في "حتى نهاية العالم" يذهب الى المسرح

مزاج السبت ٢١/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٤٧ ص

كان – عبدالستار ناجي
خلال زمن قصير استطاع المخرج الكندي اكزافيية ديلون ان يحتل موقعة البارز على خارطة السينمائيين الشباب في العالم والذين راحوا يدهشوننا بابداعاتهم الفنية العالية المستوى.
في عام 2009 قدم فيلمه الاول" اريد ان اتزوجك " وفي عام 2010 قدم فيلم " الحب الخيالي " وتلاه فيلم " لورنس بكل الاحوال " 2012 والنهاية مع توم " 2013 ثم عمله السينمائي الاهم " مامي " 2014 الذي فاز بجائزة مهرجان كان السينمائي الكبرى، "حتى نهاية العالم" معتمدا على عمل مسرحي بنفس الاسم للكاتب المسرحي الفرنسي جان لوك لاغريس".
نتابع حكاية الكاتب المسرحي لويس " غسبار يوليل الذي يعود الى اسرته بعد 12 عاما من الابتعاد والعمل والنجومية والشهرة من اجل ان يخبر اهله بانه في طريقه للموت باصابته بمرض الايدز كما هو في النص الاصلي.
وفور وصوله يجد نفسه امام كم من القضايا والمواجهات نتيجة ابتعاده عنهم وغيابه طيلة الفترة السابقة فهي الام "مارتين" نتالى باي تعاتبه عن سنوات الفراق واحاسيس الامومة المفقودة. وهكذا الامر بالنسبة للاخ الاكبر " انطوان " فانسنت غاسيل الذي يستدعي كل الحكايات الخاصة بالاخوة بوصفة الشقيق الاكبر وايضا الشقيقة الصغرى "سوزان" ليا سيدو وزوجة الشقيق الاكبر كاترين "ماريون كوتيار التي تكشف عن ان احد ابناءها يحمل نفس اسمة نتيجة حبه شقيقة الاكبر له.
ساعة ونصف من الاحساسيس والعتاب والالم والفراق والذكريات التي تذهب في كافة الاتجاهات والتي يظل امامها عاجزا عن الرد يشعر بالتقصير التام لانه انشغل بالمسرح والشهرة على حساب اهله واسرته التي رغم رحيله عنها الا انه ظل حاضرا في ذاكرتهم دائما ولكل منهم نظرته الخاصة واحاسيسه ومشاعره التي تصل حد العنف اللفظي لانه غادرهم بلا عوده.
حوار مسرحي حاد وقاسي يجمع العتب بالحب وايضا الغيره وكم آخر من الاحاسيس الجياشة التي راحت تتداعى بايقاع متصاعد عمل اكزافيية ديلون على تحويلها الى عمل سينمائي عامر بالصور والشخصيات واللغة اللونية الثرية بالدلالات.
عمل سينمائي يتجاوز حدود الحكاية البسيطة الى ما هو ابعد من ذلك بكثير حيث ثراء الشخصيات والمضامين، والانطلاق من نقطة محورية الى فضاء الاحاسيس بين افراد الاسرة الواحدة التي مهما اختلفت الا انها تظل اسرة واحدة اذا ما تم فهم معنى ودلالات الاسرة الواحدة ومساحة التضحيات لكل منا اتجاه تلك الاسرة.
مع اكزافيية ديلون اهم نجوم السينما الفرنسية على صعيد التمثيل، نجوم كبار كل منهم قادر على حمل فيلم لوحدة فكيف وقد اجتمعت تلك القوة الضاربة من النجوم، فيلم "حتى نهاية العالم" السينما تذهب الى المسرح لتستدعي اسم وابداعات الكاتب الفرنسي جان لوك لاغريس.