ختام فعاليات المؤتمر الدولي "المتاحف ودورها في التنمية السياحية" بمتحف عُمان عبر الزمان

مزاج الأربعاء ٢١/مايو/٢٠٢٥ ١٢:٥٣ م
ختام فعاليات المؤتمر الدولي "المتاحف ودورها في التنمية السياحية" بمتحف عُمان عبر الزمان

مسقط - الشبيبة

اختتمت مساء أمس الثلاثاء أعمال المؤتمر الدولي "المتاحف ودورها في التنمية السياحية"، الذي نظمه متحف عُمان عبر الزمان بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وذلك تحت رعاية معالي نصر بن حمود الكندي، أمين عام شؤون البلاط السلطاني، رئيس مجلس أمناء متحف عُمان عبر الزمان.



شهد اليوم الختامي للمؤتمر تقديم ثلاث جلسات علمية ناقشت المحور الرابع "التقنيات الرقمية في العرض المتحفي ودورها في السياحة"، واحتوت على خمس عشرة ورقة علمية وبحثية قدّمها نخبة من الأكاديميين والخبراء من مختلف دول العالم، تركزت في مجملها على توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الحديثة في إثراء تجربة الزائر وتعزيز جاذبية المتاحف على المستويين السياحي والثقافي.

كلمة المشاركين

وفي كلمة المشاركين قدمها الأستاذ الدكتور محمد إسماعيل النصرات - أستاذ جامعة الحسين بن طلال - الأردن، أعرب عن بالغ الشكر والتقدير للسلطنة قيادةً وشعبًا، لما حظي به المشاركون من حفاوة استقبال ودقة في التنظيم، مشيرًا إلى أن المؤتمر شكّل منصة علمية حوارية جمعت نخبة من المتخصصين وأسهمت في تبادل الرؤى وتعزيز التكامل المعرفي حول دور المتاحف في دعم التنمية المستدامة.

التوصيات الختامية

واختُتم المؤتمر بمجموعة من التوصيات العلمية، قدّمها الأستاذ الدكتور محمد بن علي البلوشي، رئيس اللجنة العلمية، تمثّلت أبرزها في الدعوة إلى تبني استراتيجيات رقمية متكاملة ترتكز على الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة الزائر وتعظيم الأثر الثقافي والسياحي، والعمل على دمج المتاحف في السياسات السياحية عبر تطوير متاحف المواقع الأثرية وغير المادية، إلى جانب دعم المتاحف المتنقلة والعلمية والأدبية كنماذج بديلة تربط بين المعرفة والتجربة في المجتمعات الهامشية، كما أكدت التوصيات أهمية بناء شراكات مؤسسية مع الجهات التعليمية والمهنية بهدف تنمية القدرات الفنية وتعزيز التكامل بين التعليم والسياحة، إضافة إلى تفعيل دور المتاحف كمراكز تفاعلية محفّزة للاقتصاد المحلي من خلال الاستثمار في الابتكار وريادة الأعمال الثقافية.

تفاصيل الجلسات العلمية

الجلسة الأولى تناولت خمس أوراق عمل تمحورت حول دور المتاحف في التعليم والثقافة والسياحة، حيث استعرضت الدكتورة أولغا نيفيدوفا من روسيا في ورقتها أهمية التوازن بين الأسس النظرية والتطبيق العملي في تعليم إدارة المتاحف، فيما سلّطت نور جواهر بنت راديان من ماليزيا الضوء على الدور الحيوي للمتاحف في تعزيز الانسجام الثقافي والتنوع العرقي من خلال التعليم والتجربة المتحفية، كما ناقشت فرزانة والي بور من إيران في ورقتها إمكانيات المتاحف المتنقلة في تعزيز التعليم خارج الفصول الدراسية وإشراك الطلبة، بينما تناولت الدكتورة مُزكّي بشوري من إندونيسيا تجربة تعليمية رقمية رائدة من خلال إشراك الطلبة في إنتاج قصص متحفية ضمن متحف سانغيران، واختتمت الجلسة بورقة أنتونيا راهايو روزاريا من إندونيسيا، التي استعرضت كيف يمكن للمتحف الأدبي أن يربط النصوص الأدبية بالواقع التعليمي ويوفر منصة للحوار حول قضايا التعليم والتنوع الثقافي.

الجلسة الثانية خُصصت لمناقشة "التقنيات الرقمية في العرض المتحفي"، حيث تناول الدكتور محمد أبو الفتوح غنيم من مصر في ورقته دور التكنولوجيا الحديثة في توثيق الآثار وتحديد مسببات تدهورها باستخدام تقنيات التصوير والتحليل الرقمي والليزري، تلتها ورقة الدكتورة هبة حسن عامر التي استعرضت من خلالها إمكانيات تحويل الشخصيات التاريخية إلى نماذج رقمية تفاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة تعليمية وسياحية مميزة، فيما قدّمت الدكتورة آسية مقشوش من الجزائر دراسة حول الرقمنة كبديل مستدام لإعارة المسكوكات، باستخدام التوثيق ثلاثي الأبعاد، كما ناقش الباحث محمد فايز الرحمن مع فريقه تجربة تأسيس متحف موقع في جزيرة سقطرى لصون التراث الثقافي باستخدام أدوات رقمية ومنهج تشاركي، بينما اختتمت الجلسة بورقة إيمان بنت يوسف السليمية من سلطنة عمان التي سلطت الضوء على استخدام التقنيات الحديثة في تطوير تجربة الزائر بمتحف عُمان عبر الزمان، ودورها في تعزيز التسويق السياحي الثقافي.

الجلسة الثالثة اختتمت أعمال المؤتمر بمجموعة من الأوراق التي استعرضت رؤى متقدمة حول الذكاء الاصطناعي في السياحة المتحفية، حيث قدم الدكتور وليد معالي من الجزائر ورقة حول "الدليل العقلي" ودوره في اكتشاف التراث العماني عبر التوجيه الشخصي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، بينما تناول الدكتور إكرام قارة أثر الذكاء الاصطناعي في تفعيل تجربة الزوار داخل المتاحف، وقدمت الدكتورة عائشة كرم من الإمارات ورقة عن دمج التقنيات الرقمية في المتاحف المعاصرة، كما استعرض الدكتور بلقاسم بن دادي من الولايات المتحدة الأمريكية إمكانات تطوير "المتحف الذكي التفاعلي"، وتطرقت منال محمد حسن أبو زيد من مصر إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي متعدد الأطياف لفحص وتوثيق القطع الأثرية، فيما قدّمت سامية بنت ناصر الشيكرية من سلطنة عمان دراسة حول ملاءمة المواقع التراثية كمراكز عرض وصون للتراث الثقافي، واختتمت الجلسة بورقة نصر الدين منصر من الجزائر التي تناولت فكرة “مرشد المتحف الذكي” كأداة تفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تعزز تجربة الاستكشاف المتحفي