ليزيت برولي - ترجمة: أحمد بدوي
عندما تتناول الكاري أو أطباق الطعام التي أضيف لها البهارات الحارة فالاحتمال الأكبر أنك ستشعر بسيلان في الأنف، وتفسر لنا لورين فوجيلبوم الأسباب في أحدث الشرائط المصورة من برنامج كيف تعمل الأشياء HowStuffWorks تحت عنوان: لماذا تتسبب التوابل الحارة في سيلان الأنف؟ وكيف تؤدي المواد الكيميائية الحارة الكبسيسين وأليل الأيزوثيوسيانات allyl isothiocyanate إلى تهيج الأغشية المخاطية للأنف، حيث تستثير إنتاج المزيد من المخاط للحد من تأثير مسببات الحساسية والغبار في الجو والمواد الأخرى غير المرغوب بها بعيدا عن الجهاز التنفسي.
ويعد الكابسيسين وأليل الأيزوثيوسيانات هما المسؤولان عن الطعم الحريف الحار في الأطعمة، ويوجد الكابسيسين وهو أشهر المركبات المهيجة في الأطعمة الحارة في أنواع الفلفل حيث يوجد به أكبر تركيز من الأنسجة التي تحتوي على البذور الحارة، في حين يوجد أليل الأيزوثيوسيانات وهو زيت عديم اللون في الخردل والوسابي الذي يمنح هذه الأطعمة الطعم الحار، كما يستخدمه منتجون كعنصر في صنع المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات.
وتعمل المواد الكيميائية التي تتسبب في هذا الشعور بالطعم الحار على مستقبلات الألم الموجودة في اللسان وليس التذوق، كما أنها تميل إلى تهييج الأغشية المخاطية في الفم والأنف والحلق والجيوب الأنفية أي الوجه بشكل رئيسي. والأغشية المخاطية هي البطانات التي تحمي الرئتين ومختلف فتحات وتجاويف الجسم من العوامل المعدية مثل الفطريات والبكتيريا والفيروسات. والأغشية المخاطية الموجودة في الأنف هي المسؤولة عن إفراز مخاط الأنف.
وبمجرد أن تستثير أي من تلك المواد الكيميائية الأغشية، يتم إفراز مخاط إضافي كآلية للدفاع، وهذه هي طريقة اعتراض الجسم على المواد الكيميائية المزعجة، ومنعها من الوصول إلى الجهاز التنفسي.
وسيلان الأنف ليس أمرا سيئا دائما، فعندما يصاب الإنسان بالبرد أو الزكام -نتيجة تناول أطعمة غنية بالتوابل- يؤدي ذلك إلى سيلان الأنف، ما يجعلنا نشعر ببعض الارتياح. إلا أن الخصائص العلاجية الموجودة في الأطعمة الحريفة تمنح راحة مؤقتة فقط، لأن تهيج مستقبلات الكابسيسين وأليل الأيزوثيوسيانات يمكن أن يتسبب في تمدد العضلات في الأنف ومن ثم السماح بدخول المزيد من الهواء، وتقوم المستقبلات الموجودة في الأنف حينئذ بتنبيه العقل أن التنفس أصبح أكثر سهولة، وعندما تتلاشى الحرارة يعود الاحتقان مجددا.
عن ميديكال ديلي