
مسقط - خالد عرابي
دشن مؤخرا القاضي الباكستاني سيد محمد أنور كتابه المهم "المهلب بن أبي صفرة"، وذلك بالمدرسة الباكستانية مسقط بحضور المكرم الدكتور محمد الحجري، عضو مجلس الدولة، ورئيس اللجنة الاجتماعية والثقافية بمجلس الدولة العماني، ونائب رئيس البعثة الدبلوماسية الباكستانية في سلطنة عمان بلال حسن، والفاضل أمير حمزة رئيس مجلس الآباء بالمدارس الباكستانية في السلطنة، ولفيف من قيادات المدرسة الباكستانية مسقط والعاملين بها.
وأكد فضيلة القاضي سيد أنور - وهو واحد من أبرز القضاة في دولة باكستان- خلال حفل التدشين على أن اختياره لشخصية المهلب بن أبي صفرة ليكون عنه هذا الكتاب لم يأت من فراغ، وإنما جاء لأسباب عدة منها: ما لهذا البطل العماني الفذ من دور مهم وحيوي في التاريخين الإسلامي والعربي بصفة عامة، ولما له من تأثير في الشخصية العمانية بصفة خاصة، ولأن مثل هذه الشخصيات التاريخية المهمة والمؤثرة تكون بمثابة القدوة والمثل الصالح لأبناءنا على مر الأجيال المختلفة.
وقال القاضي أنور في تصريحات خاصة للـ "الشبيبة" عقب حفل التدشين، أنه اختار هذه الشخصية أيضا لما لها من أهمية كبيرة بين عمان وباكستان، فهو من قبيلة الأزد العمانية وكما هو معروف عنها أنها من كبرى القبائل العمانية، وهي مهمة في هذه المنطقة، كما أن المهلب بن أبي صفرة شخصيا كان رجل فيلسوف وحكيم وشجاع وشخصية مؤثرة، كما أنه الشخصية التي جلبت الإسلام إلى إلى باكستان عن طريق منطقة كابول - وهي المنطقة أو الأرض التي تعرف باسم دولة باكستان الآن لأنه في ذاك الوقت لم تكن تلك التسميات ولا ترسيم الحدود بالوضع القائم حاليا - وذلك في عام 83 هجري، الموافق 664 ميلادية، وهو أمر مهم جدا لتاريخنا، وللبلدين الصديقين عمان وباكستان، كما أنه رابط مهم أيضا ما بين البلدين لأنه يشكل رابط تاريخي وتراثي وثقافي بين البلدين، كما أن كلا البلدين لديهما نفس التاريخ البحري على خليج عمان والخليج العربي، وهو أمر مهم جدا للتاريخ العربي والتاريخ الإسلامي، كما أنه مهم جدا للمستقبل وللأجيال القادة حينما تعرف هذه الحقائق التاريخية.
وأردف القاضي الباكستاني أنور قائلا: لقد حرصت على تدشين هذا الكتاب في العاصمة العمانية مسقط وخاصة في المدرسة الباكستانية مسقط، وذلك لكي ألفت نظر الجيل الجديد من ابناءنا إلى أهمية هذا القائد الفذ، ولكي يعلم ويتعلم ابناء المدرسة كجيل مقبل لنا أن هذا القائد الفذ لم يكن نجما في عمان فحسب، بل لنا نحن الباكستانيين أيضا، وهذا سيساعد أن يجعل عمان وباكستان أكثر قربا سويا، وأكد قائلا: هذا جزء من مسؤوليتنا تجاه شبابنا والأجيال المقبلة وأيضا تجاه التاريخ والثقافة والتراث.
وأشار أنور إلى أن هذا الكتاب لا يمثل سيرة ذاتية للقائد المهلب بن أبي صفرة، وإنما ركز على دورة التاريخي والقيادي وكيف أثر في باكستان، وأنه كمؤلف جمع في هذا الكتاب الكثير من الحقائق والوثائق التاريخية المهمة جدا عن هذا القائد العماني لتكون متاحة بين دفتي كتاب واحد للجيل بل والأجيال القادمة سواء كان في البداية بالغة الأردية كلغة أم في باكستان، ومن ثم ترجم لاحقا إلى اللغتين العربية والإنجليزية لكي يستفيد منه أكبر عدد ممكن من ابناء تلك اللغات. كما أشار إلى أن المهلب بن أبي صفرة ولد في دبا بعمان، ثم هاجر إلى العراق وفيها أصبح قائدا للعراق وقائد عربي وإسلامي وقد طبع أسمه على العملة في ذاك الوقت.
وقال بأنه أكد في هذا الكتاب على العديد من جوانب هذه الشخصية التاريخية والقائد العربي والمسلم المهم سواء من حيث قيادته وحكمته وشجاعته وبسالته و ذكاءه وفطنته وحكمته وكيف كان قائدا مقدام قاد المنطقة في حينه نحو الكثير من التطور والنمو والرخاء للمنطقة، كما كان يعرف عنه الذكاء و الدهاء في التعامل مع الأعداء.
وقال المكرم الدكتور محمد الحجري، عضو مجلس الدولة، ورئيس اللجنة الاجتماعية والثقافية بمجلس الدولة العماني: أطلعت على هذا الكتاب ووجدت أنه كافيا وشافيا.. وهنا يأتي السؤال المهم والذي يطرح نفسه: لماذا شخصية المهلب بن أبي صفرة مهمة لنا نحن العمانيين في التاريخ العماني؟ وهنا سنفهم لماذا هذا الكتاب مهم لنا في التاريخ العماني وفي الثقافة العمانية أيضا، وأجاب قائلا: "هنا سنفهم أن هذا الكتاب مهم لنا كعمانيين في الشخصية العمانية والتاريخ العماني أيضا، فالمهلب بن أبي صفرة ينتمي لقبائل الأزد وهي من أهم مساكنها في التاريخ في عمان، وقبائل الأزد منها في البصرة في العراق ومنهم من هاجر إليها عندما أسس سيدنا عمر بن الخطاب رضي ألله عنه البصرة، كما أكد الحجرى على أن ابناء المهلب بن أبي صفرة ظلوا على تواصل وفي تردد على عمان ولم ينقطعوا عنها أبدا، فأحد ابناءه كان واليا على عمان في بداية الدولة الأموية، كما أن هذا القائد العماني كان قائدا في العراق ومن ثم لعب دورا كبيرا في التاريخ العربي و الإسلامي، علاوة على أن قبيلته و هي الأزد من كبر القبائل العمانية.