الكلية العالمية تُبرز ريادتها في أسبوع عُمان للاستدامة 2025 عبر مشاريع طلابية تعكسُ الوعي بالمستقبل والتوجّهات العالمية

تكنولوجيا الثلاثاء ٢٠/مايو/٢٠٢٥ ١٦:٤٩ م
الكلية العالمية تُبرز ريادتها في أسبوع عُمان للاستدامة 2025 عبر مشاريع طلابية تعكسُ الوعي بالمستقبل والتوجّهات العالمية

مسقط - الشبيبة 

شهد أسبوع عُمان للاستدامة 2025 حضورًا ومشاركةً واسعة شملت مختلف المؤسسات من قطاعات حيوية مثل الطاقة والنفط والتعليم والبيئة وغيرها، في تنافسٍ جميل لإبراز الحلول المُبتكرة والمشاريع المميّزة التي تخدم مجال الاستدامة وتساهم في تحقيق المستهدفات في هذا الجانب، وتأتي بين هذه المشاركات مشاركة الكلية العالمية للهندسة والتكنولوجيا، ممثلةً بقسم التخطيط الحضري والإدارة البيئية، في المعرض المصاحب لهذا الحدث، حيث حظيت هذه المشاركة بحضورٍ لافت وإقبال مميز، استُعرض فيها مجموعة من المشاريع الطلابية والمبادرات البحثية، في قالبٍ يجسّد التزام الكلية وحرصها العميق على إعداد جيل قادر على قيادة التغيير والإسهام في بناء مستقبلٍ أكثر استدامة لأجل عُمان.

 

الاستدامة ليست خيارًا وإنما مسؤولية

عبر لقاءٍ خاص مع الدكتورة آمنة السعدية، رئيسة قسم التخطيط الحضري والإدارة البيئية، أكّدت أن مشاركة الكلية في هذا الحدث المحلي الضخم تنبعُ من التزامٍ أكاديميّ ومهنيّ بمفاهيم الاستدامة المتكاملة، وهو ينمُّ عن إدراكٍ عميق لدور المؤسسات التعليمية في ترسيخ هذه المبادئ وغرس القيم التي من شأنها أن تبني جيلاً أكثر وعيًا وإدراكًا للتحديات، وقادرًا على ابتكار الحلول الفعّالة، وأضافت: "نحن لا ندرّي الاستدامة كمفهومٍ نظريّ فحسب، بل نترجمها إلى مشاريع واقعية وأفكار حيوية قابلة للتطبيق، كما نسعى لتمكين طلبتنا ليكونوا شركاء فاعلين في مسيرة التنمية، عوضًا عن كونهم متلقّين للمعرفة فقط".

وحول دور الكلية العالمية للهندسة والتكنولوجيا في دعم تحقيق رؤية عُمان 2040، أوضحت السعدية: "برامجنا الأكاديمية مصمّمة بحرصٍ وعناية لتتماشى مع مستهدفات الرؤية الوطنية، لاسيّما في محاور البيئة والطاقة والمدن الذكية، كما نركّز على تخصّصات إدارة البيئة وممارساتها، والتخطيط الحضري والإقليمي، وتكنولوجيا الطاقة المتجددة وإدارتها، وتكنولوجيا التصميم المعماري، إلى جانب اعتمادنا على أدوات رقمية متقدمة ومُبتكرة تحاكي بيئات العمل المستقبلية، وتهيئ الطلبة وتعزز جاهزيتهم للاستجابة لمتطلبات سوق العمل".

 

 

صوت الطلبة: مشاريع تترجم طموحات وطنية

تضمّنت هذه المشاركة والتي استمرّت على مدار الأيام الثلاثة للمعرض، مشاركة زكريا المخيني، طالب بالعام الأكاديمي الأخير في برنامج تكنولوجيا العمارة والتصميم، بمشروع يحمل عنوان "التبريد السلبي من خلال تصميم يعتمد على الكتلة الحيوية"، وحول هذه المشاركة أوضح المخيني: "مشاركتي في هذا الحدث فتحت أمامي فرصًا كبيرة للتفاعل مع مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وأتاحت لي الفرصة لعرض فكرة مبتكرة وقابلة للتنفيذ لخدمة المجتمع، ويحدوني الفخر لمساهمتي في تشكيل واقع جديد أكثر استدامة لعُمان".

كما شاركت مجموعة من الطالبات الخرّيجات من قسم التخطيط الحضري والإقليمي في ركن الكلية، وذلك عبر تقديم نموذج متكامل لمجتمع سكنيّ ذكيّ منخفض الانبعاثات الكربونية، وعبّر الفريق عن سعادته بهذه المشاركة بقوله: "أسبوع عُمان للاستدامة يعدّ منصّة استثناية لعرض الأفكار المُبتكرة والريادية للطلبة على أصحاب القرار، فنحن كطلبة نحتاج لمثل هذه المنابر والفرص التي تعزّز من ترابطنا مع الواقع العملي، وتُسهم في إيصال أصواتنا وابتكاراتنا وتميزنا إلى المعنيين في القطاعين العام والخاص".

 

جسر من التواصل بين القطاع الأكاديمي والصناعة

تميّزت مشاركة الكلية، ممثلةً بقسم التخطيط الحضري والإدارة البيئية، لهذا العام بتركيزها على فتح النقاشات الجادة والحوارات العميقة مع صُنّاع القرار والمهنيين والخبراء في مجالات التخطيط والطاقة والبيئة، حيث أوضحت الدكتورة آمنة السعدية: "نعملُ على بناء شراكات استراتيجية مع القطاعين الحكومي والخاص، ونحن نعتبر هذا النوع من الفعاليات والأنشطة فرصةً مثالية لتعزيز الثقة بدور الكلية العالمية للهندسة والتكنولوجيا كمركزٍ معرفيّ واستشاريّ في مجالات التخطيط الحضري والتنمية المستدامة".

 

دعوة للتعاون وبناء الشراكات

في ختام هذه المشاركة؛ وجّه فريق الكلية دعوة عامة لكافّة الجهات الحكومية والخاصة، والمؤسسات البحثية والمجتمعية، وذلك لاستكشاف المشاريع الطلابية المعروضة من قبل الطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية، والتي تمثّل مخرجات علمية وتطبيقية قابلة للتطوير والتوظيف في مجالات الاستدامة المختلفة، كما أوضحت السعدية أن الكلية العالمية للهندسة والتكنولوجيا تسعى عبر مشاركتها إلى فتح آفاق التعاون البحثيّ والاستشاري، وتطوير المبادرات الأكاديمية لتُسهم في إنتاج الحلول العملية المبتكرة، التي تخدم أولويات الاستدامة في عُمان والمنطقة.

وأضافت السعدية: "نحن نؤمن أن المعرفة لا تكتمل إلا عبر تحويلها لأداة تغيير، لذا نعمل على تعزيز دور فريقنا الأكاديمي في بناء الشراكات الاستراتيجية مع القطاعات المختلفة، ونشجّع على استثمار مُخرجات البحث والتطوير في إنشاء مبادرات ومشاريع ريادية، تعزّز من فرص الابتكار والنموّ في الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر".

كما أكّد فريق الكلية على استعداد لتوقيع مذكرات تفاهم مع الجهات المهتمة لتفعيل التعاون في مجالات البحث العلمي، والتدريب العملي، واستثمار المشاريع الواعدة، بما ينسجم مع رؤية عُمان 2040، وبما يُسهم في بناء مجتمعٍ معرفيّ واقتصادٍ مُستدام، قائم على الابتكار والشراكة بين مختلف المؤسسات.