مركزُ التواصل الحكومي ينظم لقاءه الـ 28

بلادنا الاثنين ٠٥/مايو/٢٠٢٥ ٠٩:٥٧ ص
مركزُ التواصل الحكومي ينظم لقاءه الـ 28

الشبيبة - العمانية 

نظم مركز التواصل الحكومي لقاءه الثامن والعشرين، تحت رعاية معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040"، وبمشاركة مديري وممثلي دوائر التواصل والإعلام في الجهات الحكومية ضمن جهود المركز في تعزيز الخطاب الإعلامي الوطني، وترسيخ حضور الرؤية في الأنشطة الاتصالية.

وأكّد إبراهيم بن سالم السالمي مدير عام مركز التواصل الحكومي في كلمة خلال افتتاح أعمال اللقاء أنّ الإعلام ليس فقط وسيلة لنقل المعلومة، بل أداة لبناء الوعي المجتمعي وتعميق الفهم الجماهيري بالتوجهات الوطنية ومن هذا المنطلق حرص المركز على حضور رؤية "عُمان 2040" في كل منصة، وبكل لغة إعلامية تستخدم من الخبر الرسمي إلى المحتوى الإبداعي عبر وسائل التواصل.

وأضاف أنّ هذا اللقاء هو فرصة لتبادل الرؤى والأفكار، وتطوير المبادرات الاتصالية التي تقرّب الرؤية من الناس، بأساليب تواكب تطلعات المجتمع، لا سيما فئة الشباب.

وقال معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040"، في كلمته: " إنّ البرامج الاتصالية لرؤية "عُمان 2040" تُعدُّ أحد الممكنات المحورية لتحقيق تواصل فعّال ومستدام حول الرؤية وأولوياتها الوطنية مستندًا في ذلك إلى الدور الحيوي الذي تضطلع به مختلف الجهات الحكومية والخاصة في تعزيز الوعي المجتمعي برؤية "عُمان 2040"، واستعراض ما تحقق من مشروعات ومبادرات تنعكس إيجابًا على المؤشرات المحلية والدولية للرؤية.

وأضاف معاليه أنّ البرنامج سيسعى إلى تقديم الدعم الاتصالي اللازم في مختلف المراحل التنفيذية للرؤية مع المتابعة الدقيقة لمتطلبات كل مرحلة بما يضمن تكامل الرسائل الاتصالية وتحديثها بما يتلاءم مع تقدم الإنجاز مؤكّدًا على أن أدوار الجهات باتت أكثر وضوحًا من خلال مواءمة استراتيجياتها مع أولويات الرؤية.

وأشار معاليه إلى أنّ مكاتب متابعة تنفيذ "رؤية عُمان 2040" في الجهات تعدُّ شريكًا داعمًا لدوائر التواصل والإعلام، من خلال رفدها بالبيانات الدقيقة حول الجهود والمشروعات بما يمكّنها من أداء رسالتها الاتصالية على نحو أكثر فاعلية ومهنية.

وسعى اللقاء إلى تحقيق عدد من الأهداف، من بينها تأكيد أهمية ربط محتوى الجهات الحكومية وإنجازاتها بالمستهدفات الوطنية، وتطوير الخطط الإعلامية بما يخدم التوجهات الاستراتيجية العامة، إلى جانب التعريف بحوكمة العمل الاتصالي وآلياته المؤسسية.

وتضمن اللقاء عرض فيديو توثيقي حول رؤية "عُمان 2040" قدّمه عبدالله السعيدي، مشرف البرنامج الاتصالي بوحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040"، استعرض خلاله أبرز محطات العمل الاتصالي المرتبط بتنفيذ مستهدفات الرؤية. وتناول العرض أبرز الجهود في تطوير الاتصال الاستراتيجي المصاحب لتنفيذ رؤية "عُمان 2040"، مؤكدًا على أهمية التواصل المستمر والفعال مع المجتمع لضمان التفاعل والتأييد المجتمعي لمشاريع الرؤية.

وتطرّق العرض إلى مراحل تطوير الهوية الاتصالية للرؤية، شملت تصميم الرسائل الإعلامية الموحدة، وبناء منصات التواصل الرسمية، وتعزيز الحضور الرقمي عبر الوسائل الحديثة، وملامح الجهود الاتصالية التي رافقت تنفيذ رؤية "عُمان 2040"، وأهمية بناء تواصل نشط ومستدام مع مختلف فئات المجتمع لضمان الفهم والدعم الواسع للرؤية.

وتضمّن العرض شرحًا لمراحل تطوير الهُوية الاتصالية للرؤية، بما في ذلك إعداد محتوى إعلامي موحّد، وإطلاق المنصات الرسمية، وتعزيز التفاعل الرقمي عبر أدوات الاتصال الحديثة، بالإضافة إلى المبادرات والحملات الإعلامية التي دعمت مراحل الإعداد والتطبيق، إلى جانب اللقاءات المجتمعية التي سعت إلى تعزيز وعي المواطنين وإشراكهم في مراحل تنفيذ الرؤية.

وأكّد العرض على أهمية التنسيق المؤسسي والتكامل الإعلامي بين مختلف الجهات الحكومية لتوحيد الرسائل وتعزيز صورة الرؤية باعتبارها مشروعًا وطنيًّا يركز على دور التحليل الإعلامي واستطلاعات الرأي مثل أدوات لقياس الأثر الاتصالي وتوجيه الرسائل بشكل يتناسب مع متغيرات الرأي العام والبيئة الإعلامية الحديثة.

