مسقط - العُمانية
وقعت هيئة الوثيقة والمحفوظات الوطنية مع القطاع الخاص اليوم عقد إنشاء مختبر فحص وتقدير عمر الوثيقة وذلك بمقر الهيئة في محافظة مسقط.
يشكل مشروع إنشاء مختبر فحص وتقدير عمر الوثيقة نقطة ارتكاز مفصلية في حفظ وصون الذاكرة الوطنية؛ لما يمثله المختبر من دعامة فنية متقدمة في مجال التحليل الفيزيائي للمكونات الحيوية والكيميائية للمادة الوثائقية ومكوناتها العضوية وغير العضوية، وتحديد النشأة وارتباط مادة الوثيقة بموادها الخام الأولية؛ الأمر الذي يقطع بحجيتها التاريخية، وتحديد أبعادها قدمًا وحداثة، عبر تحليل المكونات العضوية للحامل الوثائقي من أوراق وجلود وعظام وأنسجة قماشية وصفائح طينية وأحجار وفخاريات ونحوها من حوامل الكتابة القديمة المكتوب عليها حزًّا ونحتًا ورسمًا.
إضافة إلى تحليل واستنباط مواد الحز والنحت المستخدمة كتابة عبر الحقب الزمنية، وتحليل المكونات العضوية وغير العضوية لمواد الأحبار والأمدة والصبغات، فضلًا عن التكلسات الجيرية والطينية والطفيلية والطميية، وما راكمته عوامل التقادم والتعامل البشري من حقبة لأخرى على أسطح تلك الحوامل الوثائقية وأنسجتها البنيوية الداخلية، وألحيتها ومواد الأحبار والأمدة والصبغات المالئة، وكذلك الأخاليط البروتينية والنشوية والدهنية على أسطح تلك الأحبار والأمدة عبر تحليلها بالطيف المرئي والأشعة السينية بأطيافها والأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، وتقنيات تحديد المجموعات الوظيفية، وتقنيات المجسمات ثلاثية الأبعاد.
ويحتوي المختبر على مجاهر إلكترونية دقيقة ماسحة وجهاز الأشعة السينية المفلورة؛ لتحليل العناصر، وجهاز تحليل الطيف المرئي المتقدم؛ لتمييز المستندات والوثائق الثبوتية والعلامات المائية وخطوط الطول والعرض الليفية والظل والضوء، وأجهزة التحليل الكيميائي بالأشعة أف تي تحت الحمراء.