سناء الحميدية .. نموذجا للمبدعات العمانيات وللمرأة القيادية في الفن التشكيلي

مسقط - ش

المرأة القيادية في الفن التشكيلي ليست فقط مبدعة، بل هي مصدر إلهام، تُحرك المشاعر، وتُغير المفاهيم، وتثبت أن الفن ليس مجرد أداة للتعبير، بل قوة تغيير تقود المجتمعات نحو الأجمل والأفضل.

فالمرأة القيادية في الفن التشكيلي ليست مجرد فنانة تُبدع الألوان والأشكال، بل هي شخصية مؤثرة تجمع بين الإبداع والقدرة على التأثير في محيطها.

تجمع الفنانة العمانية سناء الحميدية بين الموهبة، الرؤية الإبداعية، والالتزام بخدمة الفن والتراث العماني، مما يجعلها نموذجًا مشرفًا للفنانة العمانية التي تسهم في إثراء الثقافة المحلية والدولية.. إنها امرأة تلهم الأجيال، تفتح الأبواب أمام المواهب الصاعدة، وتحوّل رؤيتها الفنية إلى حركة ثقافية تترك بصمتها في المجتمع.

فقيادتها لا تقتصر على إدارة الفعاليات أو تنظيم المعارض، بل تمتد إلى بناء فكر فني متجدد، يعكس الهوية ويواكب العصر. إنها تخلق فرصًا للآخرين، تدعم المواهب، وتوظف الفنون في تمكين المجتمع. بفضل رؤيتها الاستثنائية، تتحول اللوحة من مجرد عمل فني إلى رسالة تحمل قيمة ومعنى، تُجسد الأحلام والطموحات، وتُحفز الآخرين على السعي والإنجاز.

تمتلك الفنانة التشكيلية العمانية سناء الحميدية، مسيرة فنية طويلة ومتنوعة، حيث أثرت الساحة الفنية المحلية والدولية بأعمالها المميزة التي تعكس الهوية العمانية وجماليات الفن التشكيلي، حيث حققت العديد من الإنجازات الفنية منها: الحصول على الجائزة البرونزية في المعرض الثامن بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية عام 2004. والجائزة الفضية في المعرض الحادي عشر بالجمعية عام 2007. وجائزة الإجادة في الفنون الجميلة عام 2020. كما تم تكريمها بـ وسام المرأة العمانية المجيدة من مركز الحوكمة والتنمية المستدامة للمرأة القيادية لعام 2024، تقديرًا لإسهاماتها الفنية والمهنية.

كما أن للفنانة سناء الحميدية عضويات في العديد من المؤسسات الثقافية والفنية ومنها: الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، مرسم الشباب، النادي الثقافي، المتحف الوطني، ونادي التصوير.

المشاركات والمعارض

شاركت الفنانة التشكيلية العمانية سناء الحميدية في العديد من المعارض المحلية والدولية، حيث عرضت أعمالها في سلطنة عمان وخارجها، مما ساهم في نشر الثقافة العمانية الفنية. وأقامت وأدارة عدة معارض داخلية، وشاركت في لجان تقييم أعمال فنية في مسابقات محلية. كما أنها من القلائل ممن لهم أعمال فنية مقتناة من جهات بارزة، مثل: الديوان السلطاني، وزارة السياحة، مجلس الدولة، مجلس الشورى، وعدد من شركات النفط المختلفة، وسفارة الإمارات العربية المتحدة.

وتمتلك الحميدية رؤية فنية:تعمل على دمج جمال الحرف العربي والتناغم اللوني في أعمالها، مع التركيز على المزج بين إيقاع الموسيقى والألوان لإبراز هوية الفن العربي. وتؤمن بدور الفن في تعزيز التراث العماني واستثماره سياحيًا، من خلال أفكار مبتكرة، مثل تحويل الأسواق التقليدية إلى وجهات فنية وسياحية.

كما ساهمت في العديد من الأنشطة الإبداعية منها: الاهتمام بتطوير الفنون التشكيلية، حيث قدمت ورش عمل فنية متخصصة، مثل: ورش الرسم الحر، ورش التخلص من الضغوطات من خلال التعبير بالألوان، وقدمت أوراق عمل مميزة حول: الاستدامة في الفنون الجميلة (2022)، والعمارة والتصميم المعماري في سلطنة عمان.

كما قدمت العديد من المبادرات منها: مؤسسة مجموعة "فن عمان"، التي تهدف إلى استثمار وتسويق المواهب الفنية العمانية. ولديها رؤية لتنظيم معارض متكاملة تسلط الضوء على الحرف التقليدية العمانية، من خلال المزج بين الصور الفوتوغرافية والقطع الفنية.