كل الفرضيات قائمة في سقوط الطائرة المصرية وترجيح تعرضها لاعتداء

الحدث الخميس ١٩/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٠٢ م

باريس, 19-5-2016 (أ ف ب) - يتعذر حاليا استبعاد اي فرضية بشأن سقوط الطائرة التابعة لشركة "مصر للطيران" فجر الخميس لكن عناصر اولى جمعت من الظروف الجيوسياسية ترجح احتمال تعرضها لعمل ارهابي اكثر من اصابتها بعطل فني، بحسب خبراء.

سؤال: ما المعلومات المتوافرة حتى الان بشأن هذا الاختفاء؟
جواب: اختفت الرحلة ام اس 804 التابعة لشركة مصر للطيران من شاشات الرادار خلال توجهها من مطار شارل ديغول في باريس الى القاهرة في الساعة 02,45 توقيت القاهرة (00,45 ت غ) فيما كانت في المجال الجوي المصري "على بعد 48 الى 64 كلم من الساحل"، على ما افاد نائب رئيس مصر للطيران، قبالة سواحل جزيرة كارباثوس اليونانية، بحسب مصدر في الطيران المدني اليوناني. كما اعلن الجيش المصري "عدم تلقي رسائل استغاثة من الطائرة المفقودة".
من جهته، اعلن وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس ان الطائرة "قامت بانعطافة 90 درجة الى اليسار ثم 360 درجة الى اليمين اثناء هبوطها من ارتفاع 37 الف قدم الى 15 الف قدم" قبل ان تختفي عن شاشات الرادار فيما كانت على ارتفاع عشرة الاف قدم".

س: هل احتمال الحادث وارد؟
ج: اكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "عدم استبعاد اي فرضية" فيما اتفق مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي "على التعاون الوثيق لتوضيح ظروف الاختفاء في اسرع وقت".
وقال خبير الطيران جيرارد فيلدزر لوكالة فرانس برس "تبدو احتمالات وقوع مشكلة تقنية كبرى، انفجار محرك، انفجار على متن الطائرة (...) ضئيلة".
واضاف ان طائرة ايرباص ايه320 التي كانت تنقل 66 شخصا "حديثة نسبيا" صنعت العام 2003. كما يعتبر هذا الطراز جديرا بالثقة. قال الخبير "انها طائرة الرحلات المتوسطة الاكثر مبيعا في العالم، فهي تحط او تقلع بوتيرة طائرة كل 30 ثانية".
انها "طائرة عصرية. وقعت الحادثة في اثناء التحليق وسط اجواء مستقرة تماما"، وفق تصريحات المدير السابق للمكتب الفرنسي للتحقيقات والتحاليل جان بول تروادك لاذاعة اوروبا 1. اضاف ان مصر للطيران "شركة يحق لها تسيير الرحلات من والى اوروبا، اي انها غير مدرجة على اللوائح السوداء".

س: هل يمكن ان تكون الطائرة اسقطت في اثناء التحليق؟
ج: اعتبر فيلدزر فرص هذا السيناريو ضئيلة، سواء كان ذلك بواسطة صاروخ ارض-جو، كا قيل بشأن الرحلة 17 لشركة الطيران الماليزية فوق اوكرانيا في تموز/يوليو 2014، او صاروخ بحر-جو على غرار الرحلة 655 التابعة لايران للطيران التي اسقطها طراد اميركي في تموز/يوليو 1988.
كذلك نظرا الى الارتفاع الذي كانت الطائرة عليه (اكثر من 11 كلم) وبعدها الكبير عن السواحل، لم تكن في مدى صواريخ ارض-جو المحمولة التي تملكها جماعات مسلحة مختلفة في الشرق الاوسط.
قال فيلدزر "صاروخ من الارض، لا. اسقطتها نيران طائرة اخرى عن طريق الخطأ، لا يمكن استبعاد ذلك، لكننا كنا سنعلم بذلك اذا كان صحيحا". واضاف ان شمال مصر القريب من سواحل اسرائيل وقطاع غزة يشكل "المنطقة الاكثر مراقبة في العالم، بما في ذلك بالاقمار الصناعية، بالتالي بات اخفاء هذا النوع من المعلومات اصعب بكثير".

س: ماذا عن احتمال اعتداء بالمتفجرات؟
ج: في الوقت الراهن تبدو هذه الفرضية الاكثر ترجيحا. فعدم صدور نداء استغاثة يشير الى "حدث مباغت" ما "يدعو التفكير في احتمال وقوع اعتداء"، بحسب تروادك.
كما قال فيلدرز "بالطبع، فرضية الاعتداء تبقى مرجحة، الاجواء السياسية تحيل الى ذلك، هناك ميل الى هذه الفرضية".
ففرنسا سبق وتلقت ضربات قاسية من تنظيم الدولة الاسلامية في الاشهر الاخيرة، فيما شهدت مصر اطاحة السلطة العسكرية بالرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي، وكلاهما هدف للتنظيم المتشدد. لكن "بشكل عام، يتم تبني هذا النوع من الاعتداءات، اذا كان هذا احدها. فسنعلم سريعا".

س: كيف يفسر احتمال وجود مادة متفجرة على متن الطائرة؟
ج: قامت الطائرة برحلات عدة الاربعاء بين اريتريا ومصر وتونس فضلا عن عودتها من باريس الى القاهرة. وقال فيلدزر لفرانس برس ان "احتمال وجود عبوة على الطائرة مع شخص وضعها في رواسي او في القاهرة ما زال قائما" نظرا الى صعوبة "السيطرة 100% على الدخول والخروج في اي مطار، حتى لو كان رواسي حيث المراقبة مشددة. هذه ليست فرضية يمكننا استبعادها"،
واوضح تروادك ان "اول ما يجب القيام به هو انتشال الحطام الذي سيوفر مؤشرات حول الحادث (...) واذا كان هناك انفجار، فسيكون هناك اثار لمواد متفجرة".
واضاف ان "الاجهزة المسؤولة عن الامن تتولى التدقيق في ظروف الاستعدادات لمغادرة الطائرة، ومعرفة من بامكانه الوصول الى مخابئ الطائرة، وكذلك التدقيق في جميع الركاب".
تك-جم/نحل-اع/نور