إحياء يوم الأب في العالم العربي يوم 21 يونيو: فرصة ثقافية تنتظر من يسلّط الضوء عليها

مزاج الثلاثاء ١٠/يونيو/٢٠٢٥ ١٦:٤٩ م
إحياء يوم الأب في العالم العربي يوم 21 يونيو: فرصة ثقافية تنتظر من يسلّط الضوء عليها

مسقط - الشبيبة

في منطقتنا التي تعتز بالعائلة وتقدّر الروابط العائلية والتقاليد، من الطبيعي أن نتوقع احتفاءً متساوياً بالأب والأم. لكن الواقع مختلف. ففي حين أصبح يوم الأم مناسبة راسخة في الوجدان العربي، تحضر في المدارس والإعلانات ووسائل الإعلام، يكاد يوم الأب يمرّ دون أن يلاحظه أحد.

في العالم العربي، لا يعرف كثيرون متى يصادف يوم الأب، ولا يخططون له، ولا يتم التطرق له في المؤسسات أو المناهج أو الفعاليات العامة. وفي بعض الدول، لا يُدرج حتى في التقويم الرسمي.

في فلاورد، نرى أن هذا اليوم يستحق أن يُعاد التفكير فيه وأن يُمنح المكانة التي يستحقها.

مناسبة عالمية... لم تجد طريقها محلياً

يُحتفى بيوم الأب في العديد من دول العالم منذ أكثر من قرن، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا. حتى بعض دول منطقتنا بدأت تعتمد هذا اليوم، كما فعلت دولة الإمارات بتحديد تاريخ 21 يونيو موعداً رسمياً له. ورغم ذلك، لا يزال التفاعل معه ضعيفاً.

من أسباب ذلك أنه يأتي خلال الإجازة الصيفية، فيغيب عن المدارس والأنشطة الطلابية. لكن السبب الأعمق يعود إلى الصورة التقليدية للأب، التي غالباً ما تضعه في الظل، مقارنة بدور الأم الأكثر حضوراً في الخطاب العام.

لكن هذا لا يعكس واقع الأبوة وخاصة في يومنا هذا. الآباء الجدد أكثر قرباً من أبنائهم، يشاركونهم تفاصيل الحياة اليومية، ويحملون مسؤولياتهم برعاية واهتمام. ومع ذلك، لا نرى هذا التغير ينعكس في طريقة الاحتفاء بهم.

أجرينا في فلاورد، استطلاعاً لنعرف ما هي المناسبات التي تحظى بأهمية لدى الناس، فكان يوم الأب من بين أول أربع مناسبات يُفكّر الناس في تقديم الهدايا خلالها، رغم غياب الترويج له. وهذا وحده مؤشر قوي: الناس مستعدون للاحتفاء، لكنهم ينتظرون من يفتح لهم الباب.

لماذا يجب أن نهتم بهذا اليوم؟

نتحدث كثيراً عن تضحيات الأمهات، وهذا في محله. لكن للآباء أيضاً حكايات تستحق أن تُروى. حكايات عن الدعم بصمت، عن العمل لساعات طويلة، عن الالتزام اليومي دون أن يُطلب منهم.

عن أب عمل وظيفتين ليضمن تعليم أطفاله، وآخر لم يفوّت يوماً دون أن يُقل أبناءه إلى المدرسة، وأب شاب يوازن بين اجتماعات العمل وقراءة قصص ما قبل النوم لطفله.

هذه القصص تستحق أن تُسمع.

 ويوم الأب يمنحنا المساحة لنقول لهم: نحن نراكم.

هو أيضاً فرصة لإعادة النظر في الأدوار التقليدية، وللحديث عن الشراكة في التربية، وعن أن الحب لا يظهر دائماً بالطريقة ذاتها في كل بيت.

ماذا تفعل فلاورد هذا العام؟

منذ تأسيسنا، كنا نؤمن أن الهدايا ليست مجرد منتجات، بل تعبير عن مشاعر وتقدير. ويوم الأب، برأينا، هو إحدى المناسبات التي لم تُمنح فرصتها بعد.

ولذلك، قررنا أن نبدأ.

سنطلق هذا العام حملة واسعة في الدول التي نعمل بها نعيد من خلالها الأب إلى الواجهة. الحملة تشمل محتوى قصصي، واختيارات مدروسة للهدايا، وتعاونات مع مؤثرين، وأفكاراً تفتح المجال للناس للتعبير عن تقديرهم لآبائهم بطريقة أعمق.

ولم نتوقف عند الحملات. نعمل أيضاً على الأرض من خلال مبادرات مجتمعية تحتفي بالآباء المسنين الذين يعيشون في دور الرعاية والذين قد لا يلتفت إليهم أحد والآباء الجدد الذين يعيشون شعور الأبوة لأول مرة. هذه هي القصص التي نود تسليط الضوء عليها.

إلى أين نتجه؟

لا نريد لهذه الحملة أن تكون لحظة عابرة. هدفنا أن يصبح يوم الأب جزءاً من الثقافة، مناسبة حقيقية ينتظرها الناس، يُحتفى بها في المدارس، وتجد طريقها في الإعلام، وتُخطط لها الأسر كما تفعل مع غيرها من المناسبات.

لأن التقدير لا يجب أن يُمنح فقط لمن يطلبه، بل أيضاً لمن استمر في العطاء دون أن يتوقع شيئاً بالمقابل.

قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في فلاورد، السيد/ عبدالعزيز باسم اللوغاني: "منذ البداية، كانت فكرة فلاورد تدور حول المشاعر الحقيقية. نحن لا نوصل هدايا فقط، بل نوصل لحظات ومشاعر. ويوم الأب هو أحد تلك اللحظات التي بدأ الناس يشعرون بأهميتها، حتى وإن لم يُحتف بها بالشكل الكافي من قبل. اليوم، نحن نعمل على تغيير ذلك، ونفخر بأن نكون من أوائل من يأخذون هذه الخطوة."

هذه مجرد البداية

بعض المناسبات وُلدت معنا، وبعضها الآخر يحتاج من يرعاه حتى يكبر، ويوم الأب في العالم العربي يحتاج إلى من يرعاه، ونحن هنا لنمنحه ما يستحقه.

لأن التقدير الحقيقي يبدأ بأن نلتفت لمن كان دائماً موجوداً، دون أن يُطلب منه شيء.