تواصل الجهود لدعم السلام في اليمن

الحدث السبت ٢١/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٣٥ ص
تواصل الجهود لدعم السلام في اليمن

عدن – مسقط – العُمانية – إبراهيم مجاهد

يشهد الملف اليمني حراكاً إقليميا وعالمياً من أجل الدفع بهِ إلى دائرة الحل، بتكثيف الاعتماد على الحوار كأساس لوقف الحرب المندلعة، وفي إطار هذه المساعي، أعلنت السلطنة عن جهود حثيثة لدفعها عملية السلام إلى الأمام، حيث أكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، أن الجهود العمانية، تأتي بتوجيهات من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه.

وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أمس الأول، إن أهمية الدور العماني في هذه المفاوضات، تنبع من طبيعة العلاقة التي تربط السلطنة بكلا الطرفين، معتبرا أن الاختلاف وعدم التوافق بينهما يعد وسيلة من وسائل الوصول إلى التوافق والتصالح بينهما وإعادة مسار بناء اليمن من جديد.

مشاورات السلام

ولم تستبعد مصادر مقربة من مشاورات السلام اليمنية بالكويت عودة طرفي المشاورات إلى الجلسات العامة المباشرة خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل تزايد الضغوط الدولية والإقليمية على الوفدين اليمنيين، بغرض الخروج من هذه الجولة بأي نجاح يذكر، مؤكدة بأن الأطراف الدولية والإقليمية باتت مقتنعة أن جولة مشاورات الكويت المتعثرة حالياً لن تنجح في التوصل إلى اتفاق سلام شامل في اليمن، وذلك لأسباب عدة منها الهوة الواسعة بين طرفي المشاورات في كيفية الوصول إلى حل شامل ينهي الحرب الدائرة في بلد تكاد تعصف به الأزمة الاقتصادية إلى الانهيار الذي باتت اليمن على مقربة منه نتيجة الهبوط السريع لسعر العملة المحلية أمام الدولار وبقية العملات العربية والأجنبية.
المصادر ذاتها أكدت لـ «الشبيبة» أن وصول الدول الراعية لمشاورات السلام اليمنية، إلى هذه القناعة دفعها للاعتكاف على دراسة صيغة اتفاق تنهي هذه الجولة من المشاورات الأطراف المتشاورة، بحيث ينص هذا الاتفاق على أن الأطراف اليمنية اتفقت على استمرار عمل لجنة الأسرى والمعتقلين، ولجان تثبيت وقف إطلاق النار في جميع الجبهات. ورأت المصادر أن الدول الراعية لمشاورات السلام اليمنية والأمم المتحدة باتت ترى بأن التوصل إلى صيغة توافقية حول قضيتي الأسرى ووقف إطلاق النار يعد إنجازاً قد تحققه جولة المفاوضات بالكويت، نتيجة الخلافات الجوهرية والفروقات الكبيرة بين طرفي المشاورات حول بقية القضايا المطروحة في المفاوضات سيما ما يتعلق بتسليم السلاح والانسحاب من المدن واستعادة مؤسسات الدولة من سيطرة مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح.
وكشفت المصادر عن ضغوطات أيضاً تمارس على الوفد الحكومي لإقناعه بالعودة إلى المفاوضات دون الإقرار الكتابي الذي اشترطه الوفد على توقيعه من قبل الوفد المشترك بين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

المرجعيات الثلاثة

وفي الأثناء؛ أكد أحد أعضاء الوفد الممثل للحكومة اليمنية، لـ «الشبيبة» أن الوفد الحكومي أكد للأطراف التي تبذل جهوداً حثيثة لعودة المشاورات عدم العودة إلى المشاورات قبل أن يتسلم إقرارا مكتوبا بالتزام «وفد الحوثي – صالح»، بست نقاط وهي «المرجعيات الثلاثة المتضمنة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي وبالأخص القرار 2216، الالتزام بأجندة «بييل» السويسرية، إضافة الى النقاط الخمس التي وضعتها الأمم المتحدة كمحاور أساسية في مشاورات الكويت.
وأوضح عضو وفد الحكومة اليمنية –الذي فضل عدم الكشف عن هويته- أنه في حال ظل الطرف الآخر متمسكاً بموقفهم في عدم الاعتراف بالمرجعيات التي تتم على أساسها المشاورات وفي مقدمتها القرار الأممي 2216»، قد يضطر الوفد الحكومي إلى مغادرة الكويت. إلاّ أنه توقع في الوقت ذاته أن تُثمر الجهود الدبلوماسية التي تتم في إقناع وفد «الحوثي، صالح» في التوقيع على إقرار كتابي يؤكد التزامهم بمرجعيات وأسس مشاورات السلام المتفق عليها قبل انطلاق جولة المشاورات في الـ 12 من إبريل الفائت بالكويت.

التحلي بالمزيد من الصبر

من جانبه طالب المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ يوم أمس الأول، الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات الكويت بالتحلي بالمزيد من الصبر، في مقابل أنه «سيبذل جهوداً إضافية مع الطرف الآخر والعمل على استئناف المشاورات».

وكان المبعوث الأممي التقى الوفد الحكومي بعد أيام من تعليق الأخير مشاركته في المشاورات الجارية، احتجاجاً على عدم التزام وفدي الحوثيين وحزب صالح بالمرجعيات العامة وجدول الأعمال.

وقال الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي «محمد عبدالسلام فليتة« إن فشل المشاورات اليمنية المنعقدة في الكويت يبدو واضحاً من خلال ما أسماه التعنّت الذي يُبديه الطرف الآخر، في إشارة إلى وفد الحكومة اليمنية.
وقال عبدالسلام في تصريح لقناة «نيو نيوز» التابعة لـ» اتحاد الإذاعات والقنوات الإيرانية» «إن تعنت الوفد الحكومي في تقديم أي حلول في مسار المشاورات يعني أنهم يعدون للحرب، وهذا يأتي من خلال الوقائع في الميدان من تحشيد عسكري كبير..، ومن خلال وجود قوات أجنبية واستمرار الغارات وعدم تفعيل اللجان الميدانية والمحلية التي شُكلت مؤخراً».