مسقط - الشبيبة
في إطار جهوده البحثية المتواصلة لتعزيز الفهم الإقليمي والدولي للسياسة العُمانية، صدرت الطبعة الثالثة من الدراسة الاستراتيجية الموسومة بـ “الرؤية العُمانية للتعاون الخليجي”، التي أعدّها الدكتور محمد العريمي، أحد أبرز الباحثين والإعلاميين العُمانيين المتخصصين في الشأن الخليجي.
وقد تولى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية نشر هذه الطبعة، التي جاءت باللغتين العربية وعدد من اللغات الحية، تأكيدًا على البُعد الدولي لأهمية الطرح العُماني.
تُعد هذه الدراسة مرجعًا نوعيًا في فهم توجهات سلطنة عُمان تجاه مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تُقدِّم قراءة تحليلية دقيقة ومتكاملة للأطر الفكرية والسياسية التي تُشكِّل هذه الرؤية، مُركِّزةً على نهج السلطنة القائم على الاعتدال والواقعية والاستقلالية.
وتمضي الدراسة في تفكيك المبادئ الحاكمة للرؤية العُمانية للتكامل الخليجي، وتوضح مواقف السلطنة من التحديات التي تعترض مسار العمل الخليجي المشترك، كما تستشرف مستقبل هذا التعاون من منظور متدرج يرفض الطروحات المتعجلة أو الشعاراتية، ويؤمن بأهمية التراكم الواقعي والتفاهم المتبادل.
يمزج الدكتور العريمي في هذا العمل بين التحليل الأكاديمي الصارم والخبرة الإعلامية الميدانية، ما يمنح الدراسة بعدًا تطبيقيًا ومعرفيًا في آنٍ معًا، ويجعلها وثيقة فكرية ذات قيمة للباحثين وصناع القرار والمهتمين بمستقبل التعاون الإقليمي في الخليج.
إصدار هذه الطبعة الجديدة مع ترجمتها إلى لغات مختلفة يعكس تنامي الاهتمام الدولي بالرؤية العُمانية، ويؤكد أن سلطنة عُمان، بسياساتها الهادئة والمبنية على الحوار والاحترام المتبادل، تقدم نموذجًا متماسكًا في العمل الخليجي الجماعي.
ويُرتقب أن تسهم هذه الدراسة، في طبعتها الجديدة، في إغناء النقاش الفكري والاستراتيجي حول مستقبل مجلس التعاون، وتعزيز مقاربات جديدة أكثر مرونة وواقعية في التعامل مع التحديات المتسارعة في الداخل الخليجي وعلى المستوى الإقليمي والدولي .