الروماني كرستيان مانجيو يصنع فيلما كبير ا في "التخرج"

مزاج السبت ٢١/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٤٦ ص
الروماني كرستيان مانجيو يصنع فيلما كبير ا في "التخرج"

كان – عبدالستار ناجي
استطاع المخرج الروماني كرستيان مانجيو ان يذهب الى منطقة جديدة من مشواره وانجازاته السينمائية من خلال فيلمه الجديد "التخرج" وهو الفيلم الخامس في مشواره الفني بعد اربعة اعمال عمدته لان يكون أحد أهم صناع السينما في بلاده واوروبا.
ونشير قبيل الذهاب الى جديده السينمائي الى ان ماجيو كان قد حصد السعفة الذهبية عام 2007 عن فيلمه "اربعة اشهر وثلاثة اسابيع ويومان" وهو هنا في "التخرج" يشتغل في منطقة اعمق واثرى يرصد من خلالها الحالة الراهنة في رومانيا.
الحكاية تتمحور حول روميو الديا "ادريان تيتيني" الذي يعمل جراحا مشهورا يعيش في احدى المدن الجبلية الصغيرة في ترانسلفانيا، يقوم برعاية ابنته "اليسا" بانتظار ان تبلغ الثامنة عشر من عمرها وتنتهى من التخرج من "البكالوريا" على امل الانتقال لتكملة دراستها خارج رومانيا بالذات في المملكة المتحدة، خصوصا وان التفوق المبكر جعلها تحصل على منحة دراسية من احدى الجامعات البريطانية.
ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن ففي يوم الامتحان الرسمي تتعرض الى الاغتصاب من قبل مجهول مما يتسبب لها بكثير من المشاكل الجسدية والنفسية العنيفة التي تجعلها تفقد التركيز على امتحانها ودروسها، عندها تبدأ محاولات "روميو" من اجل استثمار علاقاته فى البحث عن الوسائل الناجعة التي تساعد في ان تجعل ابنته تتجاوز الاختبار.
رحلة سينمائية تاخذنا الى ان نقد النظم الخاصة بالتربية والتعليم وايضا العلاقات الاجتماعية ولعبة المصالح وكم اخر من الحكايات التي تعمل الى التحليل المجتمعي الروماني وشرائحه الاجتماعية والاقتصادية.
فيلم يسيطر علية مانجيو في سيناريو محكم ومتقن الصناعة حيث الازمنة تتداخل والقضايا تتشعب بايقاع حاد وثري.
وكعادته يتحدث مانجيو في كل شيء بالذات السياسة التي تظل حاضرة بلا تصريح وبلا شعارات كما في جملة اعماله السينمائية حيث البعد الاجتماعي هو الحاضر الذي يكشف لنا الحالة الرومانية بكل تفاصيلها الدقيقة والعميقة.
في النهاية نكتشف بان مانجيو اراد الحكاية ذريعة كبيرة لتمرير ما يريد من قضايا وموضوعات بالذات فيما يخص العلاقة بين الاباء والابناء ومن خلال تعرية النظام التربوي والبناء الاجتماعي والاقتصادي والامني في رومانيا وهي دلالات تقوم وتمارس الاتهام بشكل قاس وشفاف.