
مسقط - ش
استضافت دار الأوبرا السلطانية مسقط بفخر أمسيتين لا تُنسى بعنوان "ذكريات الحمراء: رحلة في عالم الموسيقى العربية الأندلسية" وذلك يومي الخميس ٨ والجمعة ٩ مايو الجاري، وقد أسر هذا الإنتاج الجديد الأصيل لدار الأوبرا السلطانية مسقط قلوب الجمهور الذي تفاعل مع هذا العرض الذي احتفى، بشكل مؤثّر، بالإرث الفني المشترك للثقافتين العربية والأندلسية، وتجسّد من خلال الموسيقى والرقص والسرد المشوّق لهذا العرض الذي أنجز بالتعاون مع (آرتيس ريد) ومجلس إدارة قصر الحمراء.
وقد تجاوز عرض "ذكريات الحمراء" حدود الزمان والمكان، عبر نسيج فنّي غنيّ بالذاكرة الثقافية، وقام بأداء العرض فرقة الفلامنكو البارعة الحاصلة على عدّة جوائز بقيادة المايسترو أنطونيو أندرادي، وفرقة علاء زويتن للموسيقى العربية، وأوركسترا الفلامنكو الإشبيلية، في مزيجٍ آسرٍ من الفلامنكو والموسيقى العربية الكلاسيكية والقراءة المعاصرة لأحداث الماضي عبر عرض عالمي مشوّق عدّ هو الأول من نوعه على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط، فاستمتع الجمهور بتجربةٍ مميّزة مستلهمة من التراث العربي، حيث نشأ هذا الفن الأدائي الكلاسيكي البديع في حقبة سابقة، وظلّت حيّة إلى اليوم.
بدأ العرض بمشهد "فناء الأسود" الذي جاء عبر حوار غنائي بين الفنانة بسمة جبر، وأسبيرانزا جاريدو، وأدّت فرقة الاستعراض رقصة "سيجيريا بالعصي"، أعقبه المشهد الثاني الذي حمل عنوان "باحة الريحان" وقد برع بأدائه خوسيه جالفان مع فناني الفلامنكو والموسيقى العربية، وأوركسترا الفلامنكو، واندمجت الموسيقى العربية مع الفلامنكو والإيقاعات الإسبانية في مشهد "قاعة الأختين"، ورفع من وتيرة الحماس مشهد "حدائق جنة العريف" وهو من أداء علاء زويتن والفرقة العربية بمصاحبة الفنان العماني زياد الحربي، وبرعت فرقة الاستعراض مع فناني الفلامنكو في أداء المشهد الخامس "فناء لينداراخا"، وأدّت سارا لوكي فقرة فنية بمصاحبة الفنانين العرب وأوركسترا الفلامنكو، وفي مشهد "قاعة المشور والغرفة الذهبية" أبدع العازف زياد الحربي برفقة الفرقة العربية، وأدّى أورسولا مشهد "قاعة الملوك" بمرافقة عازفي موسيقى الفلامنكو والموسيقى العربية وأوركسترا الفلامينكو.
وأختتم البرنامج بأغنية "أوه يا زينة" التي امتزجت فيها الموسيقى العربية، بالموسيقى الغربية، وصفّق الجمهور طويلا لرقصات المؤدّين الذين تفاعلت أجسادهم وأرواحهم مع اللحن العماني، الذي جاء بقيادة عازف العود زياد الحربي وقد أضفى الحربي مع الإعلامي قصي منصور الذي قام بأداء دور الراوي عمقًا وجدانيّا وصبغة محلّيّة على العرض، بينما وضع العازفون المنفردون المعروفون: أنطونيو أندرادي، وعلاء زويتن، وغراسي ديل ساز، وأورسولا مورينو، وخوسيه جالفان على المسرح، لمسةً فنيةً عالميةً وروحًا مميزة.
وفي تعليقه على هذا الإنتاج ومكانته في الموسم، قال أومبرتو فاني، المدير العام لدار الأوبرا السلطانية مسقط: "مع اقتراب موسم 2024-2025 من نهايته، يمثّل عرض "ذكريات الحمراء" تذكيرًا بقوّة الفن، وتأثيره على الجمهور، وقدرته على مدّ جسور التواصل بين الهويّات، والثقافات الإنسانيّة المختلفة، وبهذه المناسبة تؤكّد دار الأوبرا السلطانية مسقط التزامها بتعزيز لغة الحوار بين الثقافات والحفاظ على التراث الفني من خلال إنتاجات عالمية المستوى".
ومع ختام الموسم، نُذكّر الجمهور بأن التذاكر لا تزال متاحة لحفلي راغب علامة المرتقبين اللذين سيُقاما يومي الخميس والجمعة الموافقين 23 و24 مايو الجاري. حيث سيكون هذا الحفلان اللذان سيحييهما النجم اللبناني المحبوب مسك ختام موسم 2024-2025 الفنّي المذهل ببرامجه وعروضه، وأنشطته المتنوّعة.
للحصول على التذاكر، والمزيد من المعلومات، زوروا موقع دار الأوبرا السلطانية مسقط
(www.rohmuscat.org.om)