مسقط -
نظّمت فرقة الشهامة للفنون الشعبية بولاية المضيبي في محافظة شمال الشرقية مهرجاناً للفنون الشعبية بمشاركة عدد من فرق الفنون العُمانية المغناة بمختلف محافظات السلطنة، وبمناسبة افتتاح المقر الجديد للفرق وذلك برعاية عضو مجلس الشورى ممثل ولاية المضيبي سعادة الشيخ حمدون بن حمود الفزاري وبحضور عدد من المعنيين بالمؤسسات الحكومية والخاصة والمهتمين بالفنون العُمانية المغناة بالسلطنة.
وقال الشيخ محمد بن حميد الحارثي -رئيس الفرقة- في كلمة المناسبة بأن المهرجان يأتي للاحتفاء بالمقر الجديد، وأن الفرقة تعتبر أحد الفرق العُمانية التي أُشهرت مؤخراً من قِبل وزارة التراث والثقافية لتعلن عن نفسها كأحد الفرق الشعبية البارزة التي حققت نقلة نوعية كبيرة في الأداء والمشاركة في مختلف الفعاليات، مضيفاً أن المهرجان والذي تشارك به مجموعة من الفرق الشعبية بمحافظات شمال الشرقية وجنوبها والداخلية يأتي ليترجم أهمية الفنون الشعبية في المجتمع العُماني.
الرزحة والعازي
مهرجان الفنون الشعبية بولاية المضيبي والذي يقام للمرة الأولى تضمن إقامة أمسية شعرية بمشاركة مجموعة من شعراء الشعر الشعبي وشعر الميدان بالسلطنة، وتضمن الاحتفال إلقاء القصائد الشعرية وتقديم العروض المرئية والأهازيج الشعبية من فنون الرزحة والعازي، حيث برزت الفنون الشعبية العُمانية خلال المهرجان وهي جزء من التراث العُماني غير المادي برزت بجمالياتها الفنية في الأشعار وطرق التأدية وخاصة في فني الرزحة والعازي وهي تعدّ أبرز هذه الفنون الشعبية العُمانية وتحديداً في محافظة شمال الشرقية، وجسّدت مشاهد المهرجان تلك الفنون وهي تؤدى لاستنهاض الهمم بين الرجال وسط أهازيج وأنغام الكاسر والرحماني وبجمال مهارات الزفن بالسيف عند تأدية فن الرزحة العريق الذي تبرز أشعاره القصافي والال العود بصورة تجسّد جماليات فنوننا العُمانية المغناة كلمة ومعنى وأداءً، وفي ختام الفعالية قام راعي المناسبة بتكريم اللجان المشرفة على المهرجان والفرق الشعبية المشاركة.
الجدير بالذكر أن الفنون الشعبية تعتبر تاريخاً زاهراً للحضارة العُمانية منذ القدم خاصة أن فنون الرزحة كانت تستخدم وبصور عدة في الحروب والسفر ورحلات طلب الرزق وغيرها من جوانب الحياة العُمانية، حيث عُرف فن الرزحة بأنه فن السيف وفن المبارزة بين الزافنين، وكذلك فن الشعر والمطارحات الشعرية بين كبار الشعراء، وللرزحة أنواع متعددة، تختلف باختلاف حركة المشاركين فيها ونوع وسرعة الإيقاع الذي يحكم هذه الحركة، والبحر الشعري الذي يكون منه غناء شلات الرزحة، والموضوع الذي يتناوله الشاعر عندما يرتجل شعر الشلة.