فيلم "فتاة مجهولة".. ثراء المضامين الانسانية

مزاج السبت ٢١/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٤٥ ص
فيلم "فتاة مجهولة".. ثراء المضامين الانسانية

كان – ش
يحمل الاخوين دان بيير وكلود داردان من بلجيكا جائزتين للسعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائي الدولي ورصيد متميز من النتاجات السينمائية رسختها كابرز صناع السينما فى اوروبا، وفي فيلمها الجديد "الفتاة المجهولة" يذهبان الى منطقة اضافية في رصيد اعمالهم والقضايا الانسانية العميقة التي يتصدان لها.
فيلم "فتاة مجهولة" عن حكاية تبدو بسيطة للغاية ولكن حينما تفكك احداثياتها تجدها ثرية وعميقة وبالغة الاهمية، فنحن أمام سؤال محوري ينطلق منه الفيلم يقول: ماذا اذا طلب منك احدهم النجدة ولم تجب ؟
تعالوا نتامل الحكاية التي تذهب بنا الى الطبيبة الشابة "جيني" اديل هانيل التي تعمل بجدية في عيادتها مع احد الاطباء الشباب المتدربين. وبعد نهاية فترة عملها عند الثامنة مساءا يقرع أحدهم باب العيادة فتطلب من الطبيب الشاب بعدم فتح الباب لان فترة العمل الرسمية انتهت، وينتهي النهار بشكل اعتيادي ولكن في صباح اليوم التالي تأتي الشرطة لتخبر الطبيبة بان هناك فتاة كما تظهر صور الكاميرات في الحي قامت بضرب جرس العيادة وان تلك الفتاة وجدت ميته في منطقة نائية قريبة، وحينما يتم التدقيق بالتسجيل الخاص بنظام الأمن في البيت ومعرفة من قرع الباب يظهر وجه الفتاة وهي سمراء تقرع الباب مذعورة وحينما لم يرد عليها احد تفر هاربة وهي تتلفت حولها بقلق.
هنا تبدا الحكاية حيث تشعر الطبيبة بعقدة ذنب كبيرة لانها لم تبادر بمساعدة من قرع الباب وتبدا مهمتها في البحث عمن يعرف الفتاة بعد ان تحصل على صورتها من الشرطة، تسال الجميع وتبحث في كل مكان وتحاول معرفة من هي تلك الفتاة اولا ولكنها لا تصل لشيء في الحين ذاته يقرر الطبيب المتدرب عدم تكملة مشواره لانه شعر هو الاخر بعقدة التقصير مع الاخرين.
فيلم بسيط ولكنه كبير فى معانيه ودلالاته ومضامينه الانسانية العالمية البعد خصوصا حينما ندرس حركة الالوان التي تشير الى الطبيبة الاوروبية البيضاء والفتاة الافريقية الفقيرة.
سينما تأتي بلا فذلكة ولكن بمزيد من العمق رغم ان الصورة الظاهرة تبدو سهلة ولكنها تظل بثراءها وتماسها مع الانسان .