موسكو - وكالات
على هامش زيارة جلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق، حفظه الله وعاه ، وقعت وزارة الإعلام العمانية، ممثلة بسفير سلطنة عمان في موسكو حمود بن سالم بن عبد الله آل تويه، ومؤسسة "روسيا سيغودنيا" ممثلة برئيسة تحرير شبكة RT (روسيا اليوم) مارغريتا سيمونيان مذكرة تفاهم وتعاون.
وتفتح هذه المذكرة، وفقا لموقع روسيا اليون، آفاقا جديدة للتعاون في مجالات البث التلفزيوني، وتبادل الأخبار والمعلومات.
كما تنص على التغطية المشتركة للأحداث العالمية ونقل المحتوى الإخباري والتلفزيوني.
ويشمل الاتفاق تنظيم تبادل مهني مع وسائل الإعلام العمانية، وإقامة ورش عمل ودورات تدريبية لتعزيز مهارات الموظفين لدى الطرفين.
وتتضمن الوثيقة أيضا التعاون في مجال الإعلام الإلكتروني، ما يبرز أهمية تكاتف جهود وسائل الإعلام لتحليل الأحداث بشكل شامل، ويوسع الفرص أمام تقديم صورة أكثر استيفاءً لما يجري من أحداث في المنطقة العربية والعالم.
وظلت RT Arabic تتفاعل بشكل نشط مع الجانب العماني منذ سنوات عدة، وفي يونيو عام 2024، كانت سلطنة عمان ضيف الشرف في المنتدى الاقتصادي الدولي. كما تم تقديم عرض ترويجي لفيلم وثائقي بعنوان "الخنجر"، أعدته RT Arabic، في جناح عمان خصيصًا بهذه المناسبة، حيث يروي الفيلم قصة الخنجر العماني، رمز الثقافة والهوية العمانية.
وأقيم العرض الأول للفيلم في ديسمبر 2024 بمسقط، وحضره وزير الإعلام العماني ودبلوماسيون من روسيا والصين وسوريا، إضافة إلى ممثلين عن وزارة السياحة العمانية وصحفيين، وحينها أشار وزير الإعلام العماني إلى أهمية دور RT في إبراز التنوع الثقافي من خلال إنشاء فضاء إعلامي يعكس الأمر بشكل جاذب، وينقل رسالة موحدة إلى البشرية جمعاء.
الآن، يتزين "ركن عمان" في متحف الأرميتاج الروسي بالخنجر. وقد أعرب سفير عمان في روسيا حمود بن سالم آل تويه عن تقديره الكبير لنجاح عرض الفيلم في عمان وروسيا على حد سواء.
كما شارك مقدما البرامج في RT Arabic سلام مسافر وخالد الرشد في المعرض الدولي للكتاب الذي احتضنته مسقط في فبراير 2023.
ستعزز مذكرة التفاهم الشراكة القائمة أساسا، حيث يعمل فريق برنامج "ترويكا" لـ RT Arabic بالفعل في عمان على إنتاج سلسلة من التقارير حول الحياة الثقافية هناك. كما أن الوثيقة غير محدودة بوقت وستكون قاعدة لتعاون مستدام وطويل الأمد.
بدأت العلاقات الروسية العمانية تتشكل عام 1985، بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفييتي وسلطنة عمان. وما زالت هذه العلاقات تعتمد على مبادئ الاحترام المتبادل والرغبة في التعاون البناء في مجالات متنوعة مثل الاقتصاد والثقافة والتعليم.
أحد العوامل الرئيسة التي تسهم في تعزيز العلاقات بين روسيا وسلطنة عمان هو موقع السلطنة على الساحة الدولية، ما يخلق ظروفًا ملائمة لكلتا الدولتين في تنفيذ المشاريع المشتركة وتبادل الاستثمارات. في عام 2023، ارتفع حجم التجارة المتبادلة بين البلدين بنسبة 60%، ليصل إلى أكثر من 400 مليون دولار، مع التركيز على مجالي الطاقة والبناء.
وحديثا، اكتسبت العلاقات الروسية العمانية أهمية خاصة عام 2024، عندما استضاف المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبورغ (SPIEF) سلطنة عمان كضيف شرف، ولم يؤكد هذا الحدث فقط نية البلدين لتعميق التفاعل الاقتصادي بينهما، بل أعطى أيضًا دفعة قوية للتبادل الثقافي بينهما. إذ إن مشاركة عمان في مثل هذه المنتديات المهمة يعزز الثقة ويخلق منصات جديدة للحوار، ما يؤدي بدوره إلى المزيد من التطوير وتعميق الشراكة الاستراتيجية.