الشبيبة - العمانية
"لم تكُن مُجرد شجرة".. هكذا استهَل القاسم بن سليمان الهاشمي حديثه وهو يتأملُ شجرة الغاف المُتوسطة مقهاهُ الكائنة في ولاية سمائل بمحافظة الداخلية، مستعيدًا تفاصيلها وذكرياتها المُحملة بأثر العابرين، وكأن الزمن لم يمضِ مع عمرها المُمتد لأكثر من خمسين عامًا، حين كانت قديمًا محطة استراحة للأهالي والزوار، يستظلونها مع قهوتهم المحمصة، برائحتها الفواحة إلى اليوم.
مقهى غافة أو "غافة كافيه"، بتصميمه المُستوحى من أنماط عُمرانية عالمية متنوعة، يقفُ اليوم على ضفاف وادي سمائل، كأنموذج للمشروعات الرابطة بين الماضي والحاضر في وقت تشهد خلاله محافظات سلطنة عُمان، تناميًا في مشروعات تطوير الأماكن التراثية والبيئية، وتحويل مُفرداتها إلى قيمة مُضافة، الأمر الذي أسهم في ازدهار أنماط سياحيّة متنوعة، كالنُّزل التراثية، والمتاحف، والمقاهي الحديثة بطابعها التراثي، وغيرها من المشروعات ذات الأثر الإيجابي، اقتصاديًّا واجتماعيًّا.
يقول القاسم الهاشمي: "بجهود عائلية، وأيادٍ عُمانية استمرت في البناء لمدة ثلاث سنوات، تم تشييد هذا المقهى الذي يعُود أصل اسمه لشجرة الغافة الساكنة في المكان، والتي كانت وما زالت أثرًا صامدًا للماضي الجميل".
ويضيف الهاشمي في حديثه لوكالة الأنباء العُمانية: "والدي هو أساس الفكرة، وتصميم المقهى يعُود له، وتم إنجازه حسب ما كان في مُخيلته، رغم التحديات المتمثلة في عدم توفر الخبرات الكافية لتنفيذ التصميم، واستيراد الأخشاب، وتأخر وُصولها".
من بين هذه الذكريات، انطلقت فكرة المقهى، وعبرها استمرت الحكايات تنمو على أغصان الغافة، في مشهد حي من مشاهد الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، وتطويرها بأفكار حديثة.