وقدّم المكرّم البروفيسور عبدالله بن خميس الكندي، عضو مجلس الدولة ورئيس قسم الإعلام بجامعة السُّلطان قابوس، عرضًا عن أهمية التكامل المؤسسي في بناء السمعة الوطنية، حيث تناول فيه مفهوم الاتصال المؤسسي باعتباره نظامًا متكاملًا لنقل المعلومات بين المؤسسة ومختلف الأطراف المعنية، لتحقيق تواصل فعّال يسهم في دعم الأهداف الاستراتيجية وتعزيز الهُوية المؤسسية.

ووضّح المكرّم أن الاتصال المؤسسي تطور من دور تقني وتكتيكي إلى وظيفة استراتيجية، تركز على إدارة السمعة، والتواصل في الأزمات، وتوحيد الرسائل بما يتماشى مع رؤية المؤسسة، خاصة في سياق رؤية "عُمان 2040".

وتطرّق المكرّم إلى العلاقة بين الاتصال المؤسسي وغيرها من المجالات مثل الاتصال التسويقي، والعلاقات العامة، والاتصال الداخلي، مشيرا إلى أنّ كلًّا منها يخدم أهدافًا مختلفة لكنها تتكامل في بناء صورة المؤسسة.

وأكّد المكرّم على أهمية الصورة الذهنية والسمعة في دعم المؤسسات الوطنية، مبينًا أن الاتصال الفعّال يسهم في تعزيز السمعة عبر التفاعل المستمر، والتواصل الداخلي، وإبراز القيم والنجاحات. كذلك أوضح معوقات الاتصال مثل ضعف القيادة، واختلاف الخلفيات الثقافية، وبطء الاستجابة، وأوصى بتجاوزها من خلال تخطيط اتصالي دقيق وتطوير مهارات الكوادر.

وختم المكرّم عرضه بجملة توصيات لدعم حضور رؤية "عُمان 2040" في الأنشطة الاتصالية ، شملت تبني سياسات اتصالية واضحة، مثل إنتاج محتوى إعلامي تفاعلي وتثقيفي، وإبراز الإنجازات والبيانات، والتفاعل الإيجابي مع الجمهور عبر المنصات المناسبة.

وقدّمت سميرة السريحية، الباحثة الإعلامية بمركز التواصل الحكومي، عرضًا حول الدليل الاسترشادي لاستخدامات رؤية عُمان 2040 اتصاليًّا، موضحةً تطبيقاته العملية في الأنشطة الإعلامية الحكومية.

وأشارت إلى أنّ الدليل يُعدُّ مرجعًا يمكن الاستناد إليه عند تخطيط الأنشطة الاتصالية والإعلامية المرتبطة بمشروعات الحكومة ومبادراتها.

ووضّحت أنّ الدليل يهدف إلى إيجاد آليات واضحة لتحقيق الربط المحكم بالرؤية في مختلف الأنشطة الاتصالية والإعلامية المختلفة، والإسهام في تعزيز صورتها الذهنية، وبيان ارتباطها بالمشروعات والمبادرات التي تنفذها المؤسسات. ويتمُّ ذلك من خلال ربط المحتوى المتعلق بالإنجازات بأولويات الرؤية والبرامج الوطنية وخطط التنمية الخمسية، بما ينعكس تباعًا على أعمال المؤسسات.

واستعرضت زكية البلوشية، مديرة دائرة التخطيط والدراسات بالهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، أبرز ملامح تجربة الهيئة في مواءمة أعمالها مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040".

وقدمت بيانات شاملة عن المناطق التي تشرف عليها الهيئة، وأبرز العرض دور الرؤية المستقبلية في توجيه جهود الهيئة نحو تعزيز الحوكمة ورفع كفاءة الأداء المؤسسي، عبر محاور تشمل التكامل المؤسسي، والاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، وتحفيز التعاون بين القطاعات المختلفة.

واستعرضت الخطوات العملية لتعزيز ارتباط الهيئة بالرؤية، من خلال تنفيذ برنامج التحول المؤسسي، الذي يهدف إلى مواءمة البرامج والمشروعات مع أولويات الرؤية الوطنية وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية، وتضمنت هذه الخطوات اعتماد خطط سنوية وخطط خمسية ترتكز على مؤشرات أداء واضحة منسجمة مع مستهدفات الرؤية مؤكّدةً على أهمية اللقاء الإعلامي السنوي الذي تنظمه الهيئة، باعتباره منصة لعرض الإنجازات وربطها صراحة بالأولويات الوطنية واختصاصات الهيئة.

وخُتم اللقاء بجلسة نقاشية شهدت تفاعلًا من الحضور، حيث ناقش المشاركون سبل تطوير الأداء الإعلامي وتعزيز التنسيق المؤسسي بين الجهات، بما يُسهم في توحيد الخطاب الحكومي وتكامل الرسائل الاتصالية الداعمة للأولويات الوطنية.

ويأتي لقاء التواصل ضمن سلسلة من المبادرات التي ينفذها مركز التواصل الحكومي بالتعاون مع وحدة متابعة تنفيذ "رؤية عُمان 2040"، لمناقشة الجاهزية الإعلامية للمؤسسات الحكومية، ومواكبة التحولات الاتصالية، والإسهام الفاعل في دعم مسيرة التنمية الشاملة.