من يقود من في الاعلام..؟!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٩/مايو/٢٠١٦ ٠٣:٠٨ ص
من يقود من في الاعلام..؟!

سالم الحبسي

السبت..

هناك بعض الإعلاميين تقودهم «السوشال ميديا» رغم اعترافنا بأن للسوشال ميديا تأثيرها وأبعادها..لكن الخطر هو أن ينقاد الإعلام الرياضي تحت تأثير بما يسمى «تويتر وأخواتها».. في الوقت الذي مطلوب فيه أن يكون الإعلام هو من يقود الرأي العام..وليس تقليلا من إعلام التواصل الاجتماعي الذي فيه أسماء أو حسابات فعالة ومميزة ولكن يجب أن يقوم الإعلام الحقيقي في واجهة المشهد.

الأحد..

هناك الكثير من قواعد المهنة تتحتم على الصحفيين ووسائل الإعلام أن تقوم بأدوار ومهام تسبق قبل أي نشر أو الإعلان عن أي حدث وهو العمل الذي يؤطره ويضع محدداته نظام وقانون المطبوعات والنشر وقبلها «شرف المهنة» لذلك بأن الوسائل الإعلامية العتيدة أو الراسخة لا تنجر للكثير من الإشاعات أو الأخبار التي تتناقلها وسائل التواصل.

الاثنين..

ولكن لا يعني هذا بأن «السوشال ميديا» أو بعضا منها تمتلك مقدرة أكبر وهي التفوق في السرعة بنشر الخبر والحدث ولذلك اهتمت وسائل الإعلام الصحفية أو التلفزيونية أو الإذاعية منها نحو تكوين وتأسيس منصات إخبارية تقوم بمهمة النشر السريع لتواكب الصحوة الإعلامية التي يشهدها العالم..وأصبحت أكبر المؤسسات الإعلامية في العالم تملك حسابات تويتر وأخواتها تزامنا مع عصر السرعة الإعلامية.

الثلاثاء..

ولم يعد هناك صراع بين الإعلام التقليدي أو بما يسمى القديم مع الإعلام الجديد الذي فرض إيقاعا جديدا وهيمنة واضحة..ولكن بدون أن تنجر المؤسسات الإعلامية الرزينة لان تكون تحت قيادة «السوشال ميديا»..بل ابتكرت وسائل إعلامية ذات تقنية يحتاجها الزمن الجديد..وربما إحدى الأفكار التي أعجبتني تجربة صحيفة «الشبيبة» في إطلاقها لمشروع إعلامي مبتكر «واتس علوم» الإخباري الذي تحول اليوم إلى وسيلة إخبارية ذات استقلالية..وهناك العديد مِن التجارب الإعلامية ذات البعد التقني التي دخلت المنافسة بقوة ساهمت بأن يبقى الإعلام يقود ولا ينقاد..!

الأربعاء..

ما لاحظته بأن بعض الحسابات في التويتر أو في «السوشال ميديا» يقدم وجبات إخبارية جميلة عن الأندية أو المناشط والأحداث وتقوم بابتكار الكثير من الطرق الحديثة بيد أن هذه المنصات الإعلامية لا تحتاج إلى تكاليف باهضة لإنشائها ولكنها تحتاج إلى تكاليف مالية لتشغيلها إذا كانت تسعى للمنافسة الحقيقية..لأن الحسابات الرياضية يؤخذ عليها أنها تتحدث باسم أندية وجهات معينة وليست حيادية إلا من رحم ربي..وهذا يطرح سؤالا مهما على المدى القريب والبعيد وهو هل ستكون هناك حيادية حقيقة في الطرح أم سيبقى الصراع في المنصات على حسب التوجهات والرغبات والميول والانتماءات..؟!

الخميس..

مع هذا التشابك والتداخل بين وسائل الإعلام..ومن يملكون حسابات إعلامية رياضية..أصبحت الصورة ضبابية كذلك فيمن يطلق أو يسمى «إعلامي».. هل الصحفي الذي يعمل في مؤسسة معترف بها في حدود جغرافية معينة..مهما كان اجتهاد هذا الصحفي..أم الناشط أو المحلل أو المدرب أو المشجع أو المجتهد الذي استطاع أن ينفذ من أقطار «السوشال ميديا» بمجهود ربما يكون أفضل بكثير..سؤال سيظل مطروحا على الساحة الإعلامية رغم أن إجابته ببساطة معروفة ولا تحتاج إلى مزيد من البحث..إلا أنه مع هذا التداخل سيبقى السؤال يطل برأسه ما لم تكن هناك تشريعات تقنن العمل الإعلامي الجديد..!